انطلقت أمس احتفالية واغادوغو عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014 عن المنطقة الأفريقية، في حفل رسمي ترأسه رئيس الحكومة البوركينابية السيد بيون لوك أدولف تياو، نيابة عن رئيس الجمهورية السيد بليز كومباري، وبحضور السيد صونغولو أبولينير واتارا ،رئيس المجلس الوطني البوركينابي ، والدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو " والدكتور أبو بكر دكوري ، مستشار الرئاسة للشؤون الإسلامية في بوركينافاسو ، رئيس المجلس التنفيذي للإيسيسكو ، والسيد بابا هاما وزير الثقافة والسياحة، وعدد من الوزراء وعمدة مدينة واغادوغو ، والسفراء وممثلي المنظمات الدولية والافريقية والمثقفين والإعلاميين في بوركينافاسو . وفي الجلسة الافتتاحية ألقى المدير العام للإيسيسكو كلمة قال فيها : "إننا نحتفل اليوم بواغادوغو هذه المدينة العريقة التي يرجع تاريخها إلى القرن الثاني عشر، والتي بلغت أوج ازدهارها، كما يسجل التاريخ، خلال القرن الخامس عشر، بفضل موقعها الذي تتقاطع عنده طرق التجارة الممتدة حينئذٍ من تمبكتو في قلب الساحل الإفريقي، إلى تخوم الغابة الإستوائية الإفريقية، وكان لطرق التجارة هذه منافع كثيرة، مادية وروحية، اقتصادية واجتماعية، ثقافية وتاريخية. وذكر أن واغادوغو تحتلُّ موقعًا متميزا ً بين المدن الإفريقية التي ظلت عبر التاريخ، ملتقًى للأجناس والأعراق والثقافات الوافدة من أطراف الصحراء المتفاعلة والمتجاوبة مع العمق الإفريقي، وكانت منارات علمية وثقافية، عبر الحقب التاريخية والسياسية التي تعاقبت عليها. وأشار إلى أن هذه المدن ومنها واغادوغو، تفخر بعلمائها الأعلام الذين كانت لهم مساهماتهم الوافرة في إغناء التراث الإسلامي، والذين استطاعوا أن يرفدوا منابع الفكر والثقافة والحضارة بعطائهم الفكري وخبراتهم الذاتية وملامحَ من مجتمعاتهم الخاصة وبيئاتهم المحلية، كما تتميز هذه المدن بالحراك الثقافي، والمبادلات الاجتماعية، والمآثر المعمارية والآثار العلمية والأدبية التي تصوغ ملامحَها، وتشكل ذاكرتها الثقافية، وترسم موجِّهات مسيرتها نحو المستقبل، في ظل التعايش والتسامح والتثاقف والحوار. وأوضح الدكتور عبد العزيز التويجري أن هذا الاحتفاء يأتي في إطار برنامج الإيسيسكو العشري لعواصم الثقافة الإسلامية الذي اعتمده المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة المنعقد في الجزائر العاصمة سنة 2004، وجُدِّد في المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الثقافة المنعقد في باكو عاصمة أذربيجان سنة 2009، والذي تشرف المنظمة على تطبيقه وفق معايير دقيقة ومضامين عميقة، والذي يهدف إلى ترسيخ الوحدة الثقافية للأمة الإسلامية مع إبراز التنوع الثقافي للعالم الإسلامي وتعميق مفهوم المدينة الإسلامية والتعريف بمؤسساتها الثقافية الفاعلة وخصائصها المعمارية وتحولاتها الاجتماعية والبيئية وبتاريخها وتراثها وربطها بواقعها المعاصر. وقال: « إن احتفاءنا بواغادوغو عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة الإفريقية لهذه السنة، يأتي بعد أيام قليلة من انطلاق احتفالية بشكيك عاصمة الثقافة الإسلامية عن المنطقة الآسيوية لعام 2014، وبعد النجاح الكبير الذي عرفته احتفالية الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية لعام 2014». وأكد أن الإيسيسكو تحرص على أن تكون مساهمتها في هذا الاحتفاء متميزة، مستفيدة في ذلك من تجارب سابقة امتدت على مدى السنوات العشر المنصرمة، أقامت فيها أسابيع ومهرجانات ومسابقات ثقافية، وندوات وورشات وحلقات دراسية تربوية وثقافية وعلمية، في عواصم الثقافة الإسلامية التي تم الاحتفاء بها، بدءًا من مكةالمكرمة في سنة 2005، ومرورًا بالمدينةالمنورة في سنة 2013«. كما أشار إلى أن الإيسيسكو ستساهم بالتنسيق مع وزارة الثقافة في بوركينافاسو، في تنفيذ برنامج متكامل على مدار السنة الجارية، يتناسب مع أهمية المناسبة، ويرقى إلى المكانة المتميزة لهذه المدينة، يتضمن عدداً من الأنشطة التي ستقوم الإيسيسكو بتنفيذها، مساهمة منها في دعم العمل الثقافي بمفهومه العام ومدلوله الشامل.