كشفت شركة "جوجل" للمرة الأولى في العالم عن سيارتها ذاتية القيادة والتي لا تمتلك دواسة بنزين أو فرامل أو حتى المقود. وتستخدم السيارة مجموعة من أجهزة الاستشعار لرسم خريطة للطريق الذى تسير فيه، كما يوجد ليزر على سطح السيارة لخلق نموذج ثلاثي الأبعاد للأجسام المحيطة بها سواء كانوا من السيارات الأخرى، أو المشاة وراكبي الدراجات، أما الكاميرات المثبتة في السيارة تقوم بالتعرف على علامات الطرق وإشارات المرور. وتتمكن سيارة "جوجل" من الكشف عن الأجسام الموجودة في الطريق على بعد 200 ياردة، وتقوم بالتحكم ذاتياً بكبح السرعة في حالة الاحتياج لتقليلها، بالإضافة إلى ظبط الاتجاهات دون تدخل السائق. وقد بدأت شركة "جوجل" بناء أسطولاً من السيارات التجريبية التي تعمل بالطاقة الكهربائية والتي سيتوفر منها مقتاح سير وتوقف من دون وجود أدوات تحكم أو مقود أو دواسات، متوقعة أن تحدث تلك السيارة ثورة في وسائل النقل عن طريق جعل الطرق أكثر أماناً، فضلاً عن خفض الازدحام والتلوث. وكان سيرجي برين أحد مؤسسي "جوجل" قد كشف عن خطة الشركة بشأن السيارة الجديدة في مؤتمر عقد بولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث قررت شركة "جوجل" إنتاج سيارة خاصة بها بدلاً من إدخال تعديلات على سيارات أنتجتها شركات تصنيع أخرى, وتعمل السيارة الجديدة من خلال الأزرار فقط، حيث لا تحتوي على عجلة قيادة نهائياً, وتم تصميمها خصيصاً لمساعدة الناس لتقبل التكنولوجيا الخاصة بالقيادة الذاتية. وتحتوي السيارة على على جهاز استقبال "جي بي إس" يربط بين موقع السيارة ونسخة مخصصة من خرائط الطرق التي تصدرها "جوجل"، ورادرارت مثبتة في الأمام والخلف للكشف عن مقدار قرب السيارة من أية حواجز أو عوائق تواجه السيارة، بالإضافة إلى جهاز تحديد المسافات بالليزر والذي يقوم بمسح المسافة 180 متراً على زاوية 360 درجة، وذلك لتوليد خارطة ثلاثية الأبعاد للمناطق المحيطة بالسيارة. وتأتى السيارة الجديدة ذات تصميم بسيط الشكل وتسمح بركوب شخصين، ويعمل الدفع فيها بالكهرباء، أما الجزء الأمامي من السيارة فقد صمم ليكون أكثر أماناً للمشاة، إذ صنع من مادة ناعمة تشبه الرغوة في مكان المصد التقليدي، إضافة إلى زجاج أمامي أكثر مرونة، وهو ما قد يساعد في تقليل الإصابات. وتشمل السيارة كاميرا فيديو تحدد مواقع مستخدمي الطريق الآخرين، وعلامات المسارات وإشارات المرور، وأيضاً محرك كهربائي يبلغ مداه 160 كيلومتر يشبه محرك السيارة فيات 500 إي، ولا تتجاوز سرعة السيارة 40 كيلومتر في الساعة للمساعدة على توفير متطليات السلامة، كما أن السيارة مزودة بتطبيق الهاتف الذكي لتلقي تعليمات بشأن الأماكن المطلوب التوجه إليها. وكانت "جوجل" قد أعلنت مؤخراً أن سياراتها التي تعمل بالقيادة الذاتية قد قطعت مسافة قدرها حوالي 11 ألفاً و270 كيلومتراً في الشوارع العامة، وأن الشركة الآن تعمل على معالجة مشكلة السير في شوارع المدن المزدحمة. يذكر أن الشركة تعتزم تصنيع حوالي 200 من هذه السيارات في مدينة "ديترويت" الأمريكية لتستخدمها في اختبارات تكنولوجيا القيادة الذاتية.
