بعد عيد الأضحى.. أسباب تأخير الإعلان عن تشكيل الحكومة.. تطبيق معايير خاصة جدا لاختيار المجموعة الاقتصادية والخدمية.. والمفاضلة بين المرشحين للنهوض بالبلد وعدم تصدير أزمات.. والاعتذارات ضمن القائمة    «التعليم» تحدد حالات الإعفاء من المصروفات الدراسية لعام 2025 الدراسي    عمرها 130 عاما، أكبر حاجة لهذا العام تصل السعودية    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 12 يونيو 2024    تباين أداء مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات اليوم    «الإسكان» تتابع الموقف التنفيذي لمشروعات المرافق والطرق في العبور الجديدة    الرقابة على الصادرات تبحث مع الملحق التجاري لباكستان سبل التعاون المشترك    المجتمعات العمرانية تحذر من إعلانات عن كمبوند بيوت في المنصورة الجديدة: لم يصدر له قرار تخصيص    اندلاع عدد من الحرائق في إسرائيل بسبب صواريخ حزب الله    أ ف ب: لجنة تحقيق أممية تتهم إسرائيل و7مجموعات فلسطينية مسلحة بارتكاب جرائم حرب    الأمم المتحدة تنتقد إسرائيل وحماس بسبب انتهاكات حقوق الأطفال    رئيس الوزراء اليوناني: تيار الوسط الأوروبي لديه الزخم للتغيير بعد انتخابات البرلمان الأوروبي    ليفاندوفسكي يغيب عن بولندا أمام هولندا في اليورو    "مكافحة المنشطات" تكشف موقف رمضان صبحي ومدة إيقافه    "الحمد لله إن ده مصطفى".. تعليق ناري من ميدو عن واقعة استبدال صلاح وما فعله حسام حسن    بيراميدز يرد على مطالب نادي النجوم بقيمة صفقة محمود صابر    التأمين الصحي بالغربية: غرفة طوارئ لتلقي أي شكاوى خلال امتحانات الثانوية    تحرير 1285 مخالفة ملصق إلكتروني ورفع 47 سيارة ودراجة نارية متروكة    قبل بدء محاكمة "سفاح التجمع".. انتشار أمني مكثف في محكمة التجمع    ماس كهربائي.. تفاصيل نشوب حريق داخل شقة في العمرانية    "حطوهم جوه عينيكم".. مدير أمن بورسعيد يتفقد قوات تأمين امتحانات الثانوية العامة (صور)    مناسك (6).. الوقوف بعرفات ركن الحج الأعظم    المهن السينمائية تنعي المنتج والسيناريست الكبير فاروق صبري    أفضل أدعية يوم عرفة.. تغفر ذنوب عامين    بايدن يدرس إرسال منظومة صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا    الحكومة الجديدة فى مهمة اقتصادية من الدرجة الأولى.. ماذا في انتظارها؟    رئيس جامعة المنيا يتفقد لجان امتحانات كلية الهندسة    البورصة المصرية تطلق مؤشر الشريعة EGX33 Shariah Index    تعرف على التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات اليوم بالسكة الحديد    تفاصيل مشاجرة شقيق كهربا مع رضا البحراوي    رئيس إنبي: لم نحصل على أموال إعادة بيع حمدي فتحي.. وسعر زياد كمال 60 مليون جنيه    بطل ولاد رزق 3.. ماذا قال أحمد عز عن الأفلام المتنافسة معه في موسم عيد الأضحى؟    امتحانات الثانوية العامة 2024.. هدوء بمحيط لجان امتحان الاقتصاد والإحصاء بأسيوط    وزير الأوقاف يهنئ الرئيس السيسي بعيد الأضحى المبارك    دار الإفتاء: يجوز للحاج التوجه إلى عرفات فى الثامن من ذى الحجة يوم التروية    "مقام إبراهيم"... آيةٌ بينة ومُصَلًّى للطائفين والعاكفين والركع السجود    مصر خالية من أى أوبئة    احذري تعرض طفلك لأشعة الشمس أكثر من 20 دقيقة.. تهدد بسرطان الجلد    وزير الصحة: تقديم كافة سبل الدعم إلى غينيا للتصدي لالتهاب الكبد الفيروسي C    موعد مباراة سبورتنج والترسانة في دورة الترقي للممتاز والقنوات الناقلة    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: موقف السيسي التاريخي من العدوان على غزة أفشل مخطط التهجير    ماذا يحدث داخل للجسم عند تناول كمية كبيرة من الكافيين ؟    