رحل عن عالمنا اليوم المنشد الدينى الشهير الشيخ احمد التونى الذى ذاع صيته فى صعيد مصر ، وقد تناقل محبوه نبأ وفاته عبر صفحات "فيس بوك" . والشيخ التوني من أسيوط وهو أشهر وأكبر منشدي صعيد مصر يطلق عليه لقب "ساقي الأرواح" و"سلطان المنشدين". استطاع بأدائه المتميز الخروج بالغناء الصوفي من المحلية إلى العالمية، إذ دعي للمشاركة في العديد من المهرجانات الموسيقية الروحية. يقول الشيخ التوني عن الموسيقى أنها "تجلب الجمهور، وتقرب المعنى، وتطرب النفس، وترقق المشاعر"، وأن الموسيقى تؤدي لأن يسود "سهرات الإنشاد الصوفي نوع من الصفاء والحب، والإبداع والتشويق". وهدف الشيخ من خلال الإنشاد والموسيقى الروحية إيصال رسالة التصوّف الإسلامي إلى العالم كله. ويعتقد أن التصوف صالح لجميع الأديان وليس حكراً على المسلمين وحدهم. ركز الراحل في إنشاده على الكلام، لا على الألحان حيث تكون الألحان مجرد خلفية مرافقة وهو ينشد بشكل فطري قائم بصورة أساسية على الارتجال مما يحفظه من أشعار كبار أئمة التصوف ومنهم: "أبو العزايم وابن الفارض والحلاج..ويتبع الشيخ تختاً موسيقياً شرقياً بسيطاً مؤلفاً من "الرق والناي والكمان.." يعزفون وراءه وفقاً لما يفيض على شيخهم من تجليات شعراً وتنويعاً بين المقامات الموسيقية.. وقد يتولى بنفسه ضبط الإيقاع من خلال النقر بمسبحةٍ على كأس زجاجي وبهذا يعود الشيخ "أحمد التوني" إلى طريقته الأصلية في الإنشاد التي بدأها الشيخ السبعيني قبل حوالي الستين عاماً. قدم التراث القديم كما هو كما جاء على ألسنة الأولياء والعارفين بالله والسالكين في مدارجهم ومنهم: «الجندي والرفاعي والدسوقي والجيلاني» وغيرهم من أهل الله –على حد تعبيره- وعن الموالد التي تشتهر بها "مصر" والتي يعتبر الشيخ "التوني" نجمها الأول منذ سنواتٍ عديدة قال الشيخ: «ما زال مولد السيد البدوي بمدينة "طنطا" شمالي "مصر" المولد الوحيد الذي يحافظ على تقاليده الأًصلية لا سيما "الدورة" وهي نوع من الحركات تتبع في الحضرات الصوفية ..» ويؤكد الشيخ "التوني" أن مولد السيد "البدوي" هو الأكبر والأشهر في "مصر". كان ينشد مرتجلاً من دون مرافقة الألحان إلى أن أدرك أهمية استخدام الموسيقا في نشر رسالة التصوف التي يحملها والتي بلغت عبر صوته مسارح "باريس وعموم أوروبا والولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين وسائر دول شمالي أفريقيا بالإضافة إلى سوريا.." وفي الموالد كمولد السيد "البدوي" والسيد "الحسين" والسيدة "زينب" كان الشيخ "أحمد" يجد متعته في الغناء المتواصل ولساعاتٍ طويلة، فقبل سنوات كان الشيخ ينشد لحوالي الست ساعات في المولد بغض النظر عن المناسبات التي يمكن أن يحييها نفس الليلة وكل ذلك ارتجالاً مما يحفظه من الشعر دون أن ينشد في ليليتين متتاليتين نفس الأشعار. إلا أنه الآن يقتصد في الإنشاد لتقدم السن لكنه يحافظ على نفس طريقته في الإنشاد..» ويعتبر الشيخ ياسين التهامى أحد أشهر تلاميذ الشيخ التوني.