توج بايرن ميونيخ ببطولة كأس ألمانيا لكرة القدم للمرة السابعة عشرة في تاريخه والثانية على التوالي إثر فوزه 2/ صفر على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية للمسابقة أمس السبت على الملعب الأولمبي بالعاصمة برلين. وللموسم الثاني على التوالي يتوج بايرن بالثنائية المحلية (الدوري والكأس) لتكون خير تعويض لجماهيره التي تعرضت لخيبة أمل كبيرة عقب فشله في الاحتفاظ بلقب دوري أبطال أوروبا هذا العام بالخروج من الدور قبل النهائي أمام ريال مدريد الأسباني. وعزز بايرن رقمه القياسي كأكثر الفرق تتويجا بالبطولة، ليوسع الفارق مع أقرب ملاحقيه فريق فيردر بريمن (الذي توج باللقب ست مرات) إلى 11 لقبا. وكان الوقت الأصلي قد انتهى بالتعادل السلبي ليضطر الفريقان لخوض الوقت الإضافي الذي افتتح خلاله النجم الهولندي واين روبن النتيجة في الدقيقة 107 من متابعة لتمريرة زميله جيروم بواتينج، قبل أن يضيف زميله توماس مولر الهدف الثاني في الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الإضافي الثاني من انفراد بالمرمى. وتعتبر هذه هي المرة الثانية عشرة في تاريخ البطولة التي تحسم في الوقت الإضافي وللمرة الأولى منذ ستة أعوام. وكان الشوط الأول مخيبا للغاية حيث اتسم بالبطء الشديد من كلا الفريقين وغابت اللمحات الفنية عنه تماما. بينما جاء الشوط الثاني على عكس سابقه تماما حيث كان قمة في السرعة والندية والإثارة وأضاع مهاجمو الفريقان العديد من الفرص المؤكدة. وتغاضى حكم المباراة عن احتساب هدف صحيح لدورتموند في الدقيقة 64 أحرزه مدافع الفريق ماتس هوملس بعدما أثبتت الإعادة التليفزيونية أن ضربة الرأس التي سددها تعدت خط المرمى قبل أن يبعدها البرازيلي دانتي بونفريم مدافع بايرن عن مرماه. وشهدت المباراة تعرض فيليب لام قائد بايرن للإصابة ليضطر إلى عدم إكمال المباراة بعد مرور نصف ساعة فقط من بداية اللقاء ليتم استبداله بفرانك ريبيري الذي خرج في الشوط الإضافي الثاني بعد شكواه من الإصابة أيضا. وتعد هذه البطولة هي الرابعة التي يحرزها المدير الفني الأسباني جوسيب جوارديولا مع بايرن، بعدما قاد الفريق للتتويج بكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية والدوري الألماني، وذلك في موسمه الأول مع الفريق البافاري الذي تولى تدريبه العام الماضي خلفا للمدرب المعتزل بوب هاينكس. وثأر بايرن بتلك النتيجة من خسارته أمام دورتموند 2/ 4 في بطولة كأس السوبر المحلي مطلع الموسم الحالي، كما رد اعتباره لخسارته المذلة صفر/ 3 أمام نفس الفريق بالدوري الألماني في معقله ملعب أليانز أرينا الشهر الماضي. وحقق جوارديولا بهذا الفوز انتصاره الثاني على يورجن كلوب المدير الفني لدورتموند، بعدما سبق أن قاد بايرن للفوز 3/ صفر على غريمه اللدود في الدور الأول بالدوري الألماني على ملعب دورتموند (سيجنال إيدونا بارك) في تشرين ثان/نوفمبر الماضي. وجاء فوز بايرن بكأس ألمانيا اليوم لينال ثاني بطولة كبرى على حساب دورتموند للعام الثاني على التوالي بعد بطولة دوري الأبطال التي أحرز لقبها العام الماضي بفوزه على الفريق الأصفر في المباراة النهائية للبطولة. ويعتبر هذا النهائي هو الثالث الذي يخسره دورتموند في بطولة كأس ألمانيا، علما بأن هذه هي المرة السادسة التي يصعد فيها الفريق للمباراة النهائية للمسابقة. وبدأت المباراة بنشاط ملحوظ من جانب بايرن الذي سنحت له أول فرصة حقيقية في الدقيقة الثالثة عن طريق توماس مولر الذي تسلم كرة بينية من النجم الهولندي اريين روبن، ليسدد مولر الكرة من على حدود منطقة الجزاء ولكنها اصطدمت بوجه رومان فايدنفلر حارس مرمى دورتموند. وواصل الفريق البافاري نشاطه، بعدما سدد روبن كرة أخرى من خارج المنطقة بقدمه اليسرى ولكن فايندنفلر أبعد الكرة إلى ركلة ركنية. هدأ إيقاع بايرن بعد مرور الدقائق العشرة الأولى وانحصر اللعب في منتصف الملعب وإن ظلت السيطرة لبايرن ولكن