قال مسؤول فلسطيني اليوم الأحد إن إسرائيل أعلنت "الحرب" على الشعب الفلسطيني عبر حملتها الأمنية المتواصلة لليوم العاشر في الضفة الغربية. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ"، إن إسرائيل تتذرع بحادثة المفقودين الإسرائيليين الثلاثة لشن حرب ممنهجة على الفلسطينيين. واعتبر أبو يوسف أن الحملة الإسرائيلية في الضفة الغربية "تندرج ضمن خطة إستراتيجية لدى الاحتلال لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وفك عزلة الاحتلال أمام تحميله مسؤولية فشل مفاوضات السلام وسعيه لإفشال جهود المصالحة الفلسطينية". وحذر أبو يوسف من سيناريوهات متعددة تحاول إسرائيل تنفيذها عبر ممارساتها الميدانية أبرزها ضم أراضي الضفة الغربية وزيادة إجراءات عزلها وتقييد حركة سكانها . واعتبر أن "الأمر مرشح للتصعيد لفرض حلول سياسية على الشعب الفلسطيني وتقويض قضيته الوطنية عبر إعادة احتلال كل أراضي الدولة الفلسطينية وإلغاء أي إمكانية للحديث عن قيام دولة فلسطينية مستقلة ومتواصلة ". وأكد أبو يوسف وجود جهود فلسطينية كبيرة تبذل مع أطراف المجتمع الدولي لحثها على التدخل لدى إسرائيل لوقف تصعيدها العسكري وإلزامها بقرارات الشرعية الدولية. ودخلت حملة الجيش الإسرائيلي الأمنية في الضفة الغربية يومها العاشر منذ اختفاء ثلاثة إسرائيليين قرب الخليل في 12 من الشهر الجاري. وأعلنت مصادر فلسطينية أن شابين فلسطينيين قتلا فجر اليوم بنيران قوات إسرائيلية خلال مواجهات وقعت فجر اليوم في مدينتي رام الله ونابلس. وذكرت المصادر أن محمود عطالله الطريفي البالغ من العمر ثلاثين عاما قتل وأصيب 11 فلسطينيا آخر بجروح جراء مواجهات مع جنود إسرائيليين في رام الله. وأوضحت المصادر أن طواقم الإسعاف عثرت على جثة القتيل مصابا بأعيرة نارية بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وجرى نقلها إلى مستشفى رام الله الحكومي. وأضافت المصادر أن أحمد سعيد خالد ويبلغ من العمر 27 عاما قتل في وقت سابق فجر اليوم بنيران الجيش الإسرائيلي خلال قيامه بنشاط امني في مخيم العين في نابلس . وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن القتيل اقترب من الجنود بصورة أثارت شبهاتهم فتم إطلاق النار عليه بعد عدم انصياعه لأوامر الجنود بالتوقف، قبل أن يتبين أنه كان مختلا عقليا. وبذلك ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى خمسة منهم فتى ، قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي منذ حادثة اختفاء الإسرائيليين وبدء حملة أمنية مكثفة للعثور عليهم. إلى ذلك قال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل فجر اليوم تسعة فلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية، ليبلغ عدد المعتقلين حتى الآن نحو 350 منذ بدء الحملة الأمنية إثر فقدان الإسرائيليين الثلاثة. وذكر الجيش أن قواته داهمت خمسة مقرات لمؤسسات تتبع لحركة حماس وجرى منها مصادرة مبالغ مالية كبيرة. وتركز حملة الاعتقالات الإسرائيلية على قيادات وأنصار حماس التي تتهمها اسرائيل بالوقوف وراء عملية الخطف وهو أمر ترفضه الحركة الإسلامية. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن لدى حكومته "أدلة لا تقبل التأويل" على أن حماس هي التي تقف وراء عملية اختطاف الشبان الثلاثة، وهي تقوم بنقل هذه المعلومات إلى عدة دول في العالم. وقال نتنياهو خلال اجتماع حكومته الأسبوعي، إن إسرائيل ستنشر ما لديها من معلومات قريبا على الملأ وعندها ستختبر موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن استعداده لحل التحالف مع حماس. في المقابل كررت حركة حماس أنها ليس لديها أي علم بشأن خطف الإسرائيليين الثلاثة المفقودين في الضفة الغربية. وقال الناطق الرسمي باسم حماس صلاح البردويل ل"د.ب.أ"، إن حركته لا تعلق على رواية إسرائيلية ولا علم لديها بشأن تعرض المفقودين الإسرائيليين لعملية خطف. وأكد البردويل أنه لا توجد أي اتصالات بين حماس وأطراف دولية أو إقليمية فيما جرى للإسرائيليين الثلاثة. وحذر البردويل من تداعيات الحملة الإسرائيلية في الضفة الغربية، معتبرا أنها تستهدف "كي وعي الشعب الفلسطيني واستبعاد خيار المقاومة لديه ومنع أي توجه لتحرير الأسرى الفلسطينيين". وندد الناطق باسم حماس بمواقف السلطة الفلسطينية والرئيس عباس بشأن التنسيق مع إسرائيل لإعادة المفقودين، معتبرا أنها "تساعد إسرائيل في توجهاتها العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني ". وكان عباس قال أمس السبت ، إنه لا دليل على مسؤولية حركة حماس عن "خطف" الإسرائيليين الثلاثة. وأضاف لدى استقباله في رام الله وفدا من اتحاد الصحفيين العرب " لا أحد يعرف من الذي قام بعملية الاختطاف، وإسرائيل تتهم حماس بالقيام بهذا العمل، لكن لحد الآن لا يوجد دليل". وألمح عباس إلى إجراء تحقيق فلسطيني في الحادثة قائلا "عند اتضاح الحقيقة كاملة سيكون هناك موقف فلسطيني واضح بخصوص هذه القضية". في الوقت ذاته أكد أن ما جرى للإسرائيليين الثلاثة " أمر لا نبرره ولا نقبله وهو عمل قد يحصل في أي مكان ونحن نعمل ما بوسعنا لإعادة هؤلاء (المفقودين)". في هذه الأثناء ذكرت مصادر فلسطينية أن عشرات الشبان قاموا بإلقاء الحجارة على أحد مراكز الشرطة في رام الله احتجاجا منهم على التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وحسب المصادر أطلق رجال الشرطة الفلسطينيون عيارات نارية تحذيرية في الهواء بهدف تفريق المتظاهرين الذين قاموا بتحطيم زجاج سيارة للشرطة. من جهته طالب النائب المستقل مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، بالرد الحازم والفوري على "استباحة" إسرائيل للشعب الفلسطيني ومدنه وقراه ومخيماته ومؤسساته بالإعلان الفوري عن وقف كل أشكال التنسيق الأمني. كما طالب البرغوثي، في بيان صحفي له، منظمة التحرير الفلسطينية، بالانضمام الفوري إلى المحكمة الجنايات الدولية والتوجه لها لمحاكمة إسرائيل على جرائم الحرب التي ترتكبها.