وصل يوسف يوسفي، الوزير الأول الجزائري، إلى مدينة غرداية بعد ساعات قليلة على مقتل 3 من شباب المدينة على يد مجهولين في مواجهات مذهبية تشهدها منذ 5 أيام. وتوجه يوسفي إلى غرداية ليل السبت - الأحد برفقة وزير الداخلية الطيب بلعيز، وقائد الدرك الوطني تابع لوزارة الدفاع اللواء أحمد بوسطيلة، ومسؤولين أمنيين، واجتمع بعد وصوله مباشرة مع مسؤولي أجهزة الأمن المحليين لبحث الأزمة- حسبما افادت وكالة الاناضول. وشهد ليل السبت-الأحد في غرداية حالة من الانفلات الأمني الشديد حيث هاجم آلاف المحتجين قوات الشرطة في عدة مواقع بالمدينة، وفق شهود عيان واستقبل أكثر من 2000 محتج، الوزير الأول الجزائري بالنيابة، أثناء زيارته لمدينة غرداية، وتجمع المحتجون أمام مقر الولاية حيث كان يجري اجتماع أمني بين يوسفي مع بلعيز ومسؤولين أمنيين. وردد المحتجون الذين حاصروا مقر الولاية عبارات "مالكية مالكية"، في تأكيد لهويتهم على خلفية الصدامات بين المالكيين العرب والإباضيين الأمازيغ. وطالب المحتجون بالقصاص من قتلة 3 شباب عرب من حي الحاج مسعود بغرداية قضوا بعد أن تعرضوا لإطلاق نار حسب رواية أهالي، فيما تشير رواية رسمية إلى أن القتلى سقطوا "بعد إصابتهم بقطع معدنية قذفت عليهم من مسافة طويلة". وقال مصدر طبي من مستشفى مدينة غرداية إن "المعاينة الأولية لجثث القتلة أكدت أنهم قتلوا بفعل اختراق قطع معدنية لأجسادهم، ويتراوح عمر الضحايا الثلاثة بين 28 و38 سنة، وكانوا موجودين في موقع الصدامات بين العرب والإباضيين بحي الحاج مسعود". ومنذ يوم 22 ديسمبر الماضي، تشهد مدنية غرداية، التي يقيم بها مواطنون أمازيغ يعتنقون المذهب الإباضي وعرب سنة يعتنقون المذهب المالكي، أعمال عنف مذهبية؛ أسفرت عن مقتل 8 أشخاص، وإصابة المئات. وعجزت السلطات الجزائرية عن معالجة الوضع رغم وجود الآلاف من عناصر الشرطة والدرك (تابعة لوزارة الدفاع) في المدينة. والإباضية هي إحدى المذاهب الإسلامية المنفصلة عن السنة والشيعة، نسبة إلى عبد الله بن إباض التميمي، وتنتشر في سلطنة عُمان وشمال أفريقيا.