ربط مسئول سياسي إسرائيلي ما بين الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى الفلسطينيين القدامى من السجون الإسرائيلية وبين موافقة القيادة الفلسطينية على تمديد المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية حتى نهاية العام الجاري. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المسئول الذي وصفته ب"الكبير ولم تحدد اسمه" اليوم الثلاثاء، قوله: "إن إسرائيل ستعيد النظر في مسألة الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من السجناء الأمنيين الفلسطينيين إذا تبين أن المحادثات مع الفلسطينيين قد آلت إلى طريق مسدود". وأضاف المسئول: "من مصلحة الطرفين "الفلسطيني والإسرائيلي" تمديد فترة إجراء المحادثات بعام آخر حتى إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق على الوثيقة التي بلورها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري". وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومسئولون فلسطينيون يديرون المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، أعلنوا أكثر من مرة رفضهم المطلق لتمديد فترة المفاوضات التي من المقرر أن تنتهي مع إسرائيل نهاية الشهر المقبل، وهو ما طالبت به تل أبيب وقبلته واشنطن التي ترعى المفاوضات بين الجانبين. ويقول فلسطينيون: "إن الوثيقة التي بلورها كيري، وعرضها على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال زياراته للمنطقة، تدعو للاعتراف بهودية إسرائيل، فيما لا تنص على القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية، وتمنح إسرائيل وجوداً عسكرياً طويل المدى في منطقة الأغوار، وهو ما ترفضه القيادة الفلسطينية". من جهته، حذر قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني "غير حكومي"، إسرائيل من "التلاعب بقضية الإفراج عن الدفعة الرابعة وهي الأخيرة من الأسرى القدامى". وقال فارس في بيان تلقت وكالة "الأناضول" الإخبارية نسخة منه: "على إسرائيل الالتزام بالاتفاق المبرم مع الجانب الفلسطيني والذي يأتي في إطار عملية المفاوضات الجارية"، مؤكداً أن عملية إتمام الإفراج "نقطة حاسمة في مصير عملية المفاوضات". وكانت إسرائيل وافقت على الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين ما قبل اتفاق أوسلو الذي وقعته مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 2003، وعددهم 104 أسرى على 4 دفعات على مدة 9 أشهر تمتنع السلطة الفلسطينية خلالها عن المطالبة بالعضوية في مؤسسات الأممالمتحدة والدولية، وقد أفرجت تل أبيب عن 3 دفعات، فيما من المتوقع أن يتم الإفراج عن الدفعة الرابعة في التاسع والعشرين من الشهر الجاري. وأثار الرئيس الفلسطيني، هذا الأمر في اجتماعه ليلة أمس الإثنين، مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إذ قال، إن "هناك اتفاقاً بيننا وبين الإسرائيليين من خلال الوزير كيري حول قضية الأسرى، ونأمل أن يتم الإفراج عن الدفعة الرابعة في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، وهذا سيعطي انطباعاً بجدية المساعي التي نبذلها ككل لتحقيق السلام".