تجددت الاشتباكات في بنغازي، شرقي ليبيا، صباح اليوم الإثنين، بين قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، ومسلحي تنظيم "أنصار الشريعة"، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، فيما شوهد تحليق للطيران الحربي الذي قصف مواقع بالمدينة، بحسب مسؤول أمني بالمدينة ومراسل الأناضول. وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال مسؤول أمني بالمدينة إن "أصوات الاشتباكات في مدينة بنغازي سببها هجوم مسلحين تابعين لتنظيم أنصار الشريعة مدعومين بعناصر من بعض كتائب الثوار على معسكر 21 صاعقة كتيبة شهداء الزاوية التابعة للقوات الخاصة بالجيش الليبي بمنطقة طابلينو الذي أعلن انضمامه في وقت سابق لقوات اللواء حفتر". ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري بشأن الاشتباكات من السلطات الليبية أو تنظيم "أنصار الشريعة". ولم يذكر المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، تفاصيل إضافية بشأن وقوع إصابات أو خسائر في الأرواح أو خسائر مادية. وأفاد مراسل وكالة الأناضول في مدينة بنغازي أن "طائرات الحربية تجول في سماء المدينة وتقصف مواقع لم يتم تحديدها بعد". ورجح المراسل أن تكون الطائرات الحربية تابعة لقوات موالية للواء حفتر، وأنها جاءت لمساندة الكتيبة "21 صاعقة" التي انضمت ل"عملية الكرامة" التي دشنها منذ أسبوعين. يذكر أن تنظيم "أنصار الشريعة" جماعة تنادي بتطبيق الشريعة الإسلامية منذ أن تأسست بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في أكتوبر 2011. ويُعرف عن هذا التنظيم أو الكتيبة أو الجماعة المحسوبة على "التيار الجهادي" أنها "تجمع عسكري يضم مقاتلين ثوريين شاركوا في الإطاحة بحكم العقيد الراحل معمر القذافي تحت لواء كتيبة "راف الله السحاتي" التي انفصل عنها محمد الزهاوي الجهادي السابق بأفغانستان وعضو الجماعة الليبية الاسلامية المقاتلة في منتصف مايو/أيار من العام الماضي ليؤسس ما عرف ب"جماعة أنصار الشريعة". ولا يعترف التنظيم بالدولة ولم ينضم تحت رئاسة أركان الجيش الليبي كغيره من الكتائب، وأدرجت الولاياتالمتحدة نهاية العام الماضي بعض قادة التنظيم ضمن قوائم المطلوبين لديها. وقبل أكثر من أسبوعين، دشن حفتر "عملية الكرامة" ضد مسلحين يقول إنهم "إرهابيون مرتبطون برئاسة الأركان الليبية"، في مدينة بنغازي، ما أدى إلى اشتباكات أسفرت عن سقوط 80 قتيلا على الأقل. واعتبرت أطراف حكومية تحركه "انقلابا على شرعية الدولة"، ومحاولة لإفشال ثورة 17 فبراير 2011 التي أطاحت بنظام معمر القذافي.