المرأة المصرية والمشاركة الوطنية د. محبات أبو عميرة في عيد المرأة المصرية لابد أن نتذكر الحديث الشريف للرسول عليه الصلاة والسلام: الجنة تحت أقدام الأمهات وحديثه القائل:إنما النساء شقائق الرجال كذلك أبرز لنا شاعر النيل حافظ ابراهيم دور المرأة المجيد في بيت الشعر الذي قال فيه: الأم مدرسة اذا أعددتها..أعددت شعبا طيب الأعراق وهكذا ارتبطت المرأة بأسمي آيات القيم الدينية مع أهم القيم الاجتماعية في حياة الأمم والشعوب. وهكذا لاننسي موقع المرأة في تجديد الحياة علي ظهر هذا الكوكب جيلا بعد جيل, ورعاية أبنائها وبناتها, بدنيا وعقليا, ووجدانيا, وسلوكيا, ووطنيا, هذا الي جانب مشاركتها في العمل والإنخراط في الأنشطة السياسية والاقتصادية والثقافية واالجتماعية. وفي هذا الإطار, وادراكا من الدولة لأهمية قضية المرأة المصرية وحقوقها وواجباتها جاء الاحتفال هذا العام بعيدها السنوي معلنا رصيد ماتحقق من إنجازات وما نالته المرأة المصرية من حقوق في عهد الرئيس مبارك بداية من إنشاء المجلس القومي للمرأة ودوره البارز في تدريب الكوادر والقيادات النسائية من كل الأحزاب السياسية علي التأهيل السياسي للمرأة, هذا الي جانب انشاء المجلس القومي للأمومة والطفولة ودوره المتميز في تعليم الفتيات من خلال المبادرة التي ترأسها سيدة مصر الأولي سوزان مبارك للقضاء علي الفجوة النوعية في التعليم الأساسي بحلول عام2015, أضف الي ذلك تعيين أول امرأة قاضية في المحكمة الدستورية العليا وإصدار محاكم متخصصة للأسرة, وتعديل قانون الجنسية وتعيين بعض القاضيات ورؤساء محاكم من السيدات, وتعيين عدد غير قليل من عضوات مجلس الشوري, وتعيين أول أمين للمجلس الأعلي للجامعات من السيدات, ومؤخرا تعيين أول رئيسة لهيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية. واستمرارا لتعظيم دور مشاركة المرأة في الحياة المدنية والسياسية فقد تم تعديل المادة(62) من الدستور لتتيح للمرأة حدا أدني من المقاعد في مجلسي الشعب والشوري وفق سند دستوري ونظام انتخابي يضمن لها أن تمثل في المجالس النيابية وفي وضع السياسات وصياغة التشريعات, ولأول مرة نجد المرأة رئيسا للجنة التشريعية والدستورية بمجلس الشعب ووكيلا لمجلس الشعب بالانتخاب. ومؤخرا تم تخصيص عدد من المقاعد للمرأة في الانتخابات الداخلية للحزب الوطني الديمقراطي في تجربة مصرية ديمقراطية رائدة أدت الي وجود المرأة علي الساحة السياسية ترشيحا وتصويبا, بالاضافة الي نسبة ال10% المخصصة لمقاعد المرأة في انتخابات المجالس الشعبية المحلية. وقد قابلت المرأة المصرية هذا العطاء المستحق وهذه الحقوق التي أتيحت لها بعطاء وواجبات من خلال مشاركتها في انتخابات الرئاسة, والاستفتاء علي تعديل مواد الدستور, وحرصها علي القيد في الجداول الانتخابية وفقا لقانون مباشرة الحقوق السياسية, واستخراجها البطاقات الانتخابية التي جعلت لها صوتا في اختيار من يمثلون الشعب ومشاركتها في الانتخابات الداخلية للحزب الوطني وفوزها بأكثر من خمسة عشرة ألف مقعد علي مستوي الأقسام والوحدات الحزبية, ولأول مرة المرأة أمينا للقسم وللوحدة الحزبية بالانتخاب, هذا بالاضافة الي مشاركتها في الانتخابات التمهيدية للمجالس الشعبية المحلية ترشيحا وتصويتا. تحية الي المرأة المصرية في عيدها, والمطلوب منها أن تؤدي واجباتها ومسئولياتها بأكبر قدر من الكفاءة والالتزام حتي تقترن الحقوق بالواجبات والواجبات بالحقوق في اطار المواطنة الكاملة التي لاتتحقق الا بمشاركتها في اتخاذ القرارات في المؤسسات التشريعية والقضائية والرقابية والتنفيذية. عن صحيفة الاهرام المصرية 27/3/2008