عواصم العالم تحيي ذكرى رحيل درويش محيط هيثم هلال طوي العام صفحته سريعا ، ولكن ذكرى الشاعر والمناضل الفلسطيني محمود درويش لم تبارح الخاطر . درويش وقف صامدا في وجه الاحتلال الاسرائيلي بقصائده التي عبرت بصدق عن معاناة الفرد الفلسطيني على أرضه .. حمل درويش معه هموم الوطن أينما ارتحل حول العالم وكان محط اهتمام كبير من عشاق الشعر حول العالم ، وكان خير سفير للقضية . وبهذه المناسبة أحيت العديد من المدن العربية والعالمية أمسيات وأصبوحات في ذكرى درويش ، منها بلدة "لوديف" في الجنوب الفرنسي ومكتبة الاسكندرية المصرية التي تذكرت صوت القضية الفلسطينية بحضور كوكبة من الشعراء . يحتفل بدرويش مهرجان "بيت الدين"اللبناني ، وفي اليمن ينظم مركز الدراسات والبحوث اليمني واتحاد الأدباء والكتاب صباحية أدبية للشاعر ، وفي سلطنة عمان تحيي الجمعية العمانية للكتاب والأدباء مساء اليوم ذكرى الشاعر العربي الكبير . فيما تحيي أمانة عمّان الكبرى بالتعاون مع دائرة الثقافة والإعلام في حكومة عجمان بالإمارات مساء اليوم الأحد احتفالية خاصة يعرض فيها فيلم عن درويش ومعرض بعنوان "القدس ودرويش .. المدينة والذكرى"، ويقيم الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم غدا أمسية شعرية إحياء لذكرى درويش. ولد درويش عام 1941 في قرية البروة بمدينة الجليل قرب ساحل عكا والتي محتها قوات الاحتلال من الوجود وخرج مع أسرته برفقة اللاجئين الفلسطينيين في عام 1947 إلى لبنان، ثم عادت متسللة عام 1949 بعد توقيع اتفاقيات السلام المؤقتة، لتجد ملامح القرية قد طمست ونبتت علي انقاضها قرية زراعية إسرائيلية. شغل الثائر الفلسطيني منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر مجلة الكرمل واستقر لفترة في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه وهناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء وقد سمح له بذلك. وساهم في إطلاق واكتشاف درويش، الشاعر والفيلسوف اللبناني روبير غانم، عندما بدأ هذا الأخير ينشر قصائد لمحمود درويش على صفحات الملحق الثقافي لجريدة الأنوار والتي كان يترأس تحريرها. وفي سنة 1961 التحق بالحزب الشيوعي الإسرائيلي," راكاح", حيث اختلط العرب واليهود, وعمل فيه محرراً لصحيفته, خضع الفلسطينيون في إسرائيل لقانون الطوارئ العسكري إلى سنة 1966, واحتاجوا تصاريح للسفر داخل البلد, بين سنة 1961 وسنة 1969, سجن لعدة مرات, بتهمة مغادرته حيفا دون تصريح. حصد درويش العديد من الجوائز منها: جائزة لوتس عام 1969، جائزة البحر المتوسط عام 1980، درع الثورة الفلسطينية عام 1981، لوحة أوروبا للشعر عام 1981، جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفييتي عام 1982، الصنف الأول من وسام الاستحقاق الثقافي تونس 1993، جائزة الأمير كلاوس الهولندية عام 2004، جائزة القاهرة للشعر العربي عام 2007، كما أعلنت وزارة الاتصالات الفلسطينية في 27 يوليو 2008 عن إصدارها طابع بريد يحمل صورة محمود درويش. من قصيدة "كزهر اللوز أو أبعد" للشاعر محمود درويش نقرأ: وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ [لا تَنْسَ قوتَ الحمام] وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ [لا تنس مَنْ يطلبون السلام] وأنتَ تسدد فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ [مَنْ يرضَعُون الغمامٍ] وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ [ لا تنس شعب الخيامْ] وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ [ثمّةَ مَنْ لم يحد حيّزاً للمنام] وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكِّر بغيركَ [مَنْ فقدوا حقَّهم في الكلام] وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك [قُلْ: ليتني شمعةُ في الظلام
اقرأ أيضا .. أدباء عرب ل"محيط" : درويش أخجل ضمير العالم وأربكه رحلة في أشعار درويش .. المسافر الأبدي
