تهدر محافظة ديالي شمالي العراق، نحو مليوني رصاصة سنويا ، جراء إطلاق النار العشوائي في المناسبات والاحتفالات، بحسب مسئول أمني. ويعد إطلاق النار في المناسبات والأعياد ومراسيم الحزن ظاهرة متفشية في أوساط المجتمع العراقي وبشكل خاص في المناطق العشائرية الأماكن البعيدة عن مراكز المدن. وقال صادق الحسيني رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى، لوكالة "الأناضول" إن "الكثير من المواطنين يعمدون إلى إطلاق نار كثيف في الهواء في الأفراح والأحزان، كتقليد دأب الكثير على تطبيقه منذ عقود طويلة وأصبح سمة تميز المناسبات العراقية". ومضى قائلا: "أكثر من مليوني رصاصة تقريبا تهدر سنويا في الهواء بسبب تقليد غير حضاري، تسبب بفواجع إنسانية كثيرة راح ضحيتها الكثير من الأبرياء بينهم نساء وأطفال"، داعيا علماء الدين إلى "تحريم إطلاق النار في الهواء". ولم تصدر السلطات العراقية أي إحصاءات رسمية عن عدد ضحايا إطلاق النار العشوائي بمحافظة ديالي، أو في العراق بصفة عامة. وطالب الحسيني القوى الأمنية ب"تطبيق القانون ضد كل من يطلق النار في الهواء لكونه مخالفة قانونية"، مضيفا أن "الأوضاع الراهنة حساسة وتتطلب من الجميع التقيد والالتزام بالإجراءات والتعليمات الوقائية". وتابع أن "إطلاق النار العشوائي خلال الأعياد والمناسبات يولد مخاوف وحالة من الرعب في نفوس الأسر الآمنة، نتيجة للأوضاع الأمنية الاستثنائية التي تعيشها محافظة ديالى خلال الأعوام الأخيرة". ورأى سالم الربيعي مدير بلدة هبهب (إحدى بلدات ديالي) أن "ضعف الإجراءات القانونية حيال مطلقي العيارات النارية، تسبب في انفلات بالمجتمع وتفشي ظاهرة إطلاق النار في شتى المناسبات والأحداث". ووصف الربيعي في تصريحات للأناضول، الظاهرة بأنها "تخلف وغياب وعي حضاري واجتماعي". وأضاف: "الأمر يستوجب المعالجة الحقيقية بتنفيذ إجراءات قانونية تشمل الحبس والغرامة لجميع المخالفين". ولفت الربيعي إلى أن "إهمال الأجهزة الأمنية للظاهرة يعد أبرز أسباب اتساعها بشكل مفرط في عدة مناطق بالمحافظة". من جهته، قال غالب عطية، المتحدث الإعلامي عن قيادة شرطة ديالى إن "إطلاق العيارات النارية يكثر في الأرياف والمناطق البعيدة عن الدوريات والمراكز الأمنية". وتابع عطية في حديث للأناضول أن "عدم وجود نص قانوني صريح يعاقب مطلقي النار العشوائي وعدم تشريع قانون يحد من ظاهرة الاحتفالات العشوائية، تسبب في استفحال واتساع الظاهرة". ومحافظة ديالي، ذات الأغلبية السنية، من المناطق التي تشهد العديد من العمليات المسلحة منذ نحو عام؛ بسبب انعكاسات الأوضاع السورية وتسلل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وذلك بعد أن كانت مسرحًا لأعمال عنف طائفي بين عامي 2006 و2008؛ ما أدى إلى مقتل وتشريد الآلاف من سكانها.