حذر مستثمرون وعاملون بقطاع صناعة الدواجن فى مصر من تفاقم أزمة الثروة الداجنة وتراجع الإنتاج وخروج صغار المستثمرين من السوق، بسبب تفشى الأوبئة وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج نظرا لارتفاع قيمة العملة الأجنبية مما يزيد من فاتورة الاستيراد خاصة الأعلاف والأمصال. وقالوا فى لقاء شبكة الإعلام العربية "محيط" فى معرض أجرينا 2014 بمشاركة 600 شركة محلية وأجنبية، أن ارتفاع أسعار العملات الأجنبية من الدولار واليورو تسبب فى زيادة فاتورة الاستيراد خاصة الأعلاف ومستلزمات الإنتاج. يقول الدكتور السعيد البحيرى مدير تسمين بشركة الدقهلية للدواجن أن الأوبئة لا تزال هى الخطر الكبير الذي يسيطر على الثروة الداجنة المصرية، موضحا أن السوق تعانى ويلات الفيروسات وأحدثت خسائر للمربين تراوحت ما بين 70- 80% فى ظل تعرض البلاد لأزمة سياسية واضطرابات أمنية ألقت بظلالها أيضا على نشاط القطاع. أشار الى أن عدم الالتزام بالقوانين أحد العوامل التى أدت لانتشار الفيروسات مثل الانفلونزا، والتى ظهرت بشكل مخيف منذ عام 2005 ، واتخذت الدولة آنذاك إجراءات احترازية وطبقت تحذيرات وقوانين منعا لانتشار الفيروس كانت أهمها عدم نقل الطيور الحية من محافظة لأخرى والذبح فى المجازر. أضاف البحيرى أن ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج من الأعلاف مثل الذرة الصفراء والصويا والمركزات التى تستورد معظمها من الخارج بسبب ارتفاع قيمة العملات الأجنبية من الدولار واليورو فضلا عن تكاليف أخرى مثل الشحن والوقود، أسباب أخرى لزيادة فاتورة التكاليف. وقال ان الإنتاج المحلى من الذرة والصويا لا يكفى الاستهلاك لذلك نلجأ للاستيراد. وطالب المسئول فى شركة الدقهلية للدواجن، الحكومة بالتدخل لإنقاذ صناعة الدواجن، وتوافر المعلومات عن تلك الصناعة شئ مهم كذلك هناك جهات حكومية مثل الهيئة العامة للخدمات البيطرية ومعامل أخرى عليها دور مهم لمكافحة الفيروسات لإنقاذ الثروة الداجنة التى يعتمد عليها الشعب المصرى بنسبة تتجاوز ال 70%. من جانبه أشار الدكتور زكريا الشناوى رئيس قطاع خدمة العملاء والدعم الفنى بالشركة أن متابعة مزارع العملاء من قبل بدء دورة التسمين استراتيجية عملنا لضمان إنتاج صحى ووفير، معتبرا العميل بمثابة وحدة إنتاجية وثروة يجب دعمها والحفاظ عليه وتوجيهه، لأن نجاح العميل يمثل إضافة أخرى لزيادة الاستثمار والحفاظ على رأس المال. وفى سؤاله عن مدى ملائمة دخول صغار المستثمرين فى السوق، أشار الى أن الوقت غير مناسب مع انتشار الفيروس وارتفاع أسعار الأعلاف، فنحو 5 آلاف طائر صغير أقل نسبة لبدء مشروع صغير على مساحة 500 متر مربع، ويتراوح سعر الكتكوت ما بين 2- 2.5 جنيه، يحتاج لنحو 3.5- 4 كيلو جرام من الأعلاف فى 40 يوم، بالإضافة للرعاية الطبية لتحصل على وزن قد يصل الى 2 كيلو جرام من اللحوم البيضاء. من جانبه قال الدكتور محمد سعد مدير منافذ البيع بشركة الأهرام للدواجن