كثيرا ما نسمع عن السيرة الهلالية وتردد قصص أبو زيد الهلالي، والزناتي خليفة وحلفاءه جيل وراء جيل، ولكن لا نعرف السيرة الهلالية.. هي حكاية قبيلة بني هلال المقاتلة والمدافعة عن قيم الأمة وشرفها وأمجادها العسكرية، ويعرف تاريخيا أن الهلالي فارسا شجاعا، وبالرغم من ذلك فهو يحب العدل. تنتسب إلى هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ملحمة شعبية تاريخية السيرة الهلالية هي واحدة من السير الشعبية العربية، وهي عبارة عن ملحمة طويلة تغطي مرحلة تاريخية كبيرة في حياة بني هلال المعروفة بهجرة بني هلال، وتمتد لتشمل "تغريبة" بني هلال وخروجهم إلى تونس. مليون بيت شعر وتتكون السيرة الهلالية من مليون بيت شعر، وهي السيرة الأقرب إلى ذاكرة الناس، والأكثر رسوخا في الذاكرة الجمعية، ويضفي عليها الخيال الشعبي ثوبا فضفاضا يباعد بين الأحداث وبين واقعها، ويبالغ في رسم الشخصيات. موضوع السيرة الهلالية وتتحدث السيرة الهلالية عن التجربة الحياتية للحلف الهلالي المكون من قبائل نجد المقاتلة والمدافعة عن قيم الأمة وشرفها وكعادة الملاحم، وهي تستنهض الأمم بذكر أمجادها العسكرية، وبطولات القادة الذين أنجبتهم أرضها في السلم والحرب، وتعيد السيرة الشعبية تاريخ الأمة وتفسره بطريقة فنية حسب معتقدات البسطاء. أبو زيد الهلالي ومن السيرة الهلالية تتفرع قصص كثيرة مثل قصة الأمير أبو زيد الهلالي وقصص أخته شيحة المشهورة بالدهاء والاحتيال، وسيرة الأمير دياب بن غانم الهلالي، وقصة زهرة ومرعي، وغيرها من السير المتراصة التي تشكل في مجموعها ما يعرف بسيرة بني هلال. ويسمى المهتم بالسيرة الهلالية سواء بالحفظ أو الجمع أو الرواية بالمضروب بالسيرة، كالشاعر الشعبي عبد الرحمن الأبنودي. خمسة كتب وتضم سيرة "الهلالي" من خمسة كتب، ويتحدث الكتاب الأول "خضرة الشريفة" عن مأساة رزق بن نايل جرامون بن عامر بن هلال قائد الهلايلة وفارسهم وأميرهم، الذي تعجب خضرة بخلقه وشهامته وفروسيته رغم أن فارق العمر بينهما 45 عاما. والكتاب الثاني هو "أبو زيد في أرض العلامات"، ويسرد القصص التي حدثت لأبي زيد في "بلاد الرحلان" من علو المجد والشأن وفي "مقتل السلطان سرحان". والكتاب الثالث يتحدث عن تخفي أبو زيد في ملابس شاعر رباب ويدخل قصر حنظل بعد أن عرفت نساء بني هلال حقيقته، وتكتشف عجاجة ابنة السلطان حنظل حقيقة فارس هلال فتبلغ أباها الذي يعتقل غريم بني عقيل، ليقيد بالسلاسل ويلقي به في السجن انتظارا لشنقه. أما الكتاب الرابع "فرس جابر العقيلي" وكيف خاض أبو زيد الأهوال ليعود بالفرس التي حكت عنها الأجيال، وفيه يحتال الدرويش لدخول جناح الأميرة ليلضم (يفعل) لها عقدا، ويقرأ لها الطالع وتكاد جارته أن تكتشف تسلله والهدف منه، لكنه يقنعها بدروشته وفقره وبالرشوة أيضا، بأن أسئلته عن "الخيمة المتبوعة" إنما هي من قبيل الفضول. وفي الكتاب الخامس (أبو زيد وعالية العقيلية) وكيف أسرت أبو زيد بجمالها وكيف ناضل إلى أن اقترن بها وفيه ليلة وداع البطل لعالية العقيلية، حيث أولمت الولائم ووجهت الدعوة لحراس فرس والدها الملك (السلطان) جابر العقيلي، ووضعت في المنام مخدرا قويًا لينام الحراس كي يتمكن أبو زيد من امتطاء الفرس والانطلاق إلى خارج المدينة. أميون رواة سيرة بني هلال الشعبية هم من العامة والذين لا يقرءون ولا يكتبون في غالب الأمر، وإنما تناقلوها خلفًا عن سلف، ولو قمنا بمقارنة بين ما بقي من أحداث هذه السيرة الشعبية في الذاكرة الجماعية وبين ما تتداول في الأسواق من كتب السيرة الهلالية لوجدنا أنهما يشتركان في الخطوط العريضة لتلك السيرة، وأشخاصها وأبطالها كأبو زيد الهلالي والزناتي خليفة، ولكنهما يختلفان في الكثير من التفاصيل الخاصة بها. اقرأ فى هذا الملف * "الطابونة " الأسوانية فرن الغلابة * بكار ومنير ..رمزية الطبيعة والبراءة الأسوانية * حكاية "جرجار" النوبة * "محيط" تنطق بالنوبى وتتعرف على أسرار أرض الدهب ** بداية الملف