وقع رئيس جنوب السودان سلفا كير وزعيم المتمردين ريك مشار اتفاقا على وقف إطلاق النار الجمعة بعد تعرضهما لضغط دولي مكثف لإنهاء اقتتال قبلي أثار المخاوف من تحوله إلى إبادة جماعية. ويمثل الاتفاق بين الزعيمين في إثيوبيا المرة الأولى التي يلتقي فيها الاثنان مباشرة منذ اندلاع العنف منتصف ديسمبر كانون الأول بعد صراع طويل على السلطة. وتصافح كير ومشار قبل الاجتماع. وذكرت وكالة "رويترز" أن الطرفين اتفقا أيضا على أن تشكيل حكومة انتقالية يوفر "أفضل فرصة" لقيادة البلاد نحو الانتخابات التي تجرى العام القادم رغم عدم وجود قرار فوري بشأن من سيكون ضمن تلك الحكومة المؤقتة. وقال كير بعد حفل توقيع في قصر الرئاسة بأديس أبابا "الحوار هو الإجابة الوحيدة على أي مشكلات تواجهنا.. سنواصل التحرك في الاتجاه السليم". وقال سيوم مسفن الوسيط الكبير من الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا (ايجاد) إن الهدنة ستسري في غضون 24 ساعة وإن الجانبين اتفقا على الفصل بين قواتهما والامتناع عن أي أعمال استفزازية. وانهار بسرعة اتفاق سابق أبرم في يناير كانون الثاني واتهم كل طرف الآخر بالمسؤولية عن القتال الذي أدى لتفاقم التوترات العميقة بين قبيلة الدنكا التي ينتمي إليها كير وقبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار. وكانت القوى الغربية قد طالبت باتفاق جديد. وزار كل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جنوب السودان خلال الأسبوع الأخير . وفرضت الولاياتالمتحدة في وقت سابق عقوبات على قائدين من طرفي الصراع في مؤشر على تزايد شعور الولاياتالمتحدة بالإحباط من زعماء جنوب السودان الذي ساعدته واشنطن على كسب استقلاله. وفي تصعيد للضغوط قبل اجتماع الجمعة هدد الاتحاد الأوروبي أيضا بفرض عقوبات على أي شخص يعرقل جهود السلام. واندلع القتال في جوبا عاصمة جنوب السودان في منتصف ديسمبر كانون الأول بين جنود موالين لكير وبين مؤيدي مشار وامتد بسرعة في أنحاء البلاد. واتهمت حكومة كير مشار في ذلك الوقت بالخيانة وهو اتهام نفاه من جديد مشار الذي استبدل زيه العسكري بحلة أنيقة الجمعة.