يجوز للمرأة أن تصلي الجمعة في المسجد إذا كانت ممن يجوز لهن الخروج، إذا أذن لها الزوج، ولم تكن متطيبة، وكانت ملتزمة باللباس الشرعي. وينبغي للزوج ألا يمنعها، إلا أن صلاتها في بيتها أفضل لما في الحديث الشريف: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، - رواه البخاري -، وفي رواية لأحمد والحاكم، صححها الحاكم، ووافقهما الذهبي والألباني: لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهنَّ خير لهنَّ. وثبت أن بعض نساء الصحابة كن يحضرن الجمعة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى مسلم عن أم هشام بنت حارثة أنها قالت: ما أخذت " ق والقرآن المجيد" إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس. "مركز الفتوى – منقول". وذكر أهل العلم ليوم الجمعة آدابا كثيرة، ينبغي للمسلم مراعاتها والحفاظ عليها، ومما ذكروا في ذلك أنه يستحب أن يقرأ الإمام في فجر الجمعة سورتي السجدة والإنسان كاملتين كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرؤهما، ولعل ذلك لما اشتملت عليه هاتين السورتين مما كان، ويكون من المبدأ والمعاد، وحشر الخلائق، وبعثهم من القبور، لا لأجل السجدة كما يظنه بعض المسلمين. والتبكير إلى الصلاة، وهذا الأمر تهاون به كثير من الناس حتى أن البعض لا ينهض من فراشه، أو لا يخرج من بيته إلا بعد دخول الخطيب، وآخرون قبل دخول الخطيب بدقائق، وقد ورد في الحث على التبكير والعناية به أحاديث كثيرة منها: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال، إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا صحفهم وجلسوا يستمعون الذكر، ومثل المُهَجِّر (أي المبكر) كمثل الذي يُهدي بدنه، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشا، ثم دجاجة، ثم بيضة. فجعل التبكير إلى الصلاة مثل التقرب إلى الله بالأموال، فيكون المبكر مثل من يجمع بين عبادتين: بدنية ومالية، كما يحصل يوم الأضحى. وكان من عادة السلف - رضوان الله عليهم - التبكير إلى الصلاة، كما قال بعض العلماء: "ولو بكر إليها بعد الفجر وقبل طلوع الشمس كان حسنا"، و"كان يُرى في القرون الأولى في السحر وبعد الفجر الطرقات مملوءة يمشون في السرج، ويزدحمون بها إلى الجامع كأيام العيد، حتى ندرس ذلك". وكان هذا الوقت يُعمر بالطاعة والعبادة وقراءة القرآن وذكر الله - عز وجل - وصلاة النافلة، وروي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه كان يصلي قبل الجمعة اثنتا عشرة ركعة، وكان ابن عباس - رضي الله عنهما - يصلي ثمان ركعات. والإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- قال عليه الصلاة والسلام: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خُلِق آدم، وفيه قُبض، وفيه النفَّخة، وفيه الصَّعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء". والاغتسال يوم الجمعة، لحديث الرسول: -صلى الله عليه وسلم - "إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل". والتطيب، والتسوك، ولبس أحسن الثياب، وقد تساهل الناس بهذه السنن العظيمة؛ على عكس إذا كان ذاهبًا لحفل أو مناسبة فتراه متطيبا لابسا أحسن الثياب! قال: صلى الله عليه وسلم "من اغتسل يوم الجمعة، واستاك ومسَّ من طيب إن كان عنده، ولبس أحسن ثيابه، ثم خرج حتى يأتي المسجد، فلم يتخط رقاب الناس حتى ركع ما شاء أن يركع، ثم أنصت إذا خرج الإمام فلم يتكلم حتى يفرغ من صلاته، كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها"، وقال صلى الله عليه وسلم "غُسل يوم الجمعة على كل محتلم، وسواك، ويمسّ من الطيب ما قدر عليه". ويستحب قراءة سورة الكهف، لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم - "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين" ولا يشترط قراءتها في المسجد بل المبادرة إلى قراءتها ولو كان بالبيت أفضل. ووجوب الإنصات للخطبة والحرص على فهمها والاستفادة منها، قال -صلى الله عليه وسلم-"إذا قلت لصاحبك، أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب، فقد لغوت ". والحذر من تخطي الرقاب وإيذاء المصلين، فقد قال النبي، صلى الله عليه وسلم- لرجل تخطى رقاب الناس يوم الجمعة وهو يخطب، "اجلس فقد آذيت وآنيت"، وهذا لا يفعله غالبا إلا المتأخرون. إذا انتهت الصلاة فلا يفوتك أن تصلي في المسجد أربع ركعات بعد الأذكار المشروعة، أو اثنتين في منزلك.