مازالت معاناة الشعب الفلسطيني مستمرة في ظل صمت دولي وعربي تجاه الأزمة الفلسطينية ، وبرغم من ما يتعرض له الفلسطينيون من انتهاكات بشعة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومازالت صور الأطفال القتلى والمسنين وسيل الانتهاكات التي تمارس بشأنهم لا تحرك ساكنا للمجتمع الدولي أو الحكومات العربية. رصدنا أبرز الانتهاكات التي حدثت خلال السنوات الثلاث الفائتة علنا نوقظ ضمائر أمة أغرقتها أزماتنا الداخلية وأنستها القضية الأهم. اقتحامات ومداهمات بحسب ألأحدث التقارير التي رصدت انتهاكات سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية خلال الأشهر الستة الأخيرة من عام 2011، بلغ عدد الاقتحامات والمداهمات 782، منها 157 اقتحاماً في الأول من أكتوبر من العام ذاته. وفي عام 2012 نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي 1493 عملية اقتحام ومداهمة للمدن، والبلدات والمخيمات الفلسطينية، وصاحب الاقتحامات والمداهمات إطلاق النار، والقنابل الصوتية والضوئية والمسيلة للدموع، والرصاص المطاطي، نتج عنها إصابة المئات بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز، وداهمت قوات الاحتلال منازل المواطنين، وفتشتها بشكل دقيق، وعبثت بمحتوياتها، وألحقت ببعضها خسائر فادحة. واعتقلت المواطنين الفلسطينيين، وسلمت الكثيرين منهم إخطارات بالهدم، أو بمراجعة مكاتب المخابرات الإسرائيلية ، وقامت بسرقة الأموال والمصوغات الذهبية الفلسطينية أثناء عمليات المداهمة. وفي 2013 نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلية ما يزيد عن 892 عملية اعتداء واقتحام ومداهمة وإطلاق نيران أسلحتها وقنابل الغاز والصوت للمدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية ، أصيب فيها أكثر من 608 فلسطينيًا منهم أطفال وشيوخ ونساء وصحفيين ومتضامنين أجانب، بجروح وكسور وإعاقات؛ منهم 40 طفلا. كما أصيب آلاف الفلسطينيين بحالات إغماء وتسمم وإصابة بالأعيرة المطاطية، معظمهم من طلبة المدارس والجامعات، وذلك خلال قيام قوات الاحتلال باقتحام القرى والبلدات والمدن الفلسطينية، وإطلاق نيرانها وقنابل الغاز والصوت. بالإضافة إلى قمع المسيرات والاحتجاجات ورشق قوات الاحتلال بالحجارة؛ حيث نفذت سلطات الاحتلال أكثر من 380 عملية اقتحام وقمع بحق التجمعات الفلسطينية، فقد قمعت قوات الاحتلال المسيرات الفلسطينية الأسبوعية، واعتدت على أبناء الشعب الفلسطيني من أطفال ونساء وصحفيين ومتضامنين أجانب، واعتقلت المئات منهم؛ فبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين أكثر من 157 معتقلا خلال الاقتحامات والمداهمات. الاعتقالات في أشهر الأخيرة من عام 2011تم اعتقال 747 معتقلاً منهم 156 تم اعتقالهم في شهر أغسطس ، والنسبة الأكبر من المعتقلين كانت من بين الأطفال المقدسيين. وفي عام 2012، نفذت قوات الاحتلال 1018 عملية اعتقال في المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، اعتقلت خلالها 1914 مواطنًا بينهم 45 طفلًا وطفلة. وبالرغم من الجهود التي بذلت عام 2013م لوقف الاعتقالات، وأجواء الإفراج عن الأسرى القدامى (قبل أسلو)، غير إن الحصيلة كانت مرتفعة جدًا، وأكثر من الاعتقالات التي جرت عام 2012م، وأيضا خلال الأشهر الستة الأخيرة من عام 2011م. وشهدت عام 2013 ، 2396 عملية اعتقال، اعتقل خلالها 3146 مواطنًا فلسطينيًا، منهم 392 طفلًا، معظمهم في مدينة القدس (تميز هذا العام باعتقال الأطفال دون سن ال 15 في المدينة) و 19 امرأة وطفلة، و 400 طالب جامعي، واحتلت محافظة الخليل أعلى نسبة اعتقالات؛ حيث تم رصد 849 فلسطينيًا معتقلًا؛ وفي قطاع غزة 78 معتقلًا. قصف وإطلاق النار ففي عام "2011" بلغت عمليات القصف وإطلاق النار على أيدي جيش الاحتلال 370 اعتداءً ، حيث بلغ عدد عمليات القصف 34 عملية، واستشهد جراء ذلك 43 شهيدًا معظمهم من قطاع غزة ، وأصيب أكثر من 363 فلسطينيًا ، إضافة إلى إصابة آلاف المواطنين الفلسطينيين بحالات اختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي على المسيرات. أما في عام "2012" وصلت عمليات القصف وإطلاق النار المكثفة إلي 359 عملية قصف وإطلاق نار، و1500 غارة حربية على قطاع غزة في الحرب الأخيرة عليها ، استهدفت المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي والقنابل الحارقة صوب