بدأ وسطاء الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا (إيجاد) اليوم الثلاثاء، لقاءات جانبية منفردة مع وفدي حكومة جنوب السودان، ومجموعة ريك مشار، بأحد فنادق العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي تستضيف جولة جديدة المفاوضات الجارية بين الجانبين. يأتي ذلك في إطار المساعي التي يقوم بها وسطاء "إيجاد"، برئاسة وزير خارجية إثيوبيا الأسبق سيوم مسفن، وعضوية كل من الفريق محمد أحمد الدابي، والجنرال لازارس سيمبويا، تمهيدًا لانطلاق المفاوضات المباشرة التي تعثرت بين الجانبين منذ تعليقها من قبل الوساطة، بحسب بيان تلقت وكالة الأناضول نسخة منه صباح اليوم. وجاء في البيان أن "الوساطة ستجري مشاورات جانبية مع وفدي التفاوض كل على حدة، تمهيدًا لبدء المفاوضات المباشرة بين الوفدين التي ستناقش (الحوار السياسي والمصالحة الوطنية في جنوب السودان)". وأعربت "إيجاد" عن قلقها الشديد إزاء استمرار الاقتتال في جنوب السودان، لافتة إلى أنها "وجهت رسائل قوية إلى طرفي الصراع في جنوب السودان". ووفقا للبيان، "ستقوم الوساطة، والمبعوثون الدوليون، وقادة الإقليم، والاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، وأصدقاء جنوب السودان بتسريع تنفيذ اتفاق وقف العدائيات، من خلال نشر آليات المراقبة، والرصد، والتحقق، وقوات الردع في جنوب السودان". وجددت الوساطة دعوتها لطرفي الصراع في جنوب السودان بضرورة تنفيذ بنود اتفاقية وقف العدائيات والتعاون الكامل مع اللجنة الفنية المشتركة لتسريع عمل آليات الرصد والتحقق والمراقبة. وناشدت المجتمع الدولي للضغط على الطرفين لوقف الحرب في جنوب السودان. وفيما يتعلق بالوضع الإنساني، أشار البيان إلى أهمية إفساح الممرات لتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب. وفي سياق متصل، توقع مصدر دبلوماسي مطلع في وساطة "إيجاد"، أن تنطلق المفاوضات عقب اللقاءات الجانبية التي تقوم بها الوساطة اليوم. وأفاد مراسل وكالة الأناضول أن السياسيين المعارضين المفرج عنهم من قادة حزب "الحركة الشعبية لتحرير السودان" (الحاكم)، لم يتواجدوا بالفندق، لكنه شاهد العديد من ممثلي قطاعات المجتمع المدني في جنوب السودان. وكان وفد حكومة جنوب السودان، برئاسة وزير الإعلام والمتحدث الرسم باسم الوفد مايكل مكوي، وصل أمس إلى العاصمة الإثيوبية، فيما وصل وفد ريك مشار، النائب السابق لرئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت الأربعاء الماضي، تمهيدًا لاستئناف المفاوضات.