شيّع مئات المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية، ظهر اليوم الأربعاء، جثامين 5 فلسطينيين سلمتهم إسرائيل، مساء أمس، لعائلاتهم بعد احتجاز جثامينهم لسنوات في "مقابر الأرقام". وذكرت مراسلة الأناضول أن "مواكب التشييع انطلقت في مدن نابلس (شمال الضفة) وجنين (شمال الضفة) وطولكرم (شمال الضفة) وقلقيلية (غرب الضفة)، وسط هتافات تمجد "المقاومة". وكانت السلطات الإسرائيلية قد سلّمت أمس الثلاثاء جثامين خمسة فلسطينيين لعائلاتهم، وهم: "ماهر محيي الدين حبيشة من نابلس (شمال الضفة الغربية)، وعماد كامل زبيدي من نابلس، وأنس بنان عبد الكريم أبو علبة من قلقيلية (غرب الضفة الغربية)، وخالد صبحي علي سنجق من بلدة رامين في طولكرم (شمال الضفة الغربية)، وكامل عبد الله علاونة من بلدة جبع بجنين (شمال الضفة الغربية)"، بحسب حقوقيين فلسطينيين. وبحسب شهود عيان، فقد انطلق في مدينة نابلس موكب تشييع جثماني ماهر حبيشة وعماد الزبيدي من أمام مستشفى رفيديا باتجاه دوار الشهداء وسط المدينة، حيث أقيمت صلاة الجنازة عليهما، ثم حُملا باتجاه المقبرة الغربية لمواراتهما الثرى هناك. وفي مدينة جنين، شارك مئات المواطنين في تشييع كامل علاونة في موكب رسمي وشعبي انطلق من أمام مستشفى خليل سليمان الحكومي باتجاه مسقط رأسه في بلدة جبع جنوب جنين ليواري الثرى. وفي طولكرم، شيع المواطنون جثمان خالد سنجق، حيث انطلق موكب عسكري بمشاركة المحافظ عبد الله كميل، إلى جانب قادة الأجهزة الأمنية والفصائل الفلسطينية، وحشد من الأهالي، من أمام مستشفى الهلال الأحمر في طولكرم باتجاه بلدة رامين مسقط رأس سنجق حيث دفن في مقبرة القرية. كما شيّع المواطنون في مدينة قلقيلية أنس أبو علبة، من أمام مستشفى درويش نزال، حيث جاب الموكب شوارع المدينة قبل أن يوارى الثرى. وبحسب الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين لدى إسرائيل، غير حكومية، فقد قُتل ماهر حبيشة في عملية نفّذها بمدينة حيفا (شمال) في 2 ديسمبر/ كانون أول 2001، كما قُتل عماد زبيدي في عملية نفذها في مستوطنة كفار سابا داخل إسرائيل في 22 أبريل/ نيسان 2001. أما أنس أبو علبة فقد قتل بعد أن أطلق عليه جنود الجيش الإسرائيلي النار عند عبوره المدخل الشمالي لمدينة قلقيلية في 17 يوليو/ تموز 2002، بينما قتل خالد سنجق، خلال اشتباك جرى مع قوات الجيش الإسرائيلي في محيط مستوطنة سنيعوز المقامة غربي مدينة طولكرم في 2 ديسمبر/ كانون أول 2001، فيما قتل كامل علاونة، داخل إسرائيل في 26 يونيو/ حزيران 2003. وتحتجز إسرائيل مئات من جثامين قتلى فلسطينيين، شاركوا في عمليات ضد أهداف إسرائيلية، في مقابر تسميها "مقابر الأرقام"، نظرا لأن تعريف الجثث بها يتم بالأرقام عوضا عن الأسماء. وكان الجانب الفلسطيني قد رفض تسلم بعض الجثامين دون معرفة أصحابها، في حين اتهمت مؤسسات حقوقية إسرائيلية، بينها منظمة "بيتسليم"، الجيش الإسرائيلي ب"عدم الحرص على توثيق أصحاب القبور ضمن آلية واضحة". ويعتبر الجيش الإسرائيلي مقابر الأرقام من المقابر السرية، والتي كشف عن مكان بعض منها فقط، مؤخرا، في منطقة جنوب إسرائيل. وقدرت جهات حقوقية إسرائيلية، وجود "مئات الجثث في مقابر إسرائيلية سرية، لقتلى فلسطينيين وعرب، شاركوا في هجمات على أهداف إسرائيلية"، بحسب بيانات متطابقة لتلك المنظمات، في أوقات سابقة. وتستعمل إسرائيل هذه الطريقة لمعاقبة أسر الفلسطينيين الذين شاركوا في عمليات ضدها.