أفردت الصحافة العالمية على صدر صفحاتها مساحات واسعة لنتائج الانتخابات المحلية في تركيا، التي شبهتها بأنها استفتاء على شعبية رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الذي استطاع حزبه زيادة عدد أصواته محققا فوزا لافتا. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، قالت أن الانتخابات خرجت عن كونها منافسة بين الحكومة والمعارضة لتغدو "اختبارا للقوة بين أردوغان وفتح الله غولن"، ولفتت إلى أن أردوغان، وفي خطابه، أمس، من شرفة المقر الرئيسي لحزب العدالة والتنمية الحاكم، قد بعث بمؤشرات حول عزمه اتخاذ تدابير صارمة بحق أعضاء "جماعة غولن"، الذين كالوا الاتهامات له. أما صحيفة "جارديان" فقد رأت أن "الفوز الهام" الذي حققه حزب العدالة والتنمية، سيشجع "أردوغان" ليترشح للانتخابات الرئاسية المنتظر إجراؤها في آب/أغسطس المقبل، مشيرة أنه كان من اللافت أن يدلي 92% من الناخبين، الذين يزيد عددهم عن 52 مليون ناخب بأصواتهم أمس. وأوضح جيمس رينولدز، مراسل هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" في اسطنبول، خلال تغطيته العملية الانتخابية "أن أردوغان يمكن أن يكون مرشحا رئاسيا بعدما حظي بأصوات الطبقة العاملة والشريحة المتدينة من الشعب"، ونقل عن بعض المحللين أرائهم باحتمال تشكيل أردوغان حكومة للمرة الرابعة، خلافا لما ألزم به نفسه، وفق ما نصت عليه لوائح حزب العدالة والتنمية. وتحت عنوان "رئيس الوزراء التركي، أردوغان، يحتفل بالنصر" ذكرت صحيفة "دي فولكس كرانت" الهولندية، أن الانتخابات التي التي جرت في أجواء "استفتاء عام" شهدت منافسة حادة بين مرشحي حزب العدالة والتنمية، وحزب الشعب الجمهوري المعارض، في كل من العاصمة أنقرة، ومدينة اسطنبول. ولم يغب المشهد الانتخابي في تركيا عن الصحف الفرنسية، فقد رأت صحيفة "لو فيغارو" أن أردوغان بات أقوى المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة بعد النصر الذي حققه، أمس، في صناديق الاقتراع، في مواجهة كل المزاعم بشأنه. وبينت صحيفة "لوموند" أن أحداث "منتزه غزي" في اسطنبول، الصيف الماضي، والمزاعم بحق أردوغان وعائلته، لم تؤثر على صناديق الاقتراع، لافتة أن رئاسة بلدية اسطنبول، مرة أخرى، بيد حزب العدالة والتنمية، كما كان أردوغان ذات يوم رئيسا لها. وعنونت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية (الجمهورية) "أردوغان يحقق نصرا مفاجئا، والمعارضة تعترض" معتبرة أن هذه الانتخابات اتسمت بأهمية كبرى بالنسبة لرئيس الحكومة التركية نظرا لاتهامات بالفساد، جرى تداولها في الآونة الأخيرة، وأشارت إلى أن نتائج الانتخابات في اسطنبول "مثلت صفعة من المحافظين للمعارضة". وقالت صحيفة "الباييس" الإسبانية، ذات التوجه اليساري، إن "أردوغان" أضفى "شرعية"، من خلال نتائج الانتخابات المحلية، على موقفه من مزاعم الفساد وحجب موقعي تويتر ويوتيوب في الآونة الأخيرة. وفي بلجيكا أعلنت وسائل الإعلام أن حزب العدالة والتنمية فاز في الانتخابات المحلية على الرغم من الحملة ضده في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أوضحت قناة "RTBF" التلفزيونية الناطقة بالفرنسية أن الحملات الانتخابية انصبت على أردوغان وعلى المزاعم المنشورة بحقه، ونُشر عبر الإنترنت الكثير من التسجيلات الصوتية لمكالمات هاتفية، إلا أن كل ذلك لم يؤثر على القاعدة التقليدية لحزب العدالة والتنمية. وأفادت القناة أن لهجة أردوغان في خطاب الفوز الذي ألقاه، كانت "حادة جدًّا" ولوّح من خلالها بأنه لن يسمح بقيام دولة داخل الدولة. وفي سويسرا، تطرقت صحيفة "20 دقيقة" إلى خطاب أردوغان عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الأولية، وعنونت خبرها ب "المعارضة تدفع ثمن انتقاداتها"، مشيرة إلى حدوث جدل جاد أثناء فرز الأصوات، فيما اعتبرت صحيفة "بيرنر زيتونج" أن نتائج الانتخابات تشكل "مؤشرًا هامًّا" حول قرار رئيس الوزراء أردوغان بالترشح إلى رئاسة الجمهورية في الانتخابات المزمع إجراؤها في آب/ أغسطس المقبل. وأفردت صحيفة "بوليتيكن"، إحدى أهم الصحف في الدانمارك، مكانًا للانتخابات المحلية التركية تحت عنوان "غالبية الأتراك لم تأبه للانتقادات الموجهة لأردوغان". وأشارت الصحيفة إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات، مضيفةً أن الشارع التركي راضٍ عن التحسن الاقتصادي في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية. في بلغاريا قالت قناة "BNT" التلفزيونية الوطنية إن "أردوغان نجح في امتحانه السياسي الكبير"، في حين أفادت قناة "BTV" وهي أكبر قناة تلفزيونية في بلغاريا، أن "حزب العدالة والتنمية هزم معارضيه في الانتخابات المحلية". وركزت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية على خطاب أردوغان عقب ظهور نتائج الانتخابات، وكتبت أن الانتخابات خلصت إلى فوز لحزب العدالة والتنمية. بدورها، أكدت وكالة إيتار تاس أن أهم سباق في الانتخابات المحلية دار في ولايتي اسطنبولوأنقرة، موضحةً أن أردوغان أعلن عن فوز حزبه في ساعات الليل. وفي الصين أكدت وكالة "شينخوا" الرسمية أن حكومة حزب العدالة والتنمية، برئاسة أردوغان، فازت في الانتخابات المحلية، كما أوردت خبر سقوط ثمانية قتلى و30 جريحًا في أحداث وقعت خلال الانتخابات. من جانبها، اعتبرت وكالة "إيرنا" الإيرانية الرسمية أن "التسجيلات الصوتية المنشورة ضد مسؤولين في الحكومة التركية، ومزاعم الفساد والعمليات الموجهة ضد الجيش لم تقلل من شعبية أردوغان"، فيما أوردت وكالة "مهر" الرسمية خبر نتائج الانتخابات تحت عنوان "أردوغان يفوز في الانتخابات المحلية"، وقالت: "هذا الفوز المعلن تحقق على الرغم من أن أردوغان والمقربين منه كانوا مستهدفين بادعاءات فساد مالي واسعة النطاق خلال الأسابيع الماضية". بدورها، أفردت وكالة "فارس"، المعروفة بقربها من التيار الراديكالي في البلاد، مكانًا على صفحتها الرئيسية لخطاب أردوغان عقب صدور نتائج الانتخابات الأولية، وأوردت خبرها تحت عنوان "حدود جديدة أمام العلاقة مع فتح الله جولن".