أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي كمراكز استطلاعات الرأي في الفترة الأخيرة، فترى بمجرد وقوع الحدث يسرع النشطاء والمدونين بتدوين آرائهم بخصوصه على صفحاتهم على هذه المواقع. وتعليقا على الحفل الفاخر لتنصيب رئيس الجمهورية الجديد المنتخب عبد الفتاح السيسي تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات يعقدون بها مقارنة بين السيسي والرئيس السابق المعزول محمد مرسي، فاختلفت الآراء حول حفل حلف اليمين ومراسم تنصيب السيسي أمس الأول، والذي لم تشهد مثله منذ العهد الملكي. وبطريقة ساخرة بين مؤيد ومعارض للسيسي تطرق المغردون إلى طريقة كلٍ من الرئيسين في خطاباتهم وعرض برامجهم وحضور كل منهم إلى المحكمة الدستورية لحلف اليمين، والضيوف في مراسم توليهم للرئاسة. لغة الخطاب وصف أسامة صابر مدون مصري السيسي بأنه مزيج من الأنظمة المستبدة والفاشلة، مضيفا "مستبدة يعني مبارك وفاشلة يعني مرسي"، وتابع في تغريدات له "مرسي وعد ب 400 مليار دولار استثمارات أجنبية في 4 سنين والسيسي وعد ب تريليون جنيه مشاريع وتنمية في سنتين" للتذكرة بهذه الوعود وما قد يتحقق منها. وقارن صابر صاحب مدونة "دماغوس" بين خطابة كل من محمد مرسي والسيسي قائلا إن مؤيدي مرسي كانوا يرون أنه بارع في خطاباته، وكذلك مؤيدي السيسي، منتقدا إمكانيات السيسي في الإلقاء وأداءه الخطابي الذي وصفه بالبائس. تهنئة إسرائيل تهنئة إسرائيل للسيسي بالفوز بانتخابات الرئاسة شغلت أيضا حديث نشطاء تويتر حيث قال أحد المغردين "لما مرسي قال لرئيس إسرائيل صديقي بيريز قلبوا الدنيا عليه بس لما السيسي جاته تهنئة من نيتنياهو ما حد قال كلمة"، فيما قال آخر "عندما سرّبت (بقصد) رسالة مرسي لبيريز استغلها قوميون ويساريون، وشبيحة اليوم يسكتون على غزل الصهاينة للسيسي!!". دعم وتأييد للرئيس الجديد وكان حجم التأييد والدعم الذي ناله كلا الشخصين أحد أهم عوامل مقارنة النشطاء بين الرئيسين السابق والحالي، فقال محمد الشلاحي إن شعبية مرسي في الشارع أكبر من السيسي وهذا لم يكن كافي لإنجاح برنامجه، أما السيسي فهو يتمتع بمساندة عسكرية ودعم مالي واقتصادي وسياسي من دول الخليج بالإضافة إلى التأييد الشعبي والخليجي العربي والإعلامي، مؤكدا أن ذلك يكفي لقيادة مصر وشعبها إلى بر الأمان والاستقرار. وقال آخر إذا كان محمد مرسي نال نصف الاهتمام الذي ناله السيسي في الوقت الحالي لكان له بعض النجاح، لكنه عاد وشدد على عدم رضائه عن مرسي وأنه كان لا بد من رحيله. حفل التنصيب أشار الدكتور محمد محسوب أستاذ العلوم السياسية والقيادي بحزب الوسط إلى أن" مقارنة بين رئيس منتخب احتفل بفوزه بين شعبه دون حماية، و"منقلب" لم يأمن شعبه فحبسهم ببيوتهم وراح للدستورية بطائرة وارتدى واقيا فالشعب لا يأتمنه". وفي تغريدة أخرى لأحد النشطاء قال "الرئيس محمد مرسي نصبه شعبه في حضور جماهيري، والسيسي ينصبه رؤساء وأمراء من الخارج كل شخص ينصبه من دعمه للرئاسة" على حد قوله. وانتقد أدهم صالح الحفل قائلا "ما مدي تناسب بهرجة حفل تنصيب السيسي مع حال الشعب المصري تالت أبأس شعب في العالم"، وقال وائل نصاري "هو مش كان عامل فيها عمر بن الخطاب ف التقشف ليه التكاليف الباهظة بتاعت تنصيب السيسي". وعلى النقيض سخر الإعلامي مجدي الجلاد من مؤيدي د.محمد مرسي الرئيس السابق وقولهم إن دول العالم لن تعترف بالسيسي، فقال "بتاع الشرعية محمد مرسي بيقول العالم مش هيعترف بالسيسي، آه قولتولي كام دولة باركت لحد دلوقتي". وعن حضور احتفالية أول أمس بقصر الاتحادية قالت إحدى الناشطات ساخرة "كل ما أشوف الوفود اللي جت تشارك في حفل تنصيب السيسي أفتكر مرسي لما راح أثيوبيا وكانت في استقباله وزيرة التعدين بسبت الخضار". وقالت رنا محمد في تغريدة أخرى " باللي شوفته إمبارح في حفل تنصيب السيسي رئيسا لمصر أستطيع أن أقول بكل ثقة أن مرسي العياط دخل قصر الرئاسة من باب الخدامين". من جانبه قال الدكتور عايد المناع أستاذ العلوم السياسية الكويتي إن خطاب السيسي أمس هو برنامج أولي لمرحلة حكمه، وأنه يتمتع بصلاحيات دستورية و تأييد شعبي و مساندة عسكرية و دعم سياسي واقتصادي إقليمي يؤهله لتنفيذ برنامجه، معربا عن أنه كان يتمنى أن يتم الدكتور محمد مرسي فترته الرئاسية إيمانا بالآلية التي أوصلته للسلطة لكن الرياح جرت باتجاه آخر. وفي رده على أحد متابعيه أضاف أن الجماهير التي خرجت ضد مرسي أكثر من تلك التي خرجت ضد مبارك وسيواجه السيسي نفس المصير إذا لم يحقق تغييرا.