دون خطورة على المرمى. وشهدت الدقيقة 31 التبديل الأول لبايرن بخروج القائد فيليب لام المصاب ونزول فرانك ريبيري بدلا منه. وفي الدقيقة 38 طالب لاعبو بايرن ميونيخ باحتساب ركلة جزاء عقب سقوط روبن داخل منطقة الجزاء إلا أن حكم المباراة أشار باستمرار اللعب. وأسرع بايرن من وتيرة اللعب قبل انتهاء الشوط الأول ليسدد لاعبه الفرنسي الصاعد بيير إيميل هوبجورج كرة قوية من خارج المنطقة في الدقيقة 44 ولكنها لم تكن متقنة لتخرج بعيدة عن القائم الأيمن لمرمى دورتموند، قبل أن يأتي الرد سريعا من جانب دورتموند عن طريق هدافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي مر بالكرة داخل منطقة الجزاء قبل أن يطيح بها بعيدة تماما عن المرمى في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي. وبدأ الشوط الثاني بنفس الحذر من الفريقين، قبل أن تشهد الدقيقة 56 أخطر فرصة لبايرن في هذا الشوط بعدما انطلق ريبيري بالكرة من الناحية اليسرى ليمرر كرة عرضية إلى هوبجورج الذي وضعها برعونة في يد فايدنفلر. ولم يمر سوى ثلاث دقائق حتى سنحت فرصة مؤكدة لليفاندوفسكي الذي استغل الهفوة القاتلة التي قام بها مانويل نوير حارس مرمى بايرن الذي مرر الكرة بالخطأ إلى اللاعب البولندي الذي انطلق بالكرة قبل أن يتعرض للعرقلة على حدود منطقة الجزاء سددها ماركو ريوس ولكنها اصطدمت بالحائط البشري قبل أن تتحول إلى ركلة ركنية. وبلغت الإثارة أقصى مدى لها بعدما تغاضى حكم المباراة عن احتساب هدف صحيح لدورتموند في الدقيقة 64 أحرزه ماتس هوملس بعدما أثبتت الإعادة التليفزيونية أن الكرة التي سددها مدافع دورتموند برأسه تعدت خط المرمى قبل أن يبعدها دانتي بونفريم مدافع الفريق البافاري. وفي الدقيقة 70 سدد توني كروس تسديدة قوية من خارج المنطقة ولكنها خرجت بعيدة عن القائم الأيمن لمرمى دورتموند، قبل أن يرد أوليفر كيرش لاعب دورتموند البديل بتسديدة قوية بقدمه اليمنى من خارج منطقة الجزاء على يمين نوير الذي أبعدها ببراعة عن مرماه في الدقيقة 72. وتواصلت الإثارة في الدقيقة 74 عندما تلقى روبن كرة بينية من ماريو جوتزه ليسددها اللاعب الهولندي مباشرة نحو المرمى قبل أن يبعد فايدنفلر الكرة عن مرماه بكتفه الأيسر، ليأتي الرد بعدها بدقيقة واحدة من جانب نوري شاهين بتسديدة قوية ولكنها ابتعدت عن القائم الأيسر لمرمى بايرن. ولم تشهد ربع الساعة الأخيرة من الوقت الأصلي أي خطورة على المرميين بعدما غلب الحذر الدفاعي على أداء الفريقين لينتهي الشوط الثاني بالتعادل السلبي ويلجأ الفريقان لخوض الوقت الإضافي. وبدأ دورتموند الوقت الإضافي بقوة حيث أهدر الجابوني بيير أوباميانج فرصة محققة في الدقيقة 91 بعدما تلقى كرة عرضية من ماركو ريوس من الناحية اليمنى ليسدد أوباميانج الكرة مباشرة بقدمه اليمنى نحو المرمى ولكنها ابتعدت قليلا عن القائم الأيسر. وفي الدقيقة 107 أحرز روبن الهدف الأول لبايرن من متابعة للتمريرة العرضية التي لعبها جيروم بواتينج من الناحية اليمنى ليسدد اللاعب الهولندي الكرة مباشرة بقدمه اليسرى لتصطدم بقدم فايدنفلر قبل أن تسكن شباكه لتشتعل مدرجات الجماهير الحمراء. وكاد روبن أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 115 بعدما انفرد بمرمى دورتموند ولكن سدد الكرة برعونة ليبعدها فايدنفلر عن مرماه. وأهدر ماركو ريوس فرصة مؤكدة لتعديل النتيجة بعدما سدد كرة قوية في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدل الضائع ولكنها اصطدمت بدفاع بايرن الذي أبعد الكرة إلى ركنية. وأمام الاندفاع الهجومي لدورتموند لإدراك التعادل، اعتمد بايرن على سلاح الهجمات المرتدة الذي أحرز الفريق البافاري عن طريقه الهدف الثاني عبر لاعبه توماس مولر الذي انفرد بالمرمى تماما ليراوغ فايدنفلر ويضع الكرة بكل هدوء داخل المرمى محرزا هدف الأمان والاطمئنان لبايرن لتنتهي المباراة بفوز مستحق لأبناء المدرب جوارديولا.