قال عمار الحكيم، زعيم كتلة المواطن (شيعية)، إنه اتفق مع أسامة النجيفي، زعيم كتلة متحدون للإصلاح (سنية)، على تشكيل حكومة تضم كل المكونات، وأن تكون "مطمئنة" للمستويين الإقليمي والدولي. وفي تصريحات صحفية عقب لقاءه النجيفي، بالعاصمة بغداد، اليوم الأربعاء، أوضح الحكيم، وهو أيضا رئيس حزب المجلس الأعلى الإسلامي، "اتفقنا على أن ننتج حكومة مطمئنة لجميع العراقيين والبيئة الإقليمية والمجتمع الدولي؛ لتكون بادرة حقيقية لبناء البلاد وتحقيق الأمن بعيدا عن المناكفات السياسية". وأضاف: "استثمرنا هذه الفرصة للتداول بالأمور العامة في الانتخابات والإنجاز الكبير الذي تحقق بنسبة المشاركة الواسعة بالتنوع الكبير الذي حصل" - حسب وكالة الأناضول. ولفت إلى أنه ناقش مع النجيفي "الترتيبات التي يجب على أساسها تشكيل الحكومة من خلال فريق قوي ومتجانس وبرنامج ورؤية ومنهج واضح ووضع الحلول والمعالجات الصحيحة للأزمات". ودعا الحكيم القوى الكبرى والقوائم المؤثرة إلى التعاون، مشيرا إلى أن "التحالف الوطني يخطو خطوات أساسية في ترتيب وضعه الداخلي ليساهم في التلاحم الوطني والتفاهمات الوطنية العامة". ويعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، بحسب مراقبين، محل تجاذبات سياسية داخل العراق، في ظل أوضاع أمنية وسياسية غير مستقرة يعيشها العراق، ووسط اتهامات بين أطراف مختلفة على رأسها دول الجوار ومنها السعودية وإيران وسوريا، بالتدخل في الشأن العراقي، بالإضافة إلى التأثير الأمريكي الداعم لحكومة المالكي خلال ولايتها المنتهية. من جانبه، قال النجيفي، في بيان لكتلة متحدون عقب لقاءه الحكيم، إنه تم مناقشة نتائج الانتخابات والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في العراق ومعالجة الأزمات الموجودة وتحقيق التغير المطلوب لحياة الناس. وأضاف النجيفي، الذي يشغل حاليا منصب رئيس البرلمان، أن "هناك آفاق عمل كبيرة ونحتاج الى التهدئة بين القوى السياسية والحوار المنطقي والجاد لتحقيق أغلبية إجماع وطني على الأقل في توازن المكونات العراقية والشراكة الحقيقية.. شراكة الأقوياء التي تبني البلد وتشكل الحكومة." وبدأت العديد من الكتل السياسية تتكهن بفوزها في الانتخابات البرلمانية الواسعة التي جرت في ال30 من أبريل الماضي، بمشاركة نحو 12 مليون عراقي وبنسبة 60% في جميع المحافظات، على خلفية النتائج الأولية التي تتلقاها من مراقبيها، لتبدأ تحركات موسعة من أجل تشكيل تحالفات تمكنها من تحقيق الأغلبية في البرلمان. وتنافس في الانتخابات العراقية نحو 9200 مرشح يمثلون 107 قوائم انتخابية، منها 36 ائتلافا سياسيا و71 كياناً سياسياً، أبرزها دولة القانون، وكتلة المواطن، وكتلة الأحرار، ومتحدون للإصلاح، والعراقية العربية، والكردستانية على مقاعد البرلمان العراقي ال328 مقعداً.