شارك الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" في الحفل الرسمي الذي أقيم اليوم في بيشكيك عاصمة جمهورية قرغيزستان، برعاية ألمازبيك أتام باييف رئيس الجمهورية، وحضره عدد من أعضاء الحكومة وشخصيات بارزة، وذلك بمناسبة انطلاق احتفالية بيشكيك عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014، عن المنطقة الآسيوية. وألقى المدير العام للإيسيسكو كلمة في افتتاح الحفل، قال في مستهلها إن هذه الاحتفالية تدخل في إطار برنامج الإيسيسكو العشري لعواصم الثقافة الإسلامية الذي اعتمده المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة المنعقد في الجزائر سنة 2004، والذي تم تجديده في المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الثقافة المنعقد في باكو سنة 2009، وهو البرنامج الذي تشرف عليه وترعاه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة. وأوضح أن هذا البرنامج يعنى بنشر الثقافة الإسلامية وتجديد مضامينها وإنعاش رسالتها وتخليد الأمجاد الثقافية والحضارية لعدد من العواصم في الدول الأعضاء، التي تم اختيارها وفق معايير دقيقة تراعي الإسهامات الكبيرة التي قدمتها لخدمة الثقافة والآداب والفنون والعلوم والمعارف خلال مسيرتها التاريخية. وأعلن أن الإيسيسكو تحرص على أن تكون هذه الاحتفالية حدثًا ثقافيًا تاريخيًا للعاصمة المحتفى بها، وذلك للمساهمة في تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات، وفي إشاعة قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب، في هذه المرحلة العصيبة التي يمرّ بها عالمنا اليوم، والتي قال إنها تستدعي من المجتمع الدولي بكل تشكيلاته، تضافرَ الجهود جميعاً، من أجل إنقاذ الإنسانية مما يتهددها من مخاطر جمّة من جراء هيمنة روح الأثرة والأنانية والعداوة والشحناء وحب السيطرة على مقدرات الشعوب وإحكام القبضة على السياسة الدولية لخدمة مصالح القوى العظمى في انتهاك سافر للقوانين الدولية. وذكر أن هذا الحفل يأتي بعد أيام قليلة من حفل اختتام احتفالية مدينة غزني في جمهورية أفغانستان الإسلامية عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة الآسيوية لعام 2013، وبعد انطلاق احتفالية الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014 عن المنطقة العربية، في شهر مارس الماضي، وقبل انطلاق احتفالية واقادوقو في بوركينا فاسو عاصمة الثقافة الإسلامية عن المنطقة الإفريقية لهذا العام أيضًا، في شهر يونيو المقبل. وقال إن الاختلاف في العقائد والأديان والأعراق والألسن والثقافات بين الشعوب، لا يعني صدام الحضارات، أو صراعها، أو تعالي إحداها على غيرها، بل يعني هذا الاختلاف التعارفَ الذي نص عليه القرآن الكريم في قوله تعالى : )يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ۚإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(، مؤكدًا أن الحضارة الإسلامية حضارة تعارف، وليست حضارة تصارع أو إقصاء أو تمييز بين حضارة وأخرى، وأن التعاليم الإسلامية التي صاغت هذه الحضارة الباذخة، تؤكد على وحدة الأصل الإنساني. وأشار إلى أن أهمية اختيار بيشكيك عاصمة الثقافة الإسلامية في هذه المنطقة المهمة من العالم الإسلامي، تأتي مما لدى هذه العاصمة من إرث تاريخي وحضاري ساهمت به في تعزيز التنوع الثقافي، وفي نشر قيم التعايش والتسامح بين مختلف الثقافات والأديان. وأعلن الدكتور عبد العزيز التويجري أن الإيسيسكو حرصت بالتعاون مع وزارة الثقافة في قرغيزستان على تنفيذ برنامج متكامل على مدار السنة، يتناسب مع أهمية هذه المناسبة، يشمل عقد حلقة دراسية إقليمية للإعلاميين من الدول الأسيوية حول تقنيات معالجة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الدولية، وتنظيم دورة تدريبية وطنية للمسؤولين التربويين والمدرسين حول تنمية الوعي البيئي من خلال برامج التربية البيئية، والاحتفاء بأحد أعلام الفكر الإسلامي في بيشكيك، وتقديم الدعم لتنظيم الأيام المفتوحة للتراث الإسلامي، وتخصيص الجوائز للمبدعين المتميزين المتألقين من الطلاب والعلماء والفنانين والصناع التقليديين.