قالت مصادر إسرائيلية إن حكومة بنيامين نتنياهو تستعد للتحرك لإقناع أعضاء الكونغرس الأمريكي بوقف المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية، بعد إخفاقها في إقناع الإدارة الأمريكية بعدم التعامل مع حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة، اليوم الخميس، عن المصادر ذاتها، التي لم تحدد هويتها، قولها إنه "يجب التركيز حاليا على إقناع الكونغرس الأمريكي بوقف تحويل الأموال إلى السلطة الفلسطينية". وتحظى إسرائيل بدعم واسع في صفوف أعضاء الكونغرس الأمريكي ، الأمر الذي أوقف في السنوات الماضية مساعدات أمريكية للسلطة الفلسطينية، رغم إقرار الإدارة الأمريكية تقديمها للفلسطينيين. وانتقدت المصادر الإسرائيلية "إسراع الإدارة الأمريكية إلى الاعتراف بالحكومة الفلسطينية الجديدة"، وقالت "لم نتوقع أن تعلن الولاياتالمتحدة بعد ساعات معدودة من تشكيل هذه الحكومة عن اعترافها بها". وقد اعترف المجتمع الدولي ، بما فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي، بحكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، رغم مطالبة إسرائيل بعدم الاعتراف بالحكومة. وأدت حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني برئاسة رامي الحمد الله، اليمين الدستورية، الاثنين الماضي أمام الرئيس عباس، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، عقب توافق حركتي فتح وحماس على كافة وزرائها. وتضم الحكومة الفلسطينية الجديدة، 18 وزيرًا، بينهم 5 من قطاع غزة، (أحدهم مقيم في رام الله). وعقب قرابة 7 سنوات من الانقسام، وقعت حركتا فتح وحماس في 23 أبريل/نيسان الماضي، على اتفاق للمصالحة الوطنية، يقضي بإنهاء الانقسام الفلسطيني وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن. من جانبه، رأى زعيم المعارضة وزعيم حزب "العمل" الإسرائيلي اسحق هرتسوغ أن إعلان واشنطن والاتحاد الأوروبي استعدادهما للعمل مع حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني "يمثل إخفاقا في السياسة الخارجية الإسرائيلية". وأضاف في بيان ، نشرته صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية إن "نتنياهو يتحدث ولكن العالم لا يستمع له". من جانبها، أبدت الإدارة الأمريكية استغرابها التحريض الإسرائيلي الواسع ضد حكومة الوفاق الوطني في الوقت الذي واصلت فيه إسرائيل التعامل مع السلطة الفلسطينية. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول في البيت الأبيض لم تكشف هويته قوله إنه "في الوقت الذي انتقدت فيه واشنطن فان إسرائيل حافظت على التنسيق النشط مع القوى الأمنية الفلسطينية". وأضاف" في نفس اليوم الذي تشكلت فيه حكومة التكنوقراط الفلسطينية حولت إسرائيل 500 مليون شيكل 144 مليون دولار من عائدات الضرائب التي تجمعها إسرائيل نيابة عن الفلسطينيين إلى السلطة الفلسطينية". ومضى قائلا إنه "لم تأت هذه الخطوة مصادفة وإنما تعكس المصلحة الواضحة للمؤسسة الإسرائيلية في الحفاظ على وجود سلطة فلسطينية مستقرة لإدارة المناطق الفلسطينية، فلا مصلحة لإسرائيل بانهيار السلطة الفلسطينية".