تسلّمت بعثة الأممالمتحدةبأفريقيا الوسطى "ميسكا"، أمس الأربعاء، 32 عربة عسكرية كمنحة أمريكية لمساعدتها على أداء دورهم في وقف الاضطرابات الأمنية التي تشهدها البلاد. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد قامت ممثلة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، سامانتا باور، بتسليم العربات العسكرية للجنرال جون ماري موكوكو، قائد قوات الميسكا في أفريقيا الوسطى، بحسب مراسل الأناضول. وجرت عملية تسليم الهبة الأمريكية خلال مؤتمر صحفي اليوم في قاعدة الميسكا الواقعة في بلدة "مبوكو" في العاصمة بانغي. وثمّنت باور جهود جنود الميسكا، داعية إياهم لمواصلة مهمتهم لأجل السلم في أفريقيا الوسطى، قائلة: "أنتم جنود السلام، دوركم مهم للغاية، المساهمة في المصالحة بين أبناء هذا الشعب وإحلال السلام في هذا البلد هو من دون شك أمر سيجعل الجميع يتحدث عنكم". وتابعت: "المسلمون والمسيحيون في هذا البلد عاشوا مع بعضهم طوال حياتهم وبإمكانهم مواصلة ذلك". في سياق متصل، عبّرت المسؤولة الأمريكية عن أسفها حيال الوضعية الإنسانية في أفريقيا الوسطى، مشيرة إلى أن المجموعة الدولية كانت قد وعدت ب 500 مليون دولار من المساعدات لأفريقيا الوسطى، لكن البلاد لم تتلق سوى 29 بالمئة من إجمالي هذا المبلغ. وانحدرت أفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، في مارس/ آذار من العام الماضي، إلى دوامة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مجموعة "سيليكا"، ذات الغالبية المسلمة، بالرئيس فرانسوا بوزيزي، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب في عام 2003، ونَصَّبت بدلاً منه المسلم "ميشيل دجوتويا" كرئيس مؤقت للبلاد. وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين وشارك فيها مسلحو "سيليكا" ذات الغالبية المسلمة ومسلحو "أنت بالاكا" المسيحية، أسفرت عن مقتل المئات، وفقًا لتقديرات وكالة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، ما أجبر دجوتويا على الاستقالة من منصبه، بفعل ضغوط دولية وإقليمية؛ وتنصيب كاثرين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة للبلاد. ويتواجد حاليا في بانغي نحو 1600 جندي فرنسي، إضافة إلى 6000 من جنود قوات حفظ السلام الأفريقية (ميسكا)