واشنطن: حذرت وزارة الخارجية الأمريكية مواطنيها من السفر إلى البحرين التي تشهد اضطرابات سياسية وأعمال عنف، فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من دخول قوات خليجية إلى البحرين. وأصدرت وزارة الخارجية ليل الاثنين تحذيرا من السفر إلى البحرين بسبب "الاضطرابات السياسية والمدنية" في البلاد، ودعت الأمريكيين إلى "تأجيل أسفارهم في الوقت الحالي". كما دعت الأمريكيين الموجودين حاليا في البحرين إلى دراسة خيار المغادرة، وقالت إنها سمحت بمغادرة عائلات موظفي السفارة الأمريكية. وأشارت الوزارة إلى أن البلاد تشهد تظاهرات تحولت إلى أعمال عنف ، و"يتوقع حصول تظاهرات عفوية وعنف" في البلاد. غير أن الوزارة أوضحت أنه لا يوجد أي مؤشرات على احتمال استهداف المواطنين الأمريكيين، غير أنها دعتهم إلى اتخاذ الحيطة والحذر وتفادي التظاهرات. ومن جانبها ، اعربت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عن "قلقها العميق ازاء الوضع الخطير" في البحرين، وذلك خلال مباحثاتها مع وزير خارجية الامارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان الاثنين في باريس. ونقلت وكالات الانباء عن مسئول امريكي طلب عدم الكشف عن هويته قوله ان كلينتون دعت القوات البحرينية والقوات الخليجية التى تم نشرها في البلاد يوم الاثنين دعتها الى "ضبط النفس"، معربة عن قلقها بشأن تطورات الاوضاع في البحرين ، بما في ذلك "الافعال الاستفزازية" التي يقوم بها المتظاهرون المعارضون للنظام والموالون للحكومة، وكذلك ارسال القوات الخليجية الى البحرين. وقال المصدر ان كلينتون "اوضحت ان موقف الولاياتالمتحدة يتمثل في ان الحل يكمن في عملية ذات مصداقية للاصلاح السياسي تبدأ على الفور... وليس في عمل عسكري." وتعتبر البحرين ذات أهمية إستراتجية للولايات المتحدة، لانها قاعدة للأسطول الأمريكي الخامس. وفي اطار ردود الفعل على دخول قوات خليجية الى البحرين لضبط الأمن ، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من دخول قوات من السعودية والإمارات تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي إلى البحرين. وأصدر بان بيانا قال فيه انه انزعج من العنف الذي خلف عددا من الجرحى خلال الأيام القليلة الماضية، مضيفا إن الأممالمتحدة على تواصل مع كل الأطراف البحرينية بما في ذلك الحكومة والأطراف المعارضة التي نقلت مخاوفها إليه بعد التطورات الأخيرة. وشدد البيان على أن "الأمين العام يؤمن بشدة بضرورة اعتماد السبل السلمية لضمان الوحدة الوطنية والاستقرار". وأضاف إن بان "يدعو كل المعنيين الى إظهار أقصى درجة من ضبط النفس والقيام بكل ما أمكن للحؤول دون استخدام القوة والمزيد من العنف، وهو يشير إلى أهمية أن تتصرف كل الأطراف بما يتماشى مع حقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني". وكرر بان دعوته للجميع كي يتوصلوا إلى أرضية مشتركة من دون أي تأخر تقوم على حوار وطني واسع وذو معنى، كما حث جيران البحرين والمجتمع الدولي على دعم مسار الحوار ودعم بيئة تؤدي إلى إصلاح حقيقي. وخلص البيان إلى أن "الأممالمتحدة ما زالت مستعدة لتقديم الدعم لأية جهود بقيادة وطنية إذا طلب منها ذلك". ويشار إلى أن البحرين التي يشكل الشيعة 75% من سكانها تشهد منذ أكثر من شهر تظاهرات تطالب بإصلاحات سياسية حقيقة وجادة ،في مقدمها إقالة الحكومة وتشكيل أخرى تبدأ بإصلاحات سياسية وديمقراطية حقيقية، ووضع دستور جديد للبلاد يتضمن نظام ملكية دستورية. وقتل خلال هذه التظاهرات ستة أشخاص فيما أصيب العشرات بجروح. وكانت المعارضة البحرينية وجهت أمس الاثنين بيانا إلى بان كي مون تطالب فيه بحماية شعب البحرين من دخول قوات سعودية وخليجية إلى البلاد، محذرة من خطر شن "حرب من قبل جيش مسلح ضد المواطنين البحرينيين" ومعتبرة دخول تلك القوات "احتلالا سافرا". ويذكر أن قوات درع الجزيرة، التي أعلن عن دخول قوات منها إلى البحرين، هي قوات مشتركة تأسست عام 1986 من السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وعمان بدأت ب 5000 جندي وتجاوزت الآن الثلاثين ألفا من الضباط والجنود بينهم نحو 21 ألف مقاتل، ويقيمون في حفر الباطن بالقرب من الحدود الكويتية السعودية.