أكد الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " إيسيسكو " أن صناعة التقدّم والرقي والازدهار تقوم على أساس راسخ من تطوير المنظومة التعليمية التي يدخل ضمنها التعليم المفتوح والتعليم عن بعد، موضحًا أن في ذلك ضمان الجودة للجميع، وكفالة الحق في التعليم لمن فاته ركب التعليم النظامي، وهو الأمر الذي يؤسّس لمفهوم متطور للديمقراطية التعليمية التي تكفل حقوق المواطن والمواطنة في التربية والتعليم في جميع الظروف، وأن تلك مسؤولية جماعية يجب علينا النهوض بها، وأمانة ملقاة على عواتقنا لابد من أدائها بصدق وإيمان. وأعلن في كلمة ألقاها في المؤتمر الرابع عشر للوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الدول العربية، الذي افتتح أعماله اليوم في العاصمة السعودية الرياض، أن هذا المؤتمر ينعقد في ظروف دقيقة يمرّ بها العالم أجمع، تلقي بظلالها على العالم العربي الإسلامي الذي يجد نفسه محاصرًا بتحديات كثيرة لا سبيل إلى مواجهتها والحدّ من مضاعفاتها سوى سبيل تجديد البناء الحضاري على أسس متينة من تطوير المنظومة المتكاملة التي تتشكل من التعليم في جميع مراحله، وخصوصًا التعليم العالي، ومن العلوم والتكنولوجيا، وصولا ً إلى تشجيع الابتكار على جميع المستويات ، وفي شتى حقول البحث العلمي، وضمان الجودة التي تفتح المجال للولوج إلى مجتمع المعرفة، وتحقيق الأهداف الإنمائية من العملية التعليمية برمتها. وذكر أن المهمة الرئيسَة التي يضطلع بها المؤتمر، والمؤتمر الإسلامي لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي الذي تعقده الإيسيسكو مرة كل سنتين، مهمة جليلة القدر، تتطلب من الدول الأعضاء كافة الدعم والمساندة والتنسيق والتكامل لتحقيق أهدافها التنموية، ولتكون دعامة كبيرة لبناء مستقبل أكثر إشراقًا. كما أشار إلى ما ورد في النسخة الحادية عشرة لتقرير اليونسكو حول (التعليم والتعلّم : تحقيق الجودة للجميع)، فوصفه بأنه رصدٌ دقيقٌ للأوضاع التعليمية في دول العالم، ومنه العالم العربي الإسلامي الذي لا تزال أوضاع التعليم فيه غير متكاملة وغير متجانسة من النواحي كافة. وقال بهذا الخصوص : « لئن كنا نشير إلى هذا التقرير المهمّ، فليس لأنه ينطوي على مفاجأة لنا، فالتقارير التي تصدر عن منظمتَيْنا الإيسيسكو والألكسو، وتناقش في مؤتمراتنا المتخصصة، لا تخلو من شفافية ومكاشفة، بل هي في غالب الأحيان تنبّه بقوة إلى مواقع الخلل، ومصادر الضعف، وأسباب الفشل، وتوضح معالم الطريق نحو الإصلاح والتجديد والتحديث». واستطرد قائلا ً : « إذا كان الموضوع الرئيس الذي سيناقشه هذا المؤتمر هو "تطوير التعليم المفتوح والتعليم عن بعد في الجامعات العربية"، فإن هذا الموضوع هو جزءٌ مهمٌّ من المشروع الحضاري الكبير الذي نلتزم به في كل من الإيسيسكو واتحاد جامعات العالم الإسلامي التابع لها وفي الشقيقة الألكسو، فضلا ً عن أنه عنصرٌ حيويٌّ في منظومة التطوير الشامل والمتكامل والعميق الذي نعمل للوصول إلى تحقيقه . في إطار الإمكانات المتوافرة لدينا، باعتبار أن هذا المشروع الحضاري هو مسؤولية مشتركة بين جميع القطاعات، وليس هو من اختصاص قطاع التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي دون غيره. ومن هنا تأتي الأهمية البالغة لما نحن بصدده من مهام كبرى للإسهام في تقدم الدول الأعضاء في مجالات التربية والعلوم والثقافة، ولصياغة المستقبل، بمشيئة الله تعالى، ثم بقوة الإرادة السياسية المتضامنة، وبتضافر جهودنا، وبتكامل سياساتنا، وبالتعاون الذي يجمع بيننا». وتحدث الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري عن الجهود التي تبذلها الإيسيسكو واتحاد جامعات العالم الإسلامي في هذا المجال الحيوي، فقال إنهما قطعتا خطوات متقدمة في مسار إنشاء الجامعة الإسلامية الافتراضية التي سيكون مقرّها في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تم وضع نظامها الأساس، وأنشئ مجلس أمنائها وتم اختيار رئيسها، وذكر أن سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قد تبرع بمقر مجهّز ومؤثث لها، سيتم افتتاحه في شهر سبتمبر المقبل.