تشهد المملكة الأردنية تساقطا غزيرا للأمطار اشتد أكثر منذ ساعات الصباح الأولى من اليوم الخميس، مع حالة من عدم الاستقرار الجوي المصحوب بانخفاض درجات الحرارة. ووفق موقع "طقس العرب" من المتوقع أن تصبح درجات الحرارة دون معدلاتها لمثل هذا الوقت من العام بحدود 6-10 درجات مئوية. وهطلت الأمطار الرعدية على فترات في معظم مناطق المملكة بشكل غزير وشديد على فترات مصحوبة ب"عواصف رعدية شديدة" وزخات من البَرَد. وتكون الرياح جنوبية إلى جنوبية غربية، معتدلة إلى نشطة السرعة، تتحوّل عصراً إلى غربية، وتكون مثيرة للغبار والأتربة والعواصف الرملية خاصة في المناطق الصحراوية، وفي خليج العقبة تكون جنوبية معتدلة إلى نشطة السرعة، ويكون البحر مائجا على فترات. وحذر "طقس العرب" من تشكل السيول "الجارفة" في بعض المناطق ولاسيما الأودية والمنحدرات والمناطق الصحراوية والشعاب، بما فيها منطقة إقليم العقبة، كما حذر من خطر شدة العواصف الرعدية والصواعق وتدني مدى الرؤية الأفقية في العديد من المناطق خاصة على الطرق الصحراوية نتيجة الغبار والأتربة. وخلال ساعات الليل يكون الطقس بارداً نسبياً وغائما، وتبقى الفرصة مهيأة لهطول زخات رعدية من المطر في مناطق عديدة بما فيها منطقة العقبة، تكون غزيرة أحياناً في بعض المناطق، وتكون الرياح متقلبة الاتجاهات، معتدلة السرعة الى نشطة، مع حدوث العواصف الرعدية. وتعود الأجواء إلى الاستقرار التدريجي غدا الجمعة، وتكون درجات الحرارة نهاراً دون معدلاتها لمثل هذا الوقت من العام بحدود 4 - 6 درجات مئوية، ويكون الطقس مائلاً للبرودة فوق المرتفعات الجبلية، وربيعياً لطيفاً في بقية المناطق، وتظهر كميات من السحب على ارتفاعات مختلفة، مع توقع هطول زخات محلية رعدية من المطر في بعض المناطق المحدودة خاصة الشمالية منها، وتكون الرياح غربية معتدلة السرعة، تنشط أحياناً، وفي خليج العقبة شمالية معتدلة السرعة، وحالة البحر خفيف ارتفاع الموج. ففي مدينة العقبة ومنطقة القويرة ووادي عربة والديسية، أدى تساقط الأمطار إلى حدوث انجرافات للأتربة وتجمع كميات كبيرة من المياه في شوارع المدينة ومناطق المحافظة المختلفة. وصاحب تساقط الأمطار الذي استمر أكثر من أربع ساعات صواعق رعدية، في حين تحولت بعض شوارع العقبة إلى "برك مياه"، أعاقت وعطلت حركة السيارات. وفي سياق ذي صلة، فتحت محافظة العقبة غرفة عمليات للتعامل مع الأحوال الجوية المفاجئة هناك، وحثت الجهات المعنية المواطنين على عدم التجوال في الشوارع بسياراتهم أو على أقدامهم إلا للضرورة، وذلك حفاظا على سلامتهم، كما باشرت الكوار المعنية بشفط المياه من الشوارع الرئيسية. من جهته، أكد مصدر في غرفة عمليات محافظة العقبة أن الأحوال الجوية المفاجئة لمدينة العقبة والتي تشهدها دعت الأجهزة الأمنية للاستفار لمواجهة أي طارىء. وقال المصدر: "إنه لم تقع أي إصابات أو حوادث خطيرة جراء الهطول غير المسبوق للأمطار في المدينة". وحاليا، تسود العقبة حالة طوارئ قصوى، حيث يتخوف المسئولون هناك من تشكل السيول الجارفة في الأودية والشعاب، خصوصا أن تضاريس المنطقة من جبال ووديان صخرية لا تمتص المياه، مما يجعلها تتدفق بشكل كبير. وفي الأغوار الجنوبية التابع لمحافظة الكرك، داهمت مياه الأمطار أكثر من 200 منزل، كما أغلقت بعض الطرق الرئيسية والفرعية في عدد من مناطق اللواء. وداهمت الأمطار كذلك مستشفى غور الصافي الحكومي ومساحات زراعية، فيما تم تعطيل المدارس في اللواء الذي انقطع التيار الكهربائي عن مناطق عدة فيه، واضطرت المخابز للتوقف عن العمل. ويشهد اللواء تساقطا غزيرا للأمطار منذ ساعات الفجر، ما أدى إلى حدوث انهيارات طينية في العديد من الأحياء السكنية في مناطق الجبل الشمالي الواقعة على مساحة جبلية منحدرة. وفي حي الجمعية تسببت مياه سيل الحسا بانهيار عدد من منازل المواطنين ممن تم استحداث وحدات سكنية لهم على مجاري السيول والأودية المهددة بالانجراف في أي لحظة. من جهته، أكد رئيس بلدية الأغوار الجنوبية أحمد العونة أن مياه الأمطار داهمت منازل مواطنين في حي الجمعية للمرة الثانية بأقل من شهر الأمر الذي يهدد حياة المواطنين في ذلك الحي، مشيرا إلى أن آليات سلطة وادي الأردن والبلدية وشركة البوتاس تعمل على التخفيف من شدة سيل الحسا من خلال تصريف فتح قنوات أخرى للمياه، ومشيراً العونة إلى أن البلدية تواجه تحديا حقيقيا في إمكانية تنظيم وإيصال الخدمات والبنية التحتية للمناطق التي تم الاعتداء عليها من قبل المواطنين على مجاري السيول والأودية التي تشكل خطرا على أرواح قاطنيها.