أعلنت وكالة الأنباء السورية "سانا" التابعة للنظام، عن بدء المياه بالعودة تدريجيا إلى عدد من أحياء حلب، وذلك بعد إقلاع محطة الضخ الرئيسية للمياه في حي سليمان الحلبي. ونقلت الوكالة عن المهندس مصطفى ملحيس مدير الشركة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في حلب، في تصريح لها أمس: "إنه تم البدء بضخ المياه إلى الخزانات الرئيسية في المدينة، على أن تعود المياه تدريجيا إلى كل أنحاء المدينة حتى مساء اليوم". ولكن في المقابل، نقل مركز حلب الإعلامي عن الإدارة العامة للخدمات في حلب إعلانها أن ورشات الصيانة التابعة لها، مازالت تستأنف أعمال الصيانة لبعض الخطوط المتضررة من قصف قوات النظام، وأن الضخ التجريبي للمياه من جديد، بدأ اليوم". ولفت المركز عبر موقعه الإلكتروني، الثلاثاء، أن الإدارة العامة أوقفت ضخ المياه تخوفاً من انفجار المضخة، نتيجة زيادة العبء عليها، حيث دخل قطع المياه عن المدينة أسبوعه الثاني. وسبب انقطاع المياه عن المدينة أزمة كبيرة، أسفر عن تجمع العشرات من سكان الأحياء عند آبار المياه، لتعبئة الأواني بالمياه، ونقلها إلى منازلهم يومياً. وكانت مصادر في المعارضة، أرجعت سبب انقطاع المياه عن مدينة حلب، إلى قصف قوات النظام محطة "الصاخور" الرئيسية داخل المدينة ببرميل متفجر، تسبب بإيقاف المحطة الكهربائية المغذية لمضخات المياه، التي تغذي أحياء مدينة حلب بالكامل، فيما اتهمت وسائل إعلام النظام جبهة النصرة، بأنها أوقفت المياه للضغط على النظام، كما سبق وحاولت ذلك من خلال قطع التيار الكهربائي. وبالإضافة إلى ذلك، اتهمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان "جبهة النصرة بالوقوف خلف عملية قطع المياه عن مدينة حلب بالكامل، بعد قرار اتخذته الإدارة العامة للخدمات التابعة للجبهة والهيئة الشرعية للفصائل المسلحة في 4 أيار/مايو من الشهر الجاري، بوقف عمل مضخة سليمان الحلبي". وأوضح بيان للشبكة صدر أمس، وصل الأناضول نسخة منه، أنه "في اليوم الذي سبق قرار وقف عملية الضخ، أسقطت الطائرات المروحية الحكومية إحدى القنابل البرميلية على الطريق الواقع بين مشفى الكندي وقرية العويجة، مما تسبب في تدمير الانبوب الرئيسي للمياه، وانتشار المياه في الطرقات، ووصولها الى دوار الجندول". وأضاف بيان الشبكة، التي تصف نفسها بأنها منظمة حقوقية مستقلة، أن "عمال من شركة المياه ومنظمة الهلال الاحمر وبمساعدة بعض السكان المدنيين، قاموا بإصلاح الأنبوب المتضرر ليعود ضخ المياه في اليوم التالي الذي شهد قرار الإدارة العامة للخدمات التابعة لجبهة النصرة والهيئة الشرعية لفصائل المعارضة المسلحة، بوقف عمل مضخة سليمان الحلبي، الأمر الذي أدى إلى انقطاع المياه عن كافة أحياء حلب، سواء الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة أو تحت سيطرة القوات الحكومية". وكانت الإدارة العامة للخدمات، التي تعمل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، قد أصدرت بياناً تتهم فيه الهلال الأحمر السوري بالتخاذل في موضوع المياه، وطالبت منه التحرك من أجل التدخل لحل المشكلة، حيث يتطلب إصلاح العطل هدنة بين قوات النظام وكتائب المعارضة، وذلك بسبب وقوع مكان العطل في خط الاشتباك مع قوات النظام. هذا، وتتعرض مدينة حلب وريفها لحملة عسكرية كبيرة، منذ أكثر من 4 شهور، حيث تقدمت قوات النظام في المناطق الشرقية تحت قصف عنيف من الطيران الحربي والمروحي، فضلا عن القصف بالبراميل المتفجرة، التي أسفرت عن مقتل الآلاف، ونزوح مئات آلاف من السكان.