رفاهية ما بعد الموت من الأهرامات لفنادق ال7 نجوم ركاب الدرجة الاولى - ممتازة – الثانية – والسبنسة " يبدو أن الفجوة الطبقية و الاجتماعية التي يعيشها المصريون منذ عهد الفراعنة إلى يومنا كبيرة ومستمرة حتى بعد الوفاة ، ففي الوقت الذي لا يجد ملايين من البشر أماكن تأويهم آحياء يتنافس ملوك ورؤساء مصر وكبار عوائلها وأغنياؤها ويتفننون في بناء مقابرهم . كان شغف المصريون القدامي وحبهم لبناء مقابر فخمة عائد إلى اعتقادهم بالحياة الأخري " حياة ما بعد الموت" حيث كانوا يعتقدون حياة آخري ستبدأ بعد الموت ولذلك شيدوا الأهرامات وبرعوا فى النقوش عليها وملأها بكافة احتياجاتهم واموالهم و حليهم و زينتهم فاهتموا بفن التحنيط وزينوها وشيدوها بأحدث التصميمات المعامارية من أجل تخلد ذكراهم و الحفاظ على مكانتهم التي حصلوا عليها في الدنيا وقد رصدنا في تحقيقنا تباينا فى أشكال وأنواع المقابر التى أمتلكها ودفن فيها عظماء مصر . المصطبة الملكية اتخذت المقبرة الملكية شكل " المصطبة " ، وتعتبر من أولى أشكال المقابر الملكية ويقصد ب" المصطبة " الجزء العلوي للمقبرة ، والذي يقع فوق سطح الأرض وهو المبنى المستطيل الذي تتسع جدرانه من أسفل ،و في أول الأمر كان بئر الدفن عموديا ثم منحدرا ثم درج هابط ويوصل لحجرة الدفن ،ويقصد ب " البئر" الجزء الخاص الذي يوصل لأسفل المقبرة . الهرم مدرج أحدث المهندس العبقري" ايمحوتب " طفرة كبيره في بناء " المقابرالملكية " ، فقلد حولها من مجرد مصاطب بسيطة من الطوب اللبن إلى هرم مدرج من الحجر الجيري ، ولم يكتفي بمجرد تطوير المقبرة ووضع اللبنة الأولى للشكل الهرمي ولكنه قام ببناء مجموعه هرميه كاملة للملك " زوسر" في سقارة ، وبالتالي أصبحت فكره المقبرة أكثر تعقيداً . هرم " حوني " الملك " حونى " هو أخر ملوك الأسرة الثالثة الفرعونية ، وقد مات قبل استكمال مقبرته التي أخذت شكلا هرميا رائعا لذا عرف هرمه باسم "الهرم الناقص"، ولقد أستكمله ابنه الملك "سنفرو" . الهرم الأحمر يعتبر " سنفرو " أول من بنى هرم كامل في تاريخ العمارة الهرمية بمصر وعرف باسم الهرم الأحمر ، حيث أن لون أحجاره تميل للاحمرار ، وقد قطعت من محاجر الجبل الأحمر، وقد وصل ارتفاعه إلي مائة متر تقريباً. كما اتجه الملك خوفو (أبن سنفرو) إلي هضبة الجيزة لبناء مجموعته الهرمية ، وكان مهندسه هو "حم أيونو" ، الذي شيد الهرم ، على مساحة بلغت ثلاثة عشر أفدنة تقريباً ، وبلغ ارتفاعه حوالي مائة وستة وأربعون متراً (لكن نتيجة لعوامل التعرية تضائل الارتفاع ليصل الآن إلى مائة وثمانية وثلاثون متراً تقريباً) ، وقد قام ببنائه أكثر من 10.000 عمال، وقد ضم ثلاث حجرات للدفن، ومدخل بالواجهة الشمالية ، وممرين الكبير منهما هو ممر البهو الكبير، ويبلغ طوله حوالي سبعة وأربعين متر تقريباً. مدفن " محمد على " ترقد جثث أسرة محمد علي باشا الكبير في مجموعة من المقابر التي تقع تحت ثلاث قباب كبيرة الحجم وبجوارها ثلاث أخري متوسطة محمولة علي أعمدة حجرية مربعة البناء ، وتتميز الأضرحة بالنقوش البديعة , بينما مدخل المدفن تعلوه قبة صغيرة تتدلي منها ثريا نحاسية قيمة , وهو يؤدي إلى صالة كبيرة ذات بابين يؤديان لحديقة المدفن وحجرة الحارس , وفي نهاية الصالة باب كبير يؤدي إلى داخل المدفن. ضريح الخديوي " عباس " وعلي يسار الضريح يرقد الخديوي عباس ويتكون أيضا من ثلاثة طوابق منقوشة بأشكال نباتية وعربية جميلة يعلوه شاهد كتب عليه باللغة التركية تعريف بصاحب القبر , ويعلو الشاهد الطربوش التركي ، وقد أحيط هذا القبر بسور نحاسي ضخم منقوش بأشكال هندسية مفرغة, وبني هذا السور ليفصل بين قبر نور هانم, وقبر" ألهامي باشا " شقيق الخديوي عباس وضريحه طابقان من الرخام المزخرف. مقبرة " فاروق " وفى مسجد الرافعي يرقد جثمان ملك مصر فاروق الأول في قبر رخامي جميل يعلوه تركيبة رخامية بيضاء مدون عليها تاريخ ولادته بقصر عابدين وتاريخ توليه الحكم ثم تاريخ تنازله عن العرش وبعدها تاريخ وفاته . ضريح " سعد " الزعيم "سعد زغلول " الرجل الذي أعزه قومه وأحبوه فرفعوه لمراتب الزعماء , وتعد مقبرته من أفخم المقابر فى العصر الحديث حيث صممت على الطريقة الفرعونية كواحدة من إبداعات المهندس المعماري الشهير " مصطفى فهمي" وتقدر المساحة الإجمالية للمشروع 4815 مترا مربعا ، أما الضريح فيحتل مساحة 650 مترا ويرتفع حوالي 26 مترا على أعمدة من الرخام الجرانيت وحوائطه من الحجر، وللضريح بابان أحدهما يطل على شارع منصور وهو من الخشب المكسو بالنحاس وارتفاعه ستة أمتار ونصف وهو نسخة طبق الأصل من الباب الآخر المطل على شارع الفلكي وتغطي حوائط المبنى من الخارج والداخل بطبقة من الرخام الجرانيت بارتفاع 255سم كما أن السلالم مكسوة أيضا بنفس النوع من الرخام، ويحاط الضريح بدرابزين من النحاس والحديد والكريتال. النصب التذكاري قبر الجندي المجهول أو النصب التذكاري للجندي المجهول والذي يقع بمدينة نصر شيد على شكل هرم ، وهو من تصميم الفنان المصري " سامي رافع " وقد شيد بأوامر من الرئيس المصري الراحل " أنور السادات " ، تخليدا لأرواح شهداء حربي الاستنزاف و أكتوبر 1973. وقد تم افتتاحه في أكتوبر 1975 . نفس الموقع اختير مكانا لدفن " الرئيس السادات " عقب اغتياله في أكتوبر 1981. وقال " سامي " في إحدى تصريحاته أن دفن الرئيس الراحل " محمد نجيب " أسفل النصب ، جعل البناء يرتبط به بمفرده ، لكنه فى الحقيقة نصب لكل الشهداء لا للرئيس وحده . يذكر ان الشكل الهرمي للنصب كان رمزاً لفكرة الخلود في حضارة المصريين القدماء ، وقد بني النصب من الخرسانة علي هيئة هرم مجوف من الداخل، بارتفاع 33.64 مترا ، في حين يبلغ عرض الحوائط عند القاعدة 14.30 م ، تبلغ سماكة حوائطه الأربعة 1.9 مترا ، مسجل عليها 71 اسما رمزيا ، مكعب من حجر البازلت الصلب لقبر الجندي المجهول ، كما يوجد نصب تذكاري أخر للجندي المجهول في الإسكندرية وعدد من المدن المصرية الأخرى. مقابر " مبارك" مقابر عائلة مبارك والتي كدنا نطلق عليها - من فرط فخامتها وشساعة ومساحتها - هرم مبارك ، حيث تكلفت جملة المبالغ التى بنيت بها تلك المقابر فى عدد من التقديرات إلى 10 ملايين جنيه – بحسب شركات هندسية واستشاريين معماريين – و قد تم بناؤها على مساحة 1500 متر ، وهى في منطقة مصر الجديدة بجوار مقابر عائلة ثابت (مقابر عائلة سوزان ) وتحوي 4 بوابات حديدية وتتميز بالفخامة المبالغ فيها بداية من جدران الحوائط و أرضيات الأحواش وارتفاع المبنى الذي يمتد لأكثر من 300 متر ، جدير بالذكر أن شركة المقاوين العرب هي التيي قامت بتشييدها . - و يوجد بداخل كل مقبرة تكييف خاص بها , يتصل بوحدة تكيف مركزي ، وأرضية " الحوش "من الرخام المستورد عالي الجودة، كما توجد حجرة استقبال خاصة بالضيوف، بالإضافة إلى تليفون دولي ! ومطبخ صغير لإعداد المشروبات، و ثلاجة كبيرة لحفظ الفاكهة والمشروبات. ويكسو أرضية المقبرة سجاد إيراني فخم أحمر اللون، وجدرانها من الرخام الطارد للذباب ، وحجرة الاستقبال يوجد بها عدد 3 أنترية أمريكية الصنع وصالون مذهب أثري يرجع إلى عهد الأسرة العلوية ، إضافة إلى "w.c " تم تشييده وبناؤه بالبورسالين الأسود ويوجد به بانيو وحديقة صغيرة ! ! . كما اهتم مبارك ببناء مكتبه خاصة داخل المقبة تحوي أرفف للكتب ومقتنيات خاصة وصور لمبارك وأسرته ، وبحسب المصادر، فإن أثاث المقبرة والكماليات الخاصة بها تم استيرادها من الخارج وأشرف عليها مهندسون من باريس. وتحيط بالمقبرة من الخارج كاميرات مراقبة وحراسة خاصة تعمل ثلاث دوريات وتضم كل دورية ثلاثة أفراد ولهم دفتر حضور وانصراف. لكن تم إلغاء هذه الحراسة بعد دخول الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك السجن على إثر ثورة مجيدة أطاحت بكل رموز الفساد في بلدنا الحبيب . اقرأ فى هذا الملف * دولة الجبَانات .. ومافيا المقابر * المقابر توحد المسلمين والاقباط في الصعيد الجواني * أصدقاء ما بعد الموت * مدافن الأقباط .. "طافوس" الرهبان ** بداية الملف