أن صناعة الدواجن فى مصر تواجه تحديات كبيرة أبرزها الأوبئة خاصة أن هناك نقص فى الأمصال لمواجهة الأمراض الفيروسية، حيث يتشكل الفيروس من سنة لأخرى ويتسبب فى صعوبة العلاج. أشار سعد الى أن الدولة تخلت عن مربى الدواجن وتراجع الإنتاج والاستثمار فى القطاع بسبب التكاليف والأوبئة وعدم الإلتزام بالقوانين، موضحا أن حوالى 90 % من الذرة الصفراء الداخلة فى مكونات الأعلاف تستورد من الخارج فى ظل ارتفاع سعر الدولار الذى اشتريناه قبل فترة بحوالى 7.75 جنيه من السوق السوداء، وحصلنا عليه منذ أيام بحوالى 7.35 جنيه. وقال أن السوق المصرية بحاجة لكميات كبيرة من اللحوم البيضاء فى ظل ارتفاع مستلزمات الإنتاج والتى يستورد بنسبة 70% من الخارج بدون دعم، مشيرا الى أن المستثمر الصغير معرض للخروج من السوق، فى ظل هذه الأزمة والتى نعانى منها منذ أكثر من 3 سنوات تفاقمت بعد انطلاق الثورة وما شهده الشارع المصرى من اضطرابات ومخاطر أمنية أثرت على نشاط القطاع. وطالب سعد الحكومة بدعم صناعة الدواجن فى مصر، حيث أن الإنتاج ينحصر 40 % منه للشركات الكبيرة و 60 % منه للأفراد والمستثمرين الصغار، مما يعرض الإنتاج للخطر وتفقد مصر جزءا كبيرا من تلك الثروة. وتتبنى شركة الأهرام للدواجن برئاسة أنور العبد، مشروعات الشباب بما يعرف بالفرنشايز بالتعاون مع الصندوق الاجتماعى، حيث تتيح فرص عمل للشباب من خلال مشروعات صغيرة لبيع منتجات الشركة من المجمد والفريش والمتبل والخضار والتى بلغت 35 منفذ بامتياز الفرنشايز، بالإضافة الى 5 فروع كبيرة للشركة. يذكر أن الدكتور أيمن فريد أبوحديد وزير الزراعة واستصلاح الاراضى، افتتح أمس الخميس معرض "أجرينا الدولي لصناعة الداوجن والثروة الحيوانية" في دورتة ال 16 لعام 2014 وشارك به 600 شركة تمثل 18 دولة أهمها الهند، فرنسا، الصين، ايطاليا، هولندا، المانيا، والتي مثلت نسبة 35% من النسبة الإجمالية في المعرض. كما التقى وزير الزراعة، اليوم اتحاد منتجى الدواجن، ومربي الثروة الحيوانية فى مصر، لمناقشة سبل النهوض بقطاع الثروة الحيوانية والانتاج الداجنى فى مصر، والمشكلات التى تواجههم. وأكد ابوحديد خلال الاجتماع، على أهمية التكاتف فى تلك المرحلة الحرجة فى مصر، للعمل على النهوض بالثروتين الحيوانية والداجنة، وتحسين الأداء فيهما، وتوفير منتجاتهما للمواطنين والمستهلكين بأسعار مناسبة، وبجودة عالية، مشيراً الى ان الوزارة قد مضت بالفعل فى خطة للتيسير على المربيين والمنتجين للثورة الحيوانية والداجنة. وقال ابوحديد إن مصر وصلت الى درجة الاكتفاء الذاتى من الدواجن والبيض، والتصنيع المحلي فيهما، وذلك بعد فترة تزيد عن ثلاثين عاماً كانت مصر تستورد فيها تلك المنتجات، مشيراً الى ان الوزارة تعمل حالياً على زيادة الإنتاج المحلي من اللقاحات البيطرية، للاستغناء عن اللقاحات المستوردة، وهو الأمر الذى من شأنه ان يوفر الآلاف من فرص العمل، ويكون خطوة هامة للنهوض بالإنتاج الحيوانى.