ذكرت مصادر عراقية مطلعة من مدينة سنجار ذات الغالبية الكردية شمال غرب بغداد، أن معظم العوائل الايزيدية التي كانت تعمل في الزراعة قد غادرت منطقة ربيعة الزراعية، ذات الغالبية العربية، خوفا على حياتها من الهجمات المسلحة. وبحسب المصادر، فإن عدد العوائل التي تركت منطقة ربيعة القريبة من قضاء سنجار بلغ حوالي خمسة آلاف عائلة فلاحية تخلت عن مصدر رزقها الوحيد بعد أن قامت جماعات مسلحة بقتل عدد من العوائل الفلاحية الايزيدية بالأسلحة الرشاشة الأسبوع الماضي. وقال مراد هسكاني مدير راديو صوت كردستان في سنجار لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :"إنه بعد تصاعد الهجمات ضد الكرد الايزيديين في منطقة ربيعة، بدأت العوائل الايزيدية، التي تعد بالآلاف والتي تذهب سنويا مع بداية الربيع للعمل كفلاحين ومزارعين، بدأت بالعودة خوفا على حياتها وهربا من الجماعات المسلحة التي تقتلهم وتستهدفهم على الهوية". وأشار هسكاني إلى أنه "بحسب المعلومات المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية في سنجار فإن عدد العوائل الايزيدية التي عادت إلى سنجار وصل لحد صباح اليوم إلى 4800 عائلة". وأضاف :"صحيح أن الإيزيديين مستهدفون من قبل المتشددين الإسلاميين الذين ينشطون في المنطقة منذ عشر سنوات لكن عملية العودة الحالية من ربيعة، تعتبر أكبر عملية نزوح جماعية للايزيديين بعد انتهاء حملات الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها عبر التاريخ". من جانبه قال خلف خليل وهو أحد الفلاحين العائدين من ربيعة :"كنا نعمل في ربيعة كفلاحين وهربنا بعد مقتل ستة ايزيدين خلال فترة قصيرة وتم تهديدنا من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في المنطقة لذلك اضطررنا إلى الهرب وتركنا مصدر رزقنا الوحيد وكل ما نملك من مستلزمات حياتية في ربيعة". واتهم خليل السلطات الأمنية بعدم اتخاذ أي إجراء لحمايتهم من الإرهابيين بل بالعكس قاموا بتجريدهم من أسلحتهم الشخصية وتركوهم فريسة لعناصر داعش. أما غالية مراد العائدة من ربيعة مع عائلتها فقد عبرت عن خيبة أملها قائلة :"لدي أربعة أولاد تركوا دراستهم في سنجار من أجل العمل في بساتين ربيعة وكسب بعض النقود حيث ليس لدينا مصدر رزق آخر لكن مع الأسف فقد تركنا عملنا هربا من تهديدات داعش". من جانبه قال مصدر أمني في ربيعة ل(د.ب.أ) إن "الغالبية العظمى من العوائل الايزيدية قد تركت المنطقة وهرعت إلى قراهم وبلداتهم في منطقة سنجار خوفا من تعرضها للقتل والخطف من قبل الجماعات المسلحة التي لا تخفي من خلال بياناتها وإنذاراتها المتكررة أنها تستهدف الايزيديين". وبحسب موقع النائبة في البرلمان العراقي فيان دخيل وهي ايزيدية فإن رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني وجه أمس الأول الأحد بتشكيل فوج من الايزيديين تابع لقوات البيشمركة الكردية في قضاء سنجار بمحافظة نينوى لحمايتها بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها القضاء. وشهدت السنوات الماضية قتل واختطاف العشرات من الإيزيديين من قبل الجماعات المسلحة في الموصل فضلا عن استهداف مناطقهم بالسيارات المفخخة.