تغير المناخ يساهم في 85% من الوفاة بسبب "الملاريا" الوقود الحيوي يزيد مخاطر "الاحتباس الحراري" الجيل الثاني من الوقود الحيوي هو الحل قالت الدكتورة سالي محمد فريد المدرس بقسم الاقتصاد والعلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية، إن التغير في هطول الأمطار ودرجات الحرارة يعمل على زيادة حالات نقل الأمراض واتساع نطاقها الجغرافي في أفريقيا مثل "الكوليرا" و"الحمى الصفراء" و"التهاب السحايا" و"حمى "الوادى المتصدع". وأوضحت فريد خلال فعاليات المؤتمر الدولي "آثار التغيرات المناخية على القارة الأفريقية"، أن تغير المناخ أدى إلى ارتفاع عدد الوفيات والأمراض المرتبطة بالملاريا بنسبة 85%. وأضافت فريد أن الآثار الضارة الناجمة عن زيادة الانبعاثات تهدد جميع الدول، حيث يترتب على التغيرات المناخية "ذوبان الجليد" مما يؤدى لغرق القارات، ويهدد الثروة السمكية ويدمر الأراضي الزراعية القريبة من المدن الساحلية. ومن المتوقع أن يتأثر إنتاج النفط في المناطق البحرية سلباً نتيجة ارتفاع مستوى البحر، مما يؤثر على التنمية الصناعية في جميع أرجاء القارة. وأشارت فريد الى أن جميع الاتفاقيات التي تمت في هذا الصدد لم تتوصل لحلول قاطعة ولكنها وجهت الدول للحد من انبعاثات الأحفوري وثاني أكسيد الكربون، وذلك لأن العواقب التي تتطبق في حالة عدم الحد منها ضيئلة جداً، كما أن الدول النامية هى الأكثر ضرراَ في حين أنها الأقل إصداراً لهذه الانبعاثات، حيث تساهم قارة أفريقيا ب 4 % من كم هذه الانبعاثات التي تصدر على مستوى العالم. المناخ والانسان ومن جانبه، أكد الدكتور المتولي السعيد أحمد أستاذ الجغرافيا البشرية ورئيس قسم الجغرافيا بكلية الأداب جامعة أسيوط، أن المناخ يؤثر بصورة مباشرة على جسم الإنسان وصحته وطاقته الإنتاجية وحياته الاجتماعية. وأضاف السعيد أن درجات الحرارة تحدد كمية العرق للإنسان في الشمس وأثناء الليل، من خلال تطبيق معدلات "أدولف"، التي توضح الدور الذي تلعبه درجة الحرارة في إحساس الإنسان بالراحة أو شعوره بالضيق والانزعاج، بهدف تحديد مدى ملائمة مناخ أفريقيا لراحة الإنسان، وتحديد أفضل الأوقات للاستجمام. أضرار الوقود الحيوي وأوضحت الدكتور نهلة أحمد أبو العز باحثة السياسة والاقتصاد بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية، أن الوقود الحيوي هو الطاقة المستمدة من الكائنات الحية سواء النباتية أو الحيوانية، وهو أحد أهم مصادر الطاقة المتجدة، على خلاف غيرها من الموارد الطبيعية كالفحم الحجري والنفط وكافة أنواع الوقود الإحفوري والوقود النووي. فالوقود الحيوي يعتبر من أنواع الوقود الصديقة للبيئة، لأن الغازات المنبعثة من احتراقه في محركات السيارات أقل من كمية الغازات المنبعثة من احتراق البنزين أو الديزل النفطي في المحركات نفسها. وعلى الرغم من ذلك، أكدت أبو العز أنه إذا ما تم حساب الآثر البيئي من البداية وحتى النهاية لإنتاج الوقود الحيوي فإن الآثار السيئة له أكبر من الآثار السيئة للمشتقات النفطية، حيث أشارت الدراسات العلمية الأخيرة أن أنواع الوقود الحيوي يمكن أن تؤدي بالفعل إلى زيادة مخاطر انبعاثات غاز "الاحتباس الحراري". وواصلت أن استخدام الوقود الحيوي يستنزف الموارد المائية، حيث يتطلب إنتاج الوقود الحيوي ذاته كميات هائلة من المياه، فإنتاج جالون واحد من "الإيثانول" من الذرة يتطلب ما بين 5,3 إلى 6 جالونات من المياه الصالحة للشرب. ونصحت أبو العز الدول الأفريقية بالتوسع في إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثاني، والذي يتميز بارتفاع إنتاجيته وعدم إلحاقه أية أضرار بالبيئة، حيث تنخفض انبعاثات غاز "الاحتباس الحراري" منه بسبب استخدام المخلفات العضوية في تصنيعه بدلاً من الوقود الإحفوري المستعمل في إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الأول. معالجة الجفاف وأكد الدكتور محمد ذاكي سالم الباحث بمعهد بحوث المساحة، والمركز القومي لبحوث المياه، أن الأمطار أهم عناصر المناخ فاعلية في المناطق المدارية التي تعتمد على مياه الأمطار في الزراعة، مشيراً إلى ضرورة السعي قدر الإمكان لتجنب ومعالجة موجات الجفاف التي تحدث من عام لأخر عن طريق تقليل الاحتياجات المائية للمحاصيل الزراعية، وفقاً لنوعية كل محصول مع زيادة إمدادات المياه.