- مشروعات كبرى بانتظار التمويل في ربوع مصر - وقف البناء في منطقة الفسطاط واجب - حملة شبابية لهدم أبو الهول الصيني .. وضغوط دولية لوقف الظاهرة - وزارة الثقافة تشترى المستنسخات الصينى لرخص ثمنها - الحرف التراثية في اندثار -الإعلام عليه واجب الترويج للسياحة المصرية - الشعب يصنع الفرعون فى لقاء شبكة الإعلام العربية " محيط" بالدكتورة شادية محمد مدير عام إدارة المنظمات الدولية للتراث الثقافى بوزارة الآثار ، كان لنا جولة حول أهم المشكلات الأثرية التى تواجه مصر فى الداخل و الخارج ، و التعدى على حقوق الملكية الفكرية لمصر بنسخ آثارها فى مختلف أنحاء العالم ، بل كشفت أيضا أن وزارة الثقافة تستعين بالمستنسخات الصينى داخل بيوت الهدايا فى المتاحف لرخص ثمنها ، كما غزت تلك المستنسخات خان الخليلى ، مما أدى لعزوف السياح لدى رؤيتهم عبارة " صنع فى الصين " . و فيما يلى نص الحوار : ما الإجراءات التي اتخذتموها فور علمكم بمستنسخ الصين لأبي الهول ؟ بمجرد معرفتى باستنساخ التمثال خاطبنا الخارجية لإلزام الصين بالمعاهدات الدولية ، و اتفاقيات حماية التراث الثقافى و الطبيعى التى وقعت عليها مصر و الصين ، حيث تنص المادة 3 على أن أى دولة موقعة على هذه الاتفاقية لا يمكن أن تقوم عن عمد بشكل مباشر أو غير مباشر بالإضرار بالتراث الثقافى للدول الأخرى . و عندما تقوم الصين بعمل نسخة مشوهة من أبو الهول و هو المسجل على قائمة التراث العالمى كموقع فريد ، فهذا إضرار مباشر ،و لا يصح لدولة مهما وصلت قوتها أن تستنسخ تراث دولة من أجل ربح تجارى ، و الصين كررت ذلك مع العديد من الدول ، فنسخت برج إيفل و قوس النصر من فرنسا و البيت الأبيض من أمريكا ، و مستنسخ تاور بريدج من بريطانيا ، ومستنسخ هول شتات من النمسا ،و ميدان القديس مارك من فينيسيا ومستنسخ من مقصورة نوتردام في رونشامب ، و غيرهم من الآثار التى شيدت و لم تهدم حتى الآن . كما أرسلنا لليونسكو و منظمة حقوق الملكية الفكرية ، لمخاطبة الصين للتوقف عن استغلال التراث الثقافى للآخرين دون أذن ، و كأنها ملكة العالم . وهل تتوقعين مبادرة الصين بإزالة المستنسخات العالمية الأخرى؟ هذا خطأ الدول التى لم تتحرك ، و مصر تمارس ضغوط حاليا على المنظمات الدولية لإلزام الصين بالالتزام بالاتفاقيات الدولية ، و الضغط الشعبى له دور كبير ، فهناك حملة كبيرة من الشباب المصريين و الصينيين لهدم مستنسخ أبو الهول ، و اليابان عبرت عن رفضها للمستنسخ و ساندت مصر فى دعوتها لهدمه . الحلول الدبلوماسية هى الأفضل فى هذا الوضع ، أما ردود الفعل العنيفة و قطع العلاقات فلن يفيد ، و المسئولين فى الصين اعتذروا و أكدوا أنهم لا يقصدون الإساءة لتراثنا الثقافى و أنهم سيهدموا التمثال بعد استخدامه فى بعض البرامج التلفزيونية ، و الأفلام السينمائية ، و لكننا طالبنا بهدمه فورا دون تحقيق أى عائد تجارى من ورائه ، و عليهم أن يعودوا فى ذلك للحكومة المصرية و هى من تقرر . و ماذا عن النماذج المصغرة للآثار المصرية المنتشرة حول العالم ؟ تلك النماذج لها تأثير سلبى و إيجابى ، الإيجابى أنها تروج لآثارنا ، و تجذب السياح ، أما الأثر السلبى فهو يتعلق بحق الملكية الفكرية ، فالأولى أن تكون تلك المستنسخات مصرية و يعود ربحها على مصر ، فلدينا الكثير من الحرفيين و لكن ينقصهم الإمكانيات ، و الأدوات المناسبة . و نحن نضغط حاليا على منظمة حقوق الملكية الفكرية" الويبو" لإصدار قانون دولى سريع يمنع أى دولة من استنساخ أى أثر أيا كان حجمه خاص بدولة أخرى . كيف نوقف غزو المستنسخات داخل مصر نفسها ؟ المستنسخات الصينية غزت حتى خان الخليلى و بيوت الهدايا بالمتاحف المصرية ، السياح كانوا يقبلون على النماذج الأثرية للحرفيين المصريين ، و عندما يجدوا " صنع فى الصين " يعزفون عن شرائها . حيث لجأت وزارة الثقافة للمستنسخات الصينى لرخص ثمنها ، أما منتجات الحرفيين غالية لأنها يدوية و تكلفهم الكثير من الوقت و الجهد و الأموال من أجل الخامات الجيدة ، لكن الصين لديها الأدوات المناسبة فتغرق الأسواق بمنتجات رخيصة الثمن. على الدولة أن تتحرك لإنقاذ التراث بعمل ورش خاصة و توظيف الفنيين و تشجييع الحرفيين ، و تكون نواة البداية من قسم المستنسخات فى وزارة الآثار، و يتم فرض رقابة على الأسواق لتصبح كل المستنسخات فى بيوت الهدايا و خان الخليلى مصرية فقط . لماذا حذرت من اندثار الحرف التراثية ؟ وزارة الثقافة تعانى من قصور فى الاهتمام بالحرف التراثية التى يتهددها خطر الاندثار و هى تهتم أكثر بالمهرجانات و الأنشطة الفنية ، و يجب عليها عمل برنامج مكثف لإنقاذ هذه الحرف من الاندثار. ففى شارع المعز التقيت بحرفى يقوم بالطرق على النحاس و هو آخر من يعمل بالمهنة و ليس لديه غير ابنة صغيرة يعلمها المهنة ، و آلة الطرق على النحاس لا يوجد سوى فرد واحد يبلغ عمره 70 عاما هو وحده من يصنعها ،و ليس له أولاد ، فهذة الحرف التراثية إن لم يتم الاهتمام بها سوف تندثر ، و قد خاطبت وزارة الثقافة و عليها أن ترسل له فنيين ليتعلموا صناعة هذة الآلة. ما هى أهم مشاريع وزارة الآثار فى الوقت الحالى ؟ مشروع المتحف الكبير و متحف الحضارة و متحف شرم الشيخ ، من أكبر المشاريع الأثرية الآن على الساحة و سيكونوا مفخرة لمصر ، و لكن يظل التمويل عائق ، و هو ما نحاول توفيره ، فوزارة الآثار كانت من الوزارت التى تعتمد على التمويل الذاتى و دخل السياحة ، و لكن الآن لا نجد حتى أموال كافية للأساسيات و المرتبات . كيف نتغلب على مشكلة التمويل لاستكمال المشاريع الأثرية الهامة ؟ للإعلام و المجتمع المدنى دور كبير فى التوعية ، و المساعدة فى تمويل المبادرات الجيدة للحفاظ على القاهرة التاريخية و استكمال المشاريع الهامة ، لمساعدة الوزارة التى تعانى من حالة مادية " سيئة " ، فعلى الإعلام توجيه حملة لتشجيع رجال الأعمال للمساهمة فى استكمال العمل فى المتحف الكبير ، و الوزارة على استعداد لوضع اسمائهم على لوحات الأماكن التى ساهموا بتمويلها ، كنوع من الدعاية الجيدة لهم . و على السفارات المصرية بالخارج المساعدة بالدعاية و التسويق لمصر لإعادة تنشيط السياحة من جديد . السفارات دورها محدود ، و مصر تفتقد التسويق الجيد فكيف نعالج ذلك ؟ فى جميع دول العالم حتى البلدان الصغيرة ، تقوم بتصدير المواقع الإلكترونية للدعاية لنفسها ، و فى مصر لدينا وزارات كبيرة ، مواقعها غير منشطة ، و التسويق من خلال الانترنت هام جدا فى جذب السياح ، و للفيس بوك الآن دور كبير فى حملات تنشيط السياحة . و برغم من معاناة الهند من فقر مدقع ، و لكنها نهضت باهتمامها بالتكنولوجيا رغم ظروفها التى تعد أصعب مما نعانيه ، و ااستطاعت أن تجلب السياح بغزوها للشبكة العنكبوتية ، فعلى كل وزارة أن يكون لها قسم تكنولوجى قوى يحوى كل المواقع الثقافية و الأثرية المصرية ، كتسويق جيد لتراثنا فى أنحاء العالم . و للسينما و التلفزيون حاليا دور هام فى جذب السياحة لدول كالهند و تركيا و كرواتيا و كوريا ،و رغم أن السينما المصرية " هوليود الشرق "و لكنها تعانى حالة تراجع فتركز على الاباحية و تبعد عن الملامح الثقافية التى تميز مصر . ماذا فعلت وزارة الآثار لإنقاذ منطقة الفسطاط ؟ الفسطاط من أجمل المناطق فى مصر و تحتوى على متحف الحضارة ، و هو موقع ممتاز لوقوعه على بحيرة الصيرة البحيرة الوحيدة الطبيعية الباقية من البحيرات الطبيعية فى مصر . و لكن كيف سننقذ الفسطاط ، و المحافظة أقامت مساكن أمام متحف الحضارة ، و التى اعترض عليها فاروق حسنى وزير الثقافة السابق فى عهده ، و لموقع تلك المساكن المميز تباع بالملايين ، و هذا شوه المنظر أمام متحف الحضارة ، ليصبح المكان مخزن للأسمنت و الجبس و مخلفات البناء . منطقة الفسطاط ليست من مسئولية الآثار فقط بل أيضا المحافظة ، لتطوير المنطقة و المحافظة على نظافتها ، ووقف بناء المزيد من المساكن فى تلك المنطقة الأثرية ،وزارة الآثار تتحرك بكل قوتها لحل أزمة الفسطاط ،و الوزير زار الفسطاط بنفسه لبحث مشكلتها ، لأن الفسطاط جزء من القاهرة التاريخية ،و الحفاظ عليها رسالتنا، و سيتم افتتاح متحف عالمى فى القريب العاجل بالفسطاط . لكن ألا ترين أن الاهتمام بالتراث والآثار "خارج القاهرة" نادر ؟ تراثنا الغير مادى مهمل ، كتراث و فلكلور النوبة التى تهمله الدولة ، و يروج له الشباب النوبيين أنفسهم من خلال الانترنت ، و واحة سيوة التى يروج لها السياح الزائرين أنفسهم ، و التراث السيناوى المهمل و تراث الصعيد الزاخر ، ، فأين دور قصور الثقافة فى الأقاليم و المحافظات المختلفة من الترويج لهذا التراث الغير مادى ؟ ، فيجب الاهتمام به على المستوى المحلى أولا قبل تصديره للغرب ، فالمصريين أنفسهم لا يعلمون عن تراثهم غير المادى . لو قضينا على المركزية مشاكل مصر ستحل ، فيجب أن يخف الضغط على العاصمة و نبرز كل ما يميز المحافظات من تراث لتصبح عامل جذب، و يجب أن تتمتع تلك المحافظات باستقلاليتها ، لتتحرر من البيروقراطية الإدارية . الشباب أطلقوا عدة حملات لتنشيط السياحة و تنظيف المناطق الأثرية ، فلماذا لا تستغل الوزارة تلك الطاقات ؟ وزارة الآثار تشجع الشباب و تستمع لمقترحاتهم ، الزمن تغير ، و جميع الوزارت لديها تعليمات للاحتكاك بالناس فى الشارع ، فمن أجل إزالة القمامة أمام المواقع الأثرية نخاطب المحافظ و مجلس المدينة المختص ، و عقب إزالتها يلقيها الناس من جديد ، لذا فالبداية من المواطن ، و توعيته بأهمية تراثه واجبنا ، من غير الناس لن نستطيع أن نفعل شئ . و بالتعاون مع الشباب سيسهل القيام بالدور التوعوى ، فهم يملكون طاقة كبيرة ساعدتهم التكنولوجيا الجديدة على توظيفها فى تنشيط السياحة الداخلية ، لينظموا سفرية لأسوان و كوم أمبو و الأقصر بالدراجات الهوائية ، تشجيعا للسياحة . و الوزارة بالفعل أطلقت حملة لتنظيف و تطوير " شارع المعز" و كان " شباب القاهرة التاريخية " ينظفون بأنفسهم ، الآثار هناك وسط الأماكن السكنية ، و ليس من حقنا إخراجهم من بيوتهم بل توعيتهم ، و مشاركتهم ،و هذا ما تم فى شارع المعز، و السكان رحبوا ، و برغم استجابة البعض ، و لكن هناك من لا يبالون ، و يريدون بناء عمارات جديدة ، و لكن هذا سيكون تعدى على طابع المكان التاريخى ، و نحاول دوما ترميم البيوت القديمة لتظل كما هى ، و بعد الانتهاء من شارع المعز سنتجه لباقى منطقة " الجمالية ". و كنوع من التشجيع فى " اليوم العالمى للمتاحف " نظمت مسابقتان للأطفال و الشباب لتصميم رسومات عن التاريخ الفرعونى ، فى الفترة من 18 مايو إلى 18 يونيو ، و الثلاث مراكز الأولى ستفوز و سيكرمهم الوزير ، فتصميم جاليرى متحفى يكلفنا تكاليف باهظة للاستعانة بخبير عرض متحفى، و لكن الشباب الموهوبين فى التعامل مع برامج الحاسب المعقدة قد يتفوقون على الخبراء أنفسهم، ووعدنا الشباب بجانب الجوائز ، سيتم عرض الجاليرى الفائز ووضع اسم مصممه عليه . ماذا عن إشكالية تغير الوزارات ، و ما تحمله من هدم لكل ما هو سابق لها ؟ تغيير العاملين و المشروعات بالكامل خطأ يتكرر بكل الوزارات الجديدة و كأننا نخترع نهج جديد ، فنحن نفتقد مبدأ استكمال عمل الآخرين ، و ليس هناك مشروع سلبى بالكامل ، فلو هناك أخطاء ببعض المشروعات عليه إصلاحها لا هدمها بالكامل ، و أتمنى أن يجلس الوزير الجديد مع القديم و يستشيره لمعرفة مجريات الأمور ، ليخدم الوزير مصلحة الشعب و يستفيد من خبرات من قبله و المشروعات التى أقامها دون هدم . أخيرا ، ما هى مطالب الأثريين من الرئيس ؟ الشعب هو من يصنع الفرعون ، لذا على كل فرد أن يتوقف عن التفكير فى مصالحه الضيقة ، و التفكير فى مصلحة مصر ، حينها لن نعانى من إهمال تراثنا و نهبه ، و فى مؤسساتنا نعانى من سيطرة أصحاب المصالح الشخصية على مقاليد الأمور، و الخبراء فى مصر كثيرين و لكن لا يتم استغلالهم جيدا لسوء الإدارة ، فدائما يتم تقديم أهل الثقة على أهل الخبرة . و على الرئيس عبد الفتاح السيسى أن يغير ذلك و إلا لن نتغير أبدا ، وإلا يستمع للبطانة السيئة من حوله ، و يستعين بالشباب و ذوى الخبرات ، فالشباب محبط لأن دوره غير مفعل . و ما نريده كأثريين هو الإحساس بالاستقلالية و الأمان ، و توفير التدريب المستمر ، و التخلص من البيروقراطية الإدارية ، و للتخلص من الإهمال يجب متابعة جميع قطاعات الآثار و تمكين الشباب ، و إعادة هيكلة الإدارة فى كل قطاعات الحكومة . و فى النهاية أناشد الجميع مساعدتنا فى إنقاذ التراث ، فنحن بحاجة لتعاون المجتمع المدنى و الوزارات الأخرى و الإعلام