قال عبد الرحمن سر الختم، سفير السودان لدى إثيوبيا، اليوم الخميس، إن السلام أصبح خياراً استراتيجياً للجميع في بلاده، متوقعاً إحراز تقدم في جولة المفاوضات الجديدة مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، المقرر أن تنطلق بأديس أبابا في وقت لاحق اليوم. وفي تصريحات لوكالة "الأناضول"، قال سر الختم إن الأجواء مواتية كي تحقق جولة المفاوضات الجديدة، التي يقود وفد الحكومة السودانية فيها ابراهيم غندور نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني ومساعد رئيس الجمهورية، "تقدماً" في سبيل إحلال السلام مع متمردي الحركة الشعبية، من دون أن يوضح طبيعة تلك الأجواء. وأشاد السفير بالجهود، التي يبذلها ثامبو امبيكي رئيس لجنة الوساطة الأفريقية بين الحكومة السودانية ومتمردي الحركة الشعبية، من أجل إحلال السلام الشامل في السودان، لافتاً إلى أن بلاده مستعدة لتقديم كل أشكال التعاون والدعم له، وهو ما أكده الرئيس عمر البشير خلال لقائه امبيكي الثلاثاء في الخرطوم. وأوضح أن امبيكي التقى خلال زيارته الأخيرة إلى الخرطوم الأسبوع الجاري، بعدد من رؤساء الأحزاب السياسية في السودان في اطار دعم المفاوضات. وأعلن امبيكي، خلال مؤتمر صحفي عقده الأسبوع الماضي بأديس أبابا، عن تعليق مفاوضات الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال لمدة 10 أيام، تنتهي اليوم. ولم يذكر أمبيكي في تصريحاته المقتضبة في المؤتمر، أسباب تعليق المفاوضات، غير أن مصدر دبلوماسي قال إن "الجانبين تمسك كل منهما بمقترحاته، حيث ترى الحكومة السودانية التركيز على المفاوضات في النيل الأزرق وجنوب كردفان، حول المواضيع الثلاث (الأمنية، السياسية، الإنسانية)، بشكل عام، فيما ترى الحركة البدء بوقف العمليات العسكرية في (النيل الأزرق وجنوب كردفان)، وتسهيل المرور الآمن للمواد الإغاثية في المنطقتين أولا". وتقاتل الحركة الشعبية الحكومة السودانية منذ يونيو/ حزيران 2011 في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين لدولة جنوب السودان، وتتشكل الحركة من مقاتلين انحازوا للجنوب في حربه الأهلية ضد الشمال والتي طويت باتفاق سلام أبرم في 2005 ومهد لانفصال الجنوب عبر استفتاء شعبي أجري في 2011. وانخرط المتمردون والحكومة في يوليو/تموز 2012 في مفاوضات غير مباشرة برعاية الوسيط الأفريقي ثابو إمبيكي بموجب قرار مجلس الأمن 2046 الذي ألزمهما بالتفاوض لتسوية خلافاتهما بعد انهيار الاتفاق الإطاري. وفوّض مجلس الأمن في قراره 2046 الذي صدر في مايو/أيار 2012 الاتحاد الأفريقي برعاية المفاوضات على أن يقدم الوسيط الأفريقي تقارير دورية لمجلس الأمن الدولي. وانهارت آخر جولة مفاوضات في أبريل/نيسان الماضي بسبب خلاف الطرفين حول أولوية الأجندة حيث تطالب الخرطوم بإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار أولا بينما تطالب الحركة الشعبية بمنح الأولوية لملف المساعدات الإنسانية وكيفية إيصالها عاجلا للمتضررين وهو ما تتخوّف منه الحكومة وتقول إنه دون وقف إطلاق النار فإن المساعدات الإنسانية ستمرر إلى مقاتلي الحركة بدلا عن المدنيين. ومن أكثر القضايا الخلافية هو اشتراط الخرطوم التفاوض مع الحركة الشعبية على قضايا ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق فقط بينما تطالب الحركة بأن يكون التفاوض شاملا لكل أزمات البلاد على رأسها أزمة الحكم ويؤسس لتحول ديقراطي في البلاد. من جهة أخرى، وصل نافع علي نافع الأمين العام للأحزاب السياسية الأفريقية إلى أديس أبابا، صباح اليوم، والتقى فور وصوله رضوان حسين وزير مكتب الاتصال الحكومي والناطق باسم الحكومة الإثيوبية. ومن المقرر أن يلتقي نافع قيادة الاتحاد الأفريقي في وقت لاحق اليوم، وبعدها يعقد مؤتمراً صحفياً بمقر الاتحاد.