يبدوا أن الفضائيات الخاصة قد فتحت أبوابها لتكون مرتعاً لإنتشار الفتاوى والآراء الشخصية التي تثير بلبلة في الشارع المصري،وليس الأمر فحسب ولكن قد تكون بذور لحرب أهلية داخل الأسرة الواحدة، لمجرد اختلاف الرأي السياسي فلم نسمع صوتاً للأزهر الشريف حتى الآن بالإيجاب أو النفي لنصح هذه الفضائيات لنشر الفكر الديني المعتدل البعيد عن الرأي السياسي. فتاوي ضد الإخوان أفتت الدكتورة سعاد صالح، وعميد كلية الدراسات الإسلامية بنات بجامعة الأزهر سابقًا، والملقبة ب "مفتية النساء" بفسخ خطبة الشاب من خطيبته إذا كانت تنتمي إلى جماعة "الإخوان المسلمين"، بدعوى الحفاظ على الأسرة والدين ولمصلحة العائلة والوطن، وقالت صالح ردا على اتصال من إحدى السيدات ببرنامج "فقه المرأة" على قناة "الحياة2"، تقول إن نجلها مرتبط بإحدى فتيات "الإخوان" التي شاركت في اعتصام رابعة وتخرج في مظاهراتهم: إن "الفكر الإخواني هو فكر مسمم ويضاد صحيح الدين"، على حد قولها. وأضافت أن "الضرر الأخف يزال بالضرر الأشد"، وطالما أنه لم يتزوجها فله أن يفسخ خطبته بها، حفاظا على الأسرة، لأنها ستجلب له كثيرا من المشاكل مع والديه وعائلته، علاوة على أنه سيؤثر على الأطفال بعد ذلك. يأتي ذلك بعد يوم واحد من فتوى أطلقها الداعية مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم بتطليق الزوجة المنتمية لجماعة "الإخوان المسلمين" بحجة أن "مصلحة الوطن والدين أهم من المصالح الشخصية"، وهو ما أثار جدلا حول الانفصال بين الزوجين بسبب مثل هذا الخلاف. وكان شاهين قال في برنامجه (مع الشعب) على قناة (صدى البلد) "إذا تبرأت تلك الزوجة من انتمائها فأهلا وسهلا بها، أما إذا استمرت ما بداخلها من أفكار إرهابية متطرفة ضد الوطن وضد الدين فقد وجب طلاقها، وتروح (تذهب) تقعد مع أبوها. رأي شخصي وليس فتوى قال الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية إن ما قاله الشيخ مظهر شاهين خطيب مسجد عمر مكرم من أباحه تطليق الزوجة الإخوانية ليس بفتوى وإنما هو رأي شخصي أُسيء فهمه. أمر مستغرب وأوضح الداعية الشهير خالد الجندي قال إن هذا الكلام "ليس بفتوى ولكنه رأيا شخصيا، فالإسلام أباح الزواج بالنصرانية المختلفة معه في الملة، فكيف لا يبيح الزواج بالمرأة المختلفة معه في الفكر السياسي". وأضاف الجندي هذا خلاف سياسي وليس ديني، ويجب أن يبقي في إطاره، فنحن لا نريد للمرأة أن تنساق وراء زوجها دون إعمال عقلها، بل يجب أن يكون لها استقلاليتها الثقافية، ومن يٌلام هو الرجل الذي لم ينجح في تقديم الفكر الوسطي إليها" مشيراً إلى أن "تطليق الزوجة بسبب الخلاف السياسي أمر مستغرب. وأوضح الجندي أنه "إذا كانت الزوجة إرهابية، فيجب تقديمها للسلطات للعقاب المناسب، والزوج من حقه أن يمنع الزوجة مما هو ضار بها وبالأسرة والمجتمع، فلماذا لا يمنع الزوجة من لقاء تلك الفصائل التي يراها إرهابية، لماذا لا يُفعًل من سلطاته ويمنعها من الاتصال بهذه الجهات، والمصيبة لو طلقها بلا رابط على المجتمع فيكون ضررها أكبر. فتوى حرام و وصف الشيخ نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق فتوى الشيخ مظهر شاهين، بجواز تطليق الزوج لزوجته حال اكتشافه انتمائها للإخوان المسلمين بالفتوى الحرام، مستشهدا بقول الله تعالي "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى". وأضاف واصل, أن الشيخ مظهر ليس اختصاصه الإفتاء وأن فتوى مثل هذه لا تؤخذ إلا من مصادرها في دار الإفتاء، ومن كبار العلماء بالأزهر. جهاد النكاح أما "إسلام مهدي "الباحث الشرعي بجامعة الأزهر وصف كلام مظهر شاهين و سعاد صالح عن طلاق الإخوانية و فسخ خطبتها ؛ بأنه قُصر دِيل ، كفِرية جهاد النكاح التي ابتدعها بعض الإعلاميين. وأكد أنه لا توجد إخوانية ترضى أصلا أن ترتبط بكائن من كائنات الانقلاب الذين يذوبون عشقا في السيسي –على حد تعبيره فكر فاشي ويوضح الشيخ محمد الحوت الداعية السلفي أن الحضارة الإسلامية لم تعرف محاكم تفتيش ، واعتبرت أن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله هي عنوان الدخول للإسلام الذي يدخل قائلها ضمن مجتمع المسلمين ، ولم نعرف أبدا شروطا سياسية أو حزبيه أو وطنيه لتحديد علاقات الناس ببعضهم ، فلم نعرف مثلا أحدا قال بأن المرأة تطلق لسبب أنها تنتمي لمذهب أو لجماعة أو فرقة ، ومن يقول بتطليق زوجته الإخوانيه جعل من الوطن مقدسا ، ذات طابع كاثوليكي كلي ، لا يقبل التنوع داخله ولا الاختلاف ، بينما هو كذلك بالضرورة ، بل إن الإسلام قبل غير المسلمين بالمعني الواسع - بمن فيهم الوثنيين - داخله مواطنين كاملي الأهلية والمواطنة في الحقوق والواجبات ، هذا رجس الفكر الشوفيني الفاشي الذي يقسم الأوطان ويضع الجماعات كلها في مواجهة بعضها ، ثم ماذا يفعل كل إخواني وإخوانية بعد يصبحون طائفة منبوذة داخل المجتمع ، هذه عودة للفكر الشمولي التسلطي ، إما الإسلام فلا يعرف تقسيم الأوطان ولا تصنيف الجماعات ولا يضع الناس في مواجهة بعضهم ، إنما المؤمنون إخوة ، فأصلحوا بين أخويكم بذور لحرب أهلية مستقبلية فى السياق نفسة انتقد الشيخ هاشم إسلام عضو لجنة الفتوى السابق يالأزهر الشريف فتوى الشيخ مظهر شاهين والدكتوره سعاد صالح مؤكداً أنهم ليسوا متخصصين في الفتوى ،و أن فتواهم من وحي شياطين الإنس والجن ولاتمت للإسلام بصلة –على حد تعبيره وأوضح أنهم إذا كانوا يتفقون أو يختلفون مع الإخوان والمسلمين يجب فصل الإختلاف السياسي والحفاظ على قواعد الإسلام واصفا إياها بفتاوي الكراهية الضالة التي لاتستند إلى دليل شرعي يغلبها الطابع السياسي وتسيس الدين لأهواء سياسية . كا أكد أن هذه الفتوى تأصل لجرائم عنصرية من الآن فصاعداً ومقدمة لجرائم ضد الإنسانية فهي بذور شيطانية لحرب أهلية مستقبلاً.