أكد الكاتب الصحفي و الناشط السياسي المصري تامر أبو عرب أن الرئيس السابق محمد مرسي قد عزل من منصبه لأنه " كان حليما أكثر من اللازم ولم يسحق خصومه قبل أن يسحقوه"، نافيا أن يكون فشله في إدارة الدولة و عدم احتواء المعارضة سبب عزله. وقال أبو عرب من خلال مقالة له بصحيفة "المصري اليوم" نشرت أمس الثلاثاء بعنوان "سيادة الرئيس الدكر" : "ترك مرسي السلطة مجبرًا ومحاصرًا بعاصفة من اللوم من أنصاره، لا لفشله في إدارة الدولة واحتواء المعارضة، لكن لأنه كان حليما أكثر من اللازم ولم يسحق خصومه قبل أن يسحقوه". وأعرب أبو عرب عن تخوفه من تولي المشير عبد الفتاح السيسي منصب رئيس الجمهورية، واصفا إياه ب"الديكتاتور المحتمل"، مشيرا إلي أن والده والعديد من المصريين يؤيدون السيسي ليس لقدرته على الأصلاح، بل لقدرته على سحق خصومهم. وتابع: " يعرف أبي أن السيسي ديكتاتور محتمل لكنه يرحب بذلك ما دام الأمر لا يطول أسرته وأبناءه، يهتم فعلا بانتهاء الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تعرقل الاستقرار، لكنه يقتنع بأن الاستقرار سيأتي على نحو أسرع إذا حكمنا «دكر» يخشاه معارضوه، فيلزمون بيوتهم ويخفضون أصواتهم ويتخلون عن مطالبهم". وأضاف: "لفترة طويلة كنت أظن أن كلمة ديكتاتور مخيفة، وأن الاستبداد تهمة يجب أن ينفيها المرشح عن نفسه، لكن اتضح أنها باتت ميزة يحاول المرشح أن يثبتها على نفسه ليكسب أصوات أكبر عدد ممكن من المصريين الراغبين في إخفاء الآخر المختلف". كما أنتقد أبو عرب تصريحات السيسي الذي أكد فيها أنه سيقضي على الإخوان، و قال: "والآن يؤيد الملايين المشير السيسي لأنه يقول: «لن يكون هناك إخوان في عهدي»، لم يسأله أحدهم: كيف سيُخفي مئات الآلاف من الوجود في 4 سنوات، يعرفون أنه لا سبيل لذلك إلا القتل أو القمع، ويقبلون". وأوضح أن "معركتنا ليست مع السيسي نفسه بل مع ظهيره الشعبي، هم يؤمنون بقدرة مرشحهم على سحق خصومهم وتنازلوا في مقابل ذلك عن وضع حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية ضمن برنامجه، هم تنازلوا أصلا عن أن يكون له برنامج، سيفشل السيسي في كل ذلك؛ لأن أحدا لم ينجح من قبل في ذلك، وحينها سيكون علينا إقناع مؤيديه السابقين بأن الحل في الكفر بالديكتاتورية لا في البحث عن ديكتاتور آخر ينجح فيما فشل فيه سلفه". وأختتم أبو عرب مقاله، قائلا: "ارتضيناها ثورة بيضاء، وعلينا أن ندفع ثمن ذلك".