أكد حسن فهمى رئيس هيئة الاستثمار المصرية أن إجمالي استثمارات الاتحاد الأوروبي في مصر ارتفع إلي 14.5 مليار دولار منذ عام 1970 وحتي عام 2014 ، حيث يتركز معظمها في القطاع الصناعي الذي يمثل حوالي 44% من حجم الاستثمارات و 23% في قطاع التمويل بينما يمثل قطاعي السياحة والخدمات حوالي 12.5% و7.5% علي التوالي. وأشار الى أن عدد الشركات حديثة التأسيس خلال العام المالي 2012/2013 بلغ حوالي 9000 شركة مقارنة ب7000 خلال العام الذي سبقه. جاء ذلك بكلمته اليوم خلال "مؤتمر الفعاليات الترويجية لمشروع اليورومتوسطي لرواد الأعمال المبتكرين" الذي تنظمه الهيئة العامة للاستثمار مع شبكة أنيما للاستثمار تحت عنوان"الابتكار المحلي نحو العالمية"، وقال هذا الحدث يأتي في الوقت المناسب إذ تبدأ مصر صفحة جديدة من مستقبلها. وأشار رئيس هيئة الاستثمار، ان الاقتصاد المصري يتمتع بإمكانيات عظيمة للنمو والتنمية. هذا بالإضافة إلي الثروة البشرية الكبيرة التي تتمتع بها مصر و مصر تتمتع بسوق استهلاكية ضخمة جاذبة للمنتجين ونظام مصرفي مرن أثبت قدرته علي تحمل الصعاب والتغلب عليها. أضاف: إن التقديرات المستقبلية تشير إلي أن الاقتصاد المصري قادر علي التغلب علي المشكلات وذلك من خلال التقوية المؤسسية التي انعكست علي معدلات نمو الدخل القومي والتي سجلت 2.1% في العام المالي 2012/2013 مع استهداف نسبة 3.5% للسنة المالية 2013/2014. كما ان الاستثمارات المستهدفة طبقاً لخطة الحكومة تصل إلي 291 مليار جنيه مصري خلال العام المالي 2013/2014 وتسهم الاستثمارات الخاصة بحوالي 60% من الإجمالي. فيما وصلت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في العام المالي 2011/2012 إلي 4 مليار دولار وفي العام التالي 2012/2013 وصلت إلي 3 مليار دولار. أما خلال النصف الأول من العام المالي الحالي فقد وصلت إلي 2.8 مليار دولار. وتابع فهمى: على الرغم من التحديات التي واجهها الاقتصاد المصري عقب ثورة 25 يناير فإنه لم يكن هناك وقتاً أكثر ملائمة من اليوم لاستغلال كل موارد المصرية الممكنة سواء كانت المهارات أو الفرص أو طاقة الشباب من خلال ريادة الأعمال. ولهذا فإن الهيئة العامة للاستثمار ووزارة التجارة والصناعة والاستثمار قامتا بجعل أولوياتهم مساعدة رواد الأعمال المبتكرين والمشروعات الصغيرة والمتوسطة علي النمو. لقد أصبحت اليوم فكرة "ريادة الأعمال" بمثابة المحرك للازدهار الاقتصادي وخلق فرص العمل في منطقة المتوسط. وهذا المحرك يبقي اقتصادياتنا نشطة ويخلق المزيد من فرص العمل ويساعد علي تخطي العقبات المحلية كما وأنها تعظم من امكانية استغلال مواردنا المتاحة. ولكن علي الجانب الاخر فإن هذا المحرك لا يمكن أن يعمل إلا بالتكاتف وضم كافة المساهمين في نظام ريادة الأعمال والذي يشمل مؤسسات التعليم والبحث والقطاع الخاص والقطاع المالي ومؤسسات المجتمع المدني. وقال: إننا عندما نتحدث عن منطقة اليورومتوسط فإننا لا يكمن أن نتجاهل الظروف السياسية والاقتصادية والإجتماعية الحالية التي تواجهها المنطقة. عملياً قامت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بإنشاء مركز بداية لرواد الأعمال وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في عام 2010. أضاف فهمى: إن مركز بداية وبشكل مميز يعمل كمحفز لتمكين رواد الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة من الوصول إلي مختلف الخدمات المالية والغير مالية من خلال العديد من البرامج والمبادرات. يقوم مركز بداية أيضاً بدور تكميلي وتعاوني مع برامج رواد الأعمال القائمة في مصر سواء كانت الحكومية أو منظمات المجتمع المدني والمبادرات الخاصة والجامعات والمراكز البحثية. ومع تحقيقه للنجاح تلو النجاح فإن مركز بداية أطلق في عام 2013 برنامجين في غاية الأهمية: الأول هو صندوق بداية (1) للاستثمار المباشر فى الشركات الصغيرة والمتوسطة وهو يعد الأول من نوعه والذي يديره أكثر المديرين كفاءة في مصر. مع وصول حافظة الاستثمار الخاصة بالصندوق إلي 134 مليون جنيه مصري فإن خطة الشراكات تستثمر في الشركات المؤسسة تحت مظلة القوانين المصرية. تم تخصيص نسبة 10% من الحافظة الاستثمارية لمشاريع الحقول الخضراء. حتي الان فإن الصندوق قام بإتمام صفقتين والثالثة في مراحلها الأخيرة. وفي عام 2013 أطلق مركز بداية أيضاً "أكاديمية بداية للشركات الناشئة" حيث تتعاون الحكومة مع المجتمع المدني من أجل تعليم وتدريب شباب رواد الأعمال علي أساسيات ريادة الأعمال وكيفية بدء مشاريع جديدة. ولفت رئيس هيئة الاستثمار: إن الحدث الذي تنظمه الهيئة اليوم يأتي كجزء من جهودها لربط نمو الشركات الناشئة المبتكرة بمشروع الشراكة العالمية الذي تم إطلاقه عام 2012. هذا المشروع الذي تدعمه المفوضية الأوروبية يهدف إلي تقوية فرص العمل بين أوروبا وأربعة من دول المتوسط هم المغرب وتونس ومصر ولبنان كما وأنه يقدم آليات جديدة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة. واستجابة لنمو الفرص والتنافسية في منطقة المتوسط- بحسب قول فهمى- فإن المشروع يساعد الشركات في الوصول للعالمية مع أنشطة مثل ""Business Development actions و "Euro-Med task forces" هذا بالإضافة إلي أنشطة اخري داعمة مثل التدريب علي كيفية حماية حقوق الملكية الفكرية والتعامل الإقليمي مع المشروعات الصغيرة والمتوسطة المبتكرة. إن مؤتمر اليوم يديره أربعة مؤسسات من أنحاء أوروبا تتقدمهم شبكة أنيما للاستثمار كرئيس للمشروع وشبكة المركز الأوروبي للأعمال المبتكرة و INNO AG , ومؤسسة صوفيا انتيبوليس كشركاء. كما يشارك منسقون من أكثر من 45 مشروعاً تجارياً وشبكات تمويل وابتكار. وحث فهمى الحضور على الاستفادة من الخبرات والأفكار التي سيتم عرضها في الفعاليات الترويجية بالحدث وذلك كختام لسلسلة الفعاليات التي تم عقدها في تونس والدار البيضاء وبيروت قبل ذلك.
