فى ثانى أيام فعاليات إحتفالية عباس محمود العقاد بعنوان "خمسون عاماً من الحضور المتجدد"، والتى أقامتها الهيئة العامة العامة لقصور الثقافة برئاسة الشاعر سعد عبد الرحمن . عُقدت المائدة المستديرة الأولى بنفس عنوان الإحتفالية بمشاركة الكاتب محمد الشافعى رئيس تحرير مجلة الهلال، د. عبد الرحيم الكردى، د. شوكت المصرى ، د. محمد عفيفى، وقدمها د. سعيد اللاوندى الذى أثنى على اختيار موضوع الإحتفالية لان العقاد له حضور متجدد بفكره وإنجازاته فى الثقافة العربية والإنسانية، فالعمر ينتهى والجسد يفنى والأفكار تبقى ، ودعا د. اللاوندى إلى إشاعة فكر العقاد فى الجامعه المصرية وخصوصاً كليات الجنوب المصرى. وفى كلمته أشاد الكاتب محمد الشافعى بدور العقاد فى الثقافة العربية مؤكداً أنه كان قارئاً وكاتباً هاوياً طوال عمره ، و لكى يسير الشباب على خطاه يحتاجون للقراءة الموسوعية والعصامية والدأب والإصرار . أما د. عبد الرحيم الكردى فتحدث عن علاقة العقاد بالتراث موضحاً أنه استفادة من التراث الإنسانى كله، وكان له موقف من كل أفكار عصره والأفكار التراثية ، حيث عادى الشيوعية والتطرف كما تطرق إلى تساؤل لماذا ظهر الكثير من الكتابات فى الإسلاميات للدكتور طه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم وغيرهم، وأجاب ان المثففون الحقيقيون بدأو يدركون ضرورة تصحيح صوره الإسلام بعد أن أخذت الجماعات الدينية المتشددة أتجاهات أكثر تشدداً وظهور حركات الإلحاد والتنصير. ثم قرأ د.شوكت المصرى بعضاً من بحث د. محمد عفيفى بعنوان "العقاد بين ثورتين" (19) (52) فأوضح أن العقاد عاصر ثورة 19 وكان عمره يقارب الثلاثين، واندمج فى الحياة السياسة التى تمثلت فى أحزاب مختلفة، وكان فى كل ذلك مدافعاً عن الحرية والقيم الإنسانية، ولم يدفعه ارتباطه الحزبى إلى التعصب أو التخلى عن فكرة الإنسانية والحرية وكان ذلك خلافه مع ثورة 52 . وتحدث أحمد الطماوى عن موقف العقاد من ثورة 1952 فأكد أن العقاد رافضاً لهذة الثورة حيث رأى فيها اتجاهاً نحو الديكتاتورية والإستبداد، أما الدكتور أبوالفضل بدران فقد أكد أن كتب العقاد فى حاجة إلى تبسيط وهذا مطلب يستحق المناقشة. وأبدى الشاعر سعد عبدالرحمن أسفة على عدم ترجمة أعمال العقاد إلى اللغات الأوربية مع أن الأقل منه قامة وقيمة قد ترجموا، ولعل مرجع ذلك الى عدم انتمائة لإكاديمية مثل طه حسين وفى ختام المائدة اعلن الشاعر محمد ابو المجد قريباً عن صدور كتاب "أنا" تبسيط لأحد كتب العقاد. أعقب ذلك إقامة المائدة المستديرة الثانية بحضور د. محمد أبو الفضل بدران ود. فاطمة طاهر، وفى بحثه "العقاد وهتلر" قدم د. بدران موقف العقاد من هتلر فى كتابه "هتلر فى الميزان" الذى اصدره عام 1940 حيث يرى العقاد هتلر فاشلاً وهو فى قمة انتصاراته كما ابدع العقاد فى تحليل شخصية هتلر تحليلا نفسياً . أما فى بحث د. فاطمة طاهر بعنوان "العقاد والرومانسية الإنجليزية" أكدت انه مما يحسب للعقاد مدرسة الديوان والذى كان أحد مؤسسيها انها لم تخضع فى كل اتجاهاتها النقدية لإملاء الفكر النقدى الإنجليزى فقد كان له وزملائه فى مدرسة الديوان نظرتهم الخاصة للتراث العربى فى محاولة لإقامة جسر بين الثقافتين. وبالتوازى مع الموائد المستديرة أُقيمت ورشتان عمل حول المحور العام للإحتفالية الأولى أشرف عليها د. هيثم الحاج على وأقيمت بكلية الآداب جامعة أسوان، أما الثانية فإقيمت بمدرسة العقاد الثانوية بأسوان.