قال حمدين صباحي المرشح لانتخابات الرئاسة أنه "يشارك الشباب" مخاوفهم من العودة إلى نظام مبارك معتبرا أن المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المرشح المحتمل والأوفر حظا للرئاسة، لم يتخذ موقفا لتبديدها. وفي مقابلة مع "فرانس برس" ، أكد صباحي، وهو المنافس الجدي الرئيسي للمشير السيسي الذي يتوقع أن يعلن رسميا ترشحه قريبا، أن الشباب الذي شارك في الثورة على حسني مبارك عام 2011 وفي التظاهرات الحاشدة ضد محمد مرسي في 30 يونيو 2013، "لديه إحساس بأن ثورته تسرق خصوصا أن زملاءهم يحبسون وبعضهم يقتلون أمام عيونهم مثل سيد وزه".. حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب). وأضاف "عندما يجد الشباب أيضا أن جزءا من رموز الفساد في عصر مبارك يسبحون على السطح" فان النتيجة "هي غضب مشروع وتخوف مشروع" مؤكدا انه "يشاركهم قلقهم ومخاوفهم". وأكد صباحي، المنتمي إلى الحركة الناصرية والذي جاء في المرتبة الثالثة خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأخيرة في 2012 بفارق ضئيل (قرابة 4% اقل من محمد مرسي) أن "حملة الدعوة لتأييد الدستور تحديدا شهدت حضورا لوجوه نظام مبارك في الإعلام بشكل فج وصاروا الآن يوجهون الرأي العام عبر بعض الفضائيات الخاصة". واعتبر أن "رجال مبارك يخوضون الآن معركتهم الخاصة من اجل العودة متمسحين بالمشير السيسي وليس بالضرورة أن يكون هو راضيا أو غير راض عن ذلك". غير انه استدرك "ولكنه (المشير السيسي) لم يأخذ موقفا يطمئن الشباب إزاء خطر لن يقبلوه وهو استعادة وجوه الفساد في دولة مبارك لنفوذها مرة أخرى في الدولة والمجتمع". وقال صباحي (59 عاما) أن "ما يحدث في مصر الآن من شأنه أن يغضب كل الباحثين عن حياة ديمقراطية في دولة يسودها القانون وتتحقق فيها العدالة ويأمن فيها المواطن على نفسه". وانتقد صباحي بشدة قانون التظاهر الذي صدر في نوفمبر الماضي، معتبرا ان "صدوره بصيغته التي تمنع أكثر مما تنظم خطأ سياسي". وأشار إلى أن "قتلة خالد سعيد (أيقونة الثورة المصرية) لم يصدر ضدهم حكم حتى الآن أما الشباب الذين تظاهروا من اجل محاسبة من قتلوه فصدرت ضدهم أحكام نهائية بالسجن" عامين، الأسبوع الماضي. وطالب رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور "بالإفراج فورا عن كل من صدرت ضدهم أحكام نهائية لمشاركتهم في تظاهرات سلمية" وبضرورة إطلاق سراح المحبوسين احتياطيا منهم. وحول الاعتداءات الدامية التي وقعت في مصر أخيرا واستهدفت الشرطة والجيش والسائحين، أكد صباحي تأييده الكامل لضرورة "مواجهة الإرهاب بمنتهى الحسم الأمني"، ولكنه اعتبر أن أداء الشرطة بحاجة إلى تقويم وان "توسيع دائرة الاشتباه والقبض العشوائي على أشخاص ليسوا أصلا نشطاء أمر غير مقبول ولابد من تصحيح فوري لأخطاء الأداء الأمني، للموازنة بين ضرورات مواجهة الإرهاب وضرورات احترام الحريات في هذا البلد". وعن إمكانية إعادة إدماج جماعة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية قال صباحي أن "الإخوان ارتكبوا خطيئتين، الأولى أنهم عندما حكموا استفردوا بالسلطة وقدموا نموذجا لا يمت بصلة للديمقراطية، وشعبنا اسقط محمد مرسي في ثورة شعبية، أما الخطيئة الثانية فهي لجوؤهم للعنف واستثمارهم للإرهاب الذي يقوم به حلفاؤهم السياسيون الذين يتبنون نفس خطابهم المرتكز على وصف التظاهرات الشعبية في 30 يونيو بأنها انقلاب". وتابع "الإخوان مدعوون الآن إلى الإعراب عن احترامهم لإرادة الشعب والكف عن وصف ثورة 30 يونيو بأنها انقلاب وان يكفوا بالدليل العملي عن تقديم أي غطاء سياسي للإرهاب". ورأى أنه إذا ما تحقق هذان "الشرطان فان باب العودة للحياة السياسية يكون مفتوحا أمام أعضاء الجماعة كأفراد وليس كحزب سياسي فالدستور الجديد يمنع تشكيل الأحزاب على أساس ديني". وسئل صباحي عن رؤيته لفرصه في هذه الانتخابات التي ينتظر أن تجرى خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، فقال أن "الأجيال الشابة تمثل قوة تصويتية رئيسية" في مصر وانه يأمل في أن يحصل على تأييدها مضيفا انه يراهن على "وعي المصريين الذي سيرشدهم إلى المرشح الأكثر قدرة على تطبيق برنامج للعدالة الاجتماعية يحقق مصالح الأكثرية والأقدر على صيانة كرامة وحريات هذا الشعب وإقامة نظام ديمقراطي". وردا على سؤال حول سبب اتخاذه قراره بالترشح الذي رأى فيه كثيرون في مصر مغامرة في ظل ما يتمتع به السيسي من شعبية كبيرة، قال أن شباب "التيار الشعبي"، وهي الحركة التي أسسها عقب انتخابات 2012، "وصل إلى درجة لا يطيق معها الإحساس بأن هذه الانتخابات ستخاض بمرشح وحيد (السيسي) في ما يقرب من مشهد الاستفتاء أو الانتخابات بطعم الاستفتاء". وأكد صباحي انه اتفق مع شباب حملته "أننا سنخوض هذه المعركة بأمل في النصر من خلال الصناديق والوصول إلى موقع الرئاسة عبر انتخابات ديمقراطية وان يكون الحد الأدنى (في حالة خسارة الانتخابات) هو أن نستحضر الثورة في الشارع بخطابها وبرنامجها ونستعيد الوصل بين قوى الثورة والجمهور الواسع من المصريين". وكانت معظم الأحزاب السياسية المصرية رحبت بإعلان صباحي عزمه الترشح باعتباره يضمن التعددية في الانتخابات الرئاسية إلا أن معظم هذه الأحزاب لم تعلن بعد دعمها لأي مرشح.