المواطنين الفلسطينيين ، ما أسفر عن ارتقاء 275 شهيدًا فلسطينيًا، وإصابة 1966 مواطنا بجروح مختلفة. علاوة على انخفاض أعداد الانتهاكات الإسرائيلية المتعلقة بالقصف وإطلاق النار على القرى والمدن الفلسطينية وتدمير للبيوت والمنشآت في 2013 إلا أن حصيلة الانتهاكات بقيت مدمرة ومؤلمة على الفلسطينيين ففي عام 2013 استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلية نيران أسلحتها الأوتوماتيكية الرشاشة، وقصفت مدافع البوارج البحرية والطائرات المدن والقرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية وصيادي الأسماك، والمزارعين في الضفة الغربية وقطاع غزة. التوسع الاستيطاني و في عام 2012 نفذت قوات الاحتلال 128 عملية توسع استيطاني، من بينها اعتماد خطط لبناء 728 وحدة استيطانية، ومصادرة 2055 دونمًا لصالح التوسع الاستيطاني ، واعتماد خطط لبناء مستوطنة جديدة، وتوفير التمويل للمستوطنات، ومنح إعفاء ضريبي للمتبرعين للاستيطان، وشق الطرق الاستيطانية، ومصادرة الأراضي، وإخلاء المنازل لصالح المستوطنين، وتأجيل إخلاء البؤر الاستيطانية، وإنشاء خط للسكة الحديدية بطول 475 كيلو مترًا، وإقامة مبان ومقابر وحدائق تلمودية، وبناء محطة للصرف الصحي على أراض فلسطينية؛ والمصادقة على إقامة كلية عسكرية ، وتحويل كلية أخرى في مستوطنة إلى جامعة، وإقامة 3 بؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. و خلال عام 2013 نفذ الاحتلال الإسرائيلي والجمعيات الاستيطانية نحو 67 انتهاكًا استيطانيًا في الأراضي الفلسطينية، ومن ضمنها مدينة القدس، و شملت العمليات الاستيطانية طرح عطاءات بناء وحدات استيطانية "11718 وحدة" معظمها بقرار من بنيامين نتنياهو (رئيس وزراء الاحتلال)، منها 5073 وحدة في الضفة الغربية، في محافظات الخليل وبيت لحم ورام الله ونابلس، و 6645 وحدة في مدينة القدسالشرقية والمستوطنات المحيطة بها. إضافة إلى إقامة خمس مستوطنات جديدة ، وقرار ببناء " قرية ثقافية " شمال مدينة القدس، قرب بلدة عناتا؛ وشق وتعبيد 9 طرق استيطانية جديدة عبر الأراضي الفلسطينية ، ومصادرة أكثر من 5154 دونمًا ، لتوسيع وبناء مستوطنات جديدة؛ وإنشاء مشاريع لصالح المستوطنين المتطرفين، وخاصة في منطقة الأغوار، واحتلال جبلين (تلتين) وتخصيص مساحاتها للمستوطنين الذين استولوا أيضا على 18 منزلًا ومبنى ومحلًا تجاريًا في الخليل والقدس. اعتداءات المستوطنين في عام 2011 بلغ عدد اعتداءات المستوطنين 312 اعتداءًا، تضاعفت في شهر سبتمبر ، حيث موسم الصيف والزيتون وجني الثمار و بلعت الاعتداءات نحو 90 اعتداء. ويعد عام 2012 الأقل من ناحية الاعتداءات الاستيطانية ، رغم أنه شهد مئات الاعتداءات ، فقد نفذت مجموعات المستوطنين بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي خلاله 395 اعتداءً شملت أعمال حرق الأشجار واقتلاعها، والاعتداء على المواطنين الفلسطينيين، وإعاقتهم ومنعهم من دخول أراضيهم ومزارعهم، وإطلاق المياه المسممة على الأراضي الزراعية لتخريبها، والقيام بالأعمال الاستفزازية للمواطنين من خلال الاعتداءات الجسدية عليهم، ودهس عدد منهم بشكل متعمد، وغيرها من أشكال الاعتداءات الوحشية ، ما أدى إلى إصابة 43 فلسطينيًا بجروح مختلفة . وفي عام 2013م ارتفعت حصيلة اعتداءات المستوطنين حيث نفذ المستوطنون المتطرفون ما يزيد عن 525 اعتداء بحق الشعب الفلسطيني ، ارتقى فيها 3 شهداء منهم طفل واحد دهسًا، وسقط نحو 76 جريحا فلسطينيًا؛ إضافة إلى جرح 9 أطفال، في اعتداءات عنصرية متعددة؛ وكان المسجد الأقصى المبارك مسرحًا لاعتداءات الاحتلال، حيث قد تضاعفت عمليات اقتحامه ودخوله عنوة خلال عام 2013م، على أيدي المتطرفين اليهود والمستوطنين وقياداتهم، بتشجيع من قيادات إسرائيلية متطرفة. وقد وصل عدد الاقتحامات للمسجد الأقصي في 2013 إلى 66 مرة خلال العام الماضي بحماية أذرع الأمن الإسرائيلي المختلفة، خاصة في شهري تشرين الأول وتشرين الثاني؛ وبلغ عدد الاعتداءات والاقتحامات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية والأرضي ومهاجمة المركبات الفلسطينية على محاور الطرق، 161 اعتداء؛ كما نفذ المستوطنون في الأراضي الفلسطينية عمليات قلع وتقطيع طالت مختلف الأشجار المثمرة، من زيتون ولوزيات وتين بلغ عددها 42 اعتداء، تم خلالها اقتلاع وتقطيع ما يزيد على 8000 شجر.