قال مصدر أمني كردي، اليوم الجمعة، إن قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) فرضت سيطرتها التامة على ناحية جلولاء بمحافظة ديالى شرقي العراق، عقب الانسحاب المفاجئ لقوات الجيش والشرطة العراقية الذي تكرر أيضاً في ناحية السعدية القريبة منها. وفي تصريح لوكالة الأناضول، أوضح المصدر الكردي، فضل عدم ذكر اسمه، أن قوات البيشمركة انتشرت في جلولاء بعدما انسحبت قوات الجيش والشرطة العراقية منها الليلة الماضية، وأصبح الفراغ الأمني "واضحاً" فيها. وأضاف المصدر أن "أهالي جلولاء كانوا متخوفين من قدوم مسلحي "داعش" الى الناحية، وقدومنا ولّد ارتياحا وطمأنينة لديهم"، على حد قوله. وأشار إلى أن القوات الكردية صدّت، صباح اليوم، هجوما لمقاتلي "داعش" غربي جلولاء، وأرغمت المسلحين على الفرار، وقامت بفرض إجراءات أمنية محكمة لحماية الناحية من أي تهديدات. من جهة أخرى، لفت المصدر الأمني إلى أن قوات الجيش والشرطة العراقية انسحب أيضاً من ناحية السعدية في المحافظة، وتركت فراغا أمنيا وراءها. وتوقع المصدر أن تقوم قوات البيشمركة بدخول الناحية لملأ ذلك الفراغ وتأمين المنطقة من أي هجمات، دون أن يذكر تفاصيل أكثر. وكان مصدر أمني أفاد، مساء الخميس، بسيطرة مسلحي "داعش" على مجموعة قرى في ناحيتي جلولاء والسعدية، شمال شرقي مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى. وتقع ناحيتي جلولاء والسعدية على بعد 80 كلم من مدينة بعقوبة، التي تسكنها غالبية من السنة، ولا تبعد سوى 65 كلم عن شمال شرق العاصمة بغداد. وكان قائد شرطة محافظة ديالى، اللواء جميل الشمري، نفى أمس الخميس، سيطرة تنظيم داعش على بعض مناطق المحافظة، وإسقاط مروحية عسكرية تابعة للجيش العراقي من قبل التنظيم. وتنتشر في ديالى أكثر من 25 عشيرة من الطائفتين السنية والشيعية في صحراء "العظيم"، التي تربط 3 محافظات هي ديالى وصلاح الدين (شمال) وكركوك (شمال). وكانت محافظة نينوى (شمال)، قد سقطت الثلاثاء الماضي في أيدي مجموعات مسلحة بينها "داعش"، وذلك بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها، في سيناريو تكرر في الوقت نفسه في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين (شمال)، وعدة مناطق في محافظة الأنبار (غرب)، والحويجة بمحافظة كركوك (شمال).