اقتحمت قوات من الشرطة الإسرائيلية، صباح اليوم الإثنين، ساحات المسجد الأقصى، واعتقلت أحد طلاب مصاطب العلم بالتزامن، حسبما أفاد أحد حراس الأقصى. وقال الحارس الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لدواعٍ أمنية، إن "مجموعة من الشرطة الإسرائيلية قامت، اليوم، باقتحام ساحات المسجد الأقصى، واعتقلت الشاب محمد غزالي أحد طلاب مصاطب العلم بالقرب من باب الأسباط، وذلك بعد مشادة كلامية نشبت معه (لم يعرف أسبابها)، واقتادته إلى جهة مجهولة". وعادة ما تقتاد الشرطة الإسرائيلية المعتقلين من داخل الأقصى إلى مركز تحقيق "القشلة" الإسرائيلي بالبلدة القديمة بالقدسالشرقية، وفي الغالب يتم إطلاق سراح المعتقلين مع إصدار قرار بحقهم من قيادة الشرطة بعدم دخولهم الأقصى لمدة شهر قابل للتمديد، وحتى الساعة 09.00 تغ لم يعرف مصير الشاب غزالي. وبحسب حارس المسجد، فإن عملية اعتقال غزالي، تزامنت مع اقتحام 18 مستوطناً للمسجد، نظموا جولة استكشافية بداخله، وذلك قبل أن ينسحبوا إلى خارجه في وقت لاحق. و"مصاطب العلم" تطلق على حلقات تعقد بشكل مستمر في ساحات المسجد الأقصى؛ بهدف تدارس العلوم الشرعية (الدينية)، إضافة إلى الحفاظ على تواجد فلسطيني دائم داخل المسجد للتصدي لمحاولات الاقتحام الإسرائيلية المتكررة. وتأتي عملية اقتحام اليوم، في وقت حذرت فيه مؤسسة الأقصى للوقف والتراث (فلسطينية غير حكومية وتعني بشؤون المقدسات) من إعلانات تطلقها جماعات يمينية إسرائيلية لتنفيذ اقتحامات كبرى للمسجد خلال هذا الأسبوع والأسابيع القادمة. واقتحم أمس الأحد، قرابة 78 مستوطناً إسرائيلياً برفقة الحاخام، يهودا غليك، ساحات الأقصى من جهة باب المغاربة (إحدى بوابات المسجد في الحائط الغربي له والمؤدية إلى ساحة البراق أو ما يسميه الإسرائيليون حائط المبكى) وسط حراسة مشددة من قبل الشرطة الإسرائيلية، بحسب حارس بالمسجد. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات الرسمية الإسرائيلية بشأن عملية اقتحام المسجد الأقصى. ويتعرض المسجد الأقصى لاقتحامات شبه يومية يقوم بها مستوطنون تحت حراسة من قوات الجيش والشرطة الإسرائيليين لتنظيم جولات استرشادية حول الهيكل المزعوم، الأمر الذي يثير حفيظة الفلسطينيين، وتسفر أحياناً عن اندلاع مواجهات بين الطرفين. و"الهيكل" حسب التسمية اليهودية، هو هيكل سليمان، أو معبد القدس، والمعروف باسم الهيكل الأول، الذي بناه النبي سليمان عليه السلام، فيما يعتبره الفلسطينيون المكان المقدس الذي أقيم عليه المسجد الأقصى المبارك ويعرف بالمسجد الأقصى.