نجحت التيارات والأحزاب السياسية في لبنان في إخراج البلاد من مأزق حكومي امتد لنحو عشرة أشهر، وذلك بعد أن توافقت على تذليل العقبات أمام رئيس الوزراء المكلف تمام سلام الذي أعلن السبت التشكيلة الحكومية. وسلم رئيس الوزراء تشكيلة "الحكومة التوافقية" إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان، بعد أن نجحت المساعي في تخطي عقبة وزارة الداخلية التي كانت قد عرقلت الجمعة ولادة الحكومة على أثر رفض قوى "8 آذار" تولي أشرف ريفي لهذه الحقيبة السيادية. فتلك القوى وضعت "فيتو" على اسم المدير السابق لقوى الأمن الداخلي، اللواء المتقاعد أشرف ريفي، المقرب من تيار المستقبل بزعامة رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، الذي طرح عوضا عنه اسم النائب نهاد المشنوق ، كما شمل التشكيل الجديد جبران باسيل وزير الخارجية سمير مقبل للدفاع وعلي حسن خليل للمالية . وعلى الرغم من أن الحكومة رأت النور بعد توافق فريقي "14 آذار" الذي يقوده تيار المستقبل و"8 آذار" بقيادة حزب الله، إلا أن عليها تخطي عقبة البيان الوزاري قبل التوجه إلى مجلس النواب لنيل الثقة. وجاء التشكيل الحكومي على النحو التالي: تمام سلام رئيس الحكومة، وزير الدفاع ونائب رئيس الحكومة سمير مقبل ، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ، وزير الدفاع ونائب رئيس الحكومة سمير مقبل ، وزير دولة للشئون المالية علي حسن خليل وزير العدل أشرف ريفي وزير الطاقة والمياه آرتور نظريان، وزير الاتصالات بطرس حرب وزير الإعلام رمزي جريج وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب ، وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم ، وزير الصناعة حسين الحاج حسن وزير دولة لشئون التنمية الإدارية نبيل دو فريج ، وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور ، وزير زراعة أكرم شهيب، وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، وزير السياحة ميشال فرعون وزير دولة لشئون مجلس النواب محمد فنيش ، وزير شئون اجتماعية رشيد درباس وزير البيئة محمد المشنوق ، وزير العمل سجعان قزي، وزير الثقافة روني عريجي ووزيرة المهجرين أليس شبطيني. ومن المتوقع أن تواجه في البرلمان معارضة من قبل أحد أبرز مكونات "14 آذار"، حزب القوات اللبنانية، الذي رفض رئيسه سمير جعجع الاشتراك في حكومة، ما لم يقدم حزب الله موعدا محددا لخروجه من سوريا. وكان تيار المستقبل وحلفائه، باستثناء القوات اللبنانية، وافقوا على المشاركة في حكومة وحدة وطنية تجمعهم مع حزب الله رغم اعتراضهم على انخراط الأخير في الحرب السورية، وذلك وفقا لصيغة "8-8-8" وتداول الحقائب السيادية بين المذاهب الرئيسية. وتنص صيغة "8-8-8" على تقاسم الحقائب الوزارية بين الوسطيين وفريق "14 آذار" وتكتل "8 آذار" الذي حصد 8 وزراء ينتمون إلى حزب الله وحركة أمل بزعامة رئيس البرلمان، والتيار الوطني الحر برئاسة النائب ميشال عون. أما الرئيس اللبناني ورئيس الحكومة وزعيم الحزب الاشتراكي، النائب وليد جنبلاط فسموا الوزراء "الوسطيين" الثمانية، في حين تقاسم تيار المستقبل مع حلفائه وعلى رأسهم حزب الكتائب حصة "14 آذار". ومن أبرز مهمات هذه الحكومة التي جاءت وسط تصاعد الاستقطاب المذهبي والسياسي على خلفية النزاع في سوريا المجاورة، تمهيد الطريق للمجلس النيابي لانتخاب رئيس للبلاد خلفا لسليمان التي تنتهي ولايته في مايو المقبل. وكانت معلومات قد أفادت بأن أحد أسباب تأخير الانتهاء من تشكيل الحكومة اللبنانية هو محاولة إدخال سيدة في التشكيلة الوزارية ، في ظل خلو التشكيلات المقترحة السابقة من عنصر نسائي وهو ما قوبل بانتقادات. وذكرت تقارير أنه كان هناك اقتراح بأن القاضية أليس شبطيني ، تم ترشيحها كوزيرة من حصة الرئيس اللبناني ، وأن مشاورات حولها في ظل اعتراض سابق للعماد ميشال عون على تعيينها في منصب آخر.