واشنطن قلقة من اعتقال متظاهرين في البحرين دبابات بأحد شوارع البحرين واشنطن : أعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها الشديد حيال اعتقال عدد من قادة المعارضة في البحرين. ودعا المتحدث مارك تونر حكومة البحرين لضمان أمن كافة المعتقلين والالتزام بواجباتها القانونية حيالهم. كما حث واشنطن الحكومة البحرينية على ضبط النفس ووقف أعمال العنف ضد المحتجين، فيما دعا المتظاهرين إلى التظاهر بشكل سلمي ومسئول. ومن جانبه ، اعلن الشيخ خالد بن أحمد ال خليفة وزير الخارجية البحريني امس الجمعة عن التزام البحرين بالحوار مع المعارضة مع اعطاء الاولوية لاستعادة الامن ، مشيرا الى ان مزيدا من القوات الخليجية ستصل الى البحرين لدعم قواتها. وقال الوزير ان ثلاث أو أربع دول خليجية بصدد ارسال قوات الى البحرين ، مؤكدا ان القوات السعودية وصلت لحماية المنشآت الحيوية في المملكة في اطار تنفيذ اتفاقيات الدفاع المشترك بين دول مجلس التعاون وانه لن يكون لها دور في حفظ النظام الداخلي. وذكر ان البحرين استعادت امنها واستقرارها بعد ان شهدت خلال الايام الماضية "مخططا ارهابيا" واضحا لزعزعة الامن والاستقرار، موضحا ان هذا المخطط "له امتدادات واضحة واساليب معروفة شهدناها من قبل في اماكن اخرى في المنطقة". وشدد وزير الخارجية البحريني على عدم التهاون مع من يقوم بأية اعمال تخريبية او عنف او تهديد حياة رجال الامن والحرس الوطني وقوة دفاع البحرين وجميع المواطنين من اجل العودة للحياة الطبيعية في البلاد واستكمال التنمية والتطوير والاصلاح في مختلف المجالات، حسب قوله. من جهة اخرى باشرت السلطات البحرينية يوم الجمعة باعمال ازالة الانقاض من دوار اللؤلؤة وسط العاصمة المنامة وقامت بتدمير نصب اللؤلؤة الذي يتوسطه، والذي شكل رمزا للحركة الاحتجاجية المطالبة بالتغيير في المملكة. وبررت السلطات هذه العملية بانها تاتي في اطار حرص الحكومة على تحسين الخدمات وتطوير البنية التحتية بهدف زيادة الانسيابية في هذه المنطقة الحيوية من العاصمة. وكان آلاف البحرينيين الشيعة تحدوا امس الجمعة قرار منع التظاهر وحالة الطوارئ المعلنة في البلاد وتظاهروا بالقرب من المنامة مطالبين بالإصلاح السياسي خلال تشييع قتيل سقط برصاص قوات الأمن هذا الأسبوع. وهتف أكثر من خمسة آلاف متظاهر في جزيرة سترة ،جنوب المنامة، التي شهدت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن الثلاثاء شعارات مناهضة للحكومة وللتدخل العسكري الخليجي في المملكة وخصوصا "البحرين حرة حرة، درع الجزيرة بره". وفيما كانت تحوم مروحية عسكرية فوقهم، ردد المتظاهرون هتافات مناهضة للسعودية من بينها "لا للاحتلال" و"الموت لآل سعود" و"الاحتلال بره"، في إشارة إلى القوات الخليجية وخصوصا السعودية التي أرسلت إلى البحرين الاثنين تحت مظلة قوات "درع الجزيرة" التابعة لمجلس التعاون الخليجي. وقال مشيعون إن أحمد فرحان "28 عاما" توفي برصاصة في الرأس أطلقت من مروحية الثلاثاء، بعد وقت قصير من إعلان حالة "السلامة الوطنية" ،الطوارئ، في محاولة لإنهاء الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ منتصف فبراير/ شباط. وقد نفت السلطات البحرينية استخدام المروحيات في إطلاق النار. وفي قرية الدراز في أقصى غرب المنامة، تظاهر آلاف البحرينيين الشيعة عقب صلاة الجمعة مرددين هتافات "بالروح بالدم نفديك يا بحرين". وأكد المتظاهرون على ضبط النفس والابتعاد عن العنف في وجه "جرائم" الشرطة والجيش في المملكة التي يشكل الشيعة غالبية سكانها. وقال الشيخ عيسى قاسم، أحد أبرز العلماء الشيعة في البحرين، في خطبة في القرية إن المطالبين بالإصلاح "لا يؤمنون بالعنف الذي تحاول السلطات دفعهم نحوه". وتابع أن "المقاربة السلمية كانت خيارنا منذ اليوم الأول". وهذه التظاهرات هي الأولى منذ أن هاجمت القوى الأمنية صباح الأربعاء الاعتصام الذي نظمته المعارضة في دوار اللؤلؤة في المنامة واستمر نحو شهر، ما أدى إلى مقتل ثلاثة متظاهرين وعنصرين من القوى الأمنية. وكانت السلطات أعلنت حظر التجمعات والمسيرات غداة الهجوم كما أعلن الملك حالة الطوارئ. وقتل 15 شخصا على الأقل من المتظاهرين ورجال الأمن منذ بدء التحرك منتصف فبراير/ شباط في المنامة.