استشهاد 6 فلسطينيين برصاص إسرائيلي في جنين بالضفة الغربية    تحويلات مرورية جديدة.. غلق كلي لكوبري تقاطع محور "محمد نجيب والعين السخنة"    هيئة الدواء: هناك أدوية ستشهد انخفاضا في الأسعار خلال الفترة المقبلة    «الزمالك بيبص ورا».. تعليق ناري من حازم إمام على أزمة لقب نادي القرن    رئيس الأساقفة جاستين بادي نشكر مصر بلد الحضارة والتاريخ على استضافتها    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    عاجل.. تريزيجيه يكشف كواليس حديثه مع ساديو ماني في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021    رسميًا.. تنسيق الثانوية العامة 2024 في 5 محافظات    خلال 3 أشهر.. إجراء عاجل ينتظر المنصات التي تعمل بدون ترخيص    الفرق بين الأضحية والعقيقة والهدي.. ومتى لا يجوز الأكل منها؟    الكويت: ملتزمون بتعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتنفيذ الدمج الشامل لتمكينهم في المجتمع    عصام السيد يروى ل"الشاهد" كواليس مسيرة المثقفين ب"القباقيب" ضد الإخوان    يوسف الحسيني: القاهرة تبذل جهودا متواصلة لوقف العدوان على غزة    بالفيديو.. عمرو دياب يطرح برومو أغنيته الجديدة "الطعامة" (فيديو)    نقيب الصحفيين الفلسطينيين ل قصواء الخلالى: موقف الرئيس السيسي تاريخى    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج الميزان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا أخفى الساحر الأمريكي في خطابه للمسلمين ؟ .. رؤية كتاب عرب
نشر في محيط يوم 08 - 06 - 2009


ماذا أخفى الساحر الأمريكي في خطابه للمسلمين ؟
باراك اوباما الرئيس الامريكى
محيط – شيماء عيسى
بدا الرئيس الأمريكي أوباما في خطابه للعالم الإسلامي وكأنه المخلص الذي أتى في لحظة فارقة ، جاء لشعوب شاب شبابها من ويلات الحروب التي شنها الرئيس المنقضية ولايته جورج بوش الابن ضدهم ؛ قرع بوش طبول الحرب وحذر دول العالم من العزوف عن المشاركة في الحرب ضد "الإرهاب" حينما قال " من ليس معنا فهو ضدنا " .
هذا الإرهاب كان يعني به الإسلام ومعتنقيه ، وبزعم "تحرير الشعوب من النظم الدكتاتورية " استباح العالم الإسلامي. وكانت النتيجة حياة أشبه بالجحيم مهداة للعراقيين والأفغان والفلسطينيين وغيرهم ، شعوب تضطر للموت والإعاقة والتشرد والفقر وغيرها من ترتبات الحرب على المدنيين.
أما خطاب خليفته في البيت الأبيض باراك أوباما للعالم الإسلامي فكان مغايرا وتاريخيا بحق ، أعلن أن بلاده لن تكون في حرب مع الإسلام ولكن مع "متطرفي العنف من أي دين وعلى رأسهم تنظيم القاعدة "، تحدث أوباما ببلاغة مذهلة واستشهاد بآيات القرآن الكريم عن سبع مناطق للتوتر بين أمريكا والمسلمين ، هي " الحرب على الإرهاب ، الصراع العربي الإسرائيلي ، نبذ التسلح النووي ، حق الشعوب والأمم ، الحريات الدينية ، حقوق المرأة ، التنمية الاقتصادية والشراكة التكنولوجية مع المسلمين ".
حوى الخطاب العديد من البادرات الإيجابية كاحترام إدارة أوباما الأمريكية للدين الاسلامي كأصل للحضارة العالمية وكذا احترامها لحقوق الإنسان ، وتأكيده على حق الدول في ألا تمس سيادتها وتأكيده على أنه يمقت العنصرية .. إلا أنه اعلن "متانة الأواصر التي تربط امريكا وإسرائيل وأنها لن تنكسر " وتضامن مع إسرائيل مبررا شرعية وجودها باضطهاد اليهود حول العالم لقرون عدة وخاصة في معسكرات النازي الألماني هتلر " .
أكد أوباما بخطابه على حق الإسرائيليين بدولة يهودية ، مشددا أنه لن يقبل بتهديد استقرار إسرائيل ، في حين تعمد إغفال الاعتداءات الإسرائيلية المتوالية والجدار العازل في فلسطين ، حتى قتل آلاف الفلسطينيين في مجزرة غزة الأخيرة لم تأت بخطابه ! ، وعلى العكس فقد ناشد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بعدم اللجوء للعنف قائلا : " إن إطلاق الصواريخ على أطفال إسرائيل في مضاجعهم أو تفجير حافلة على متنها سيدات مسنات لا يعبر عن الشجاعة "!! معلنا تبنيه لحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية ، ووقف بناء المستوطنات الإسرائيلية، وجعل مدينة القدس وطنا للديانات السماوية الثلاث .
وحول الخطاب التاريخي الأمريكي توجهت شبكة الإعلام العربية "محيط " لعدد من الكتاب والمثقفين ، ودارت التساؤلات حول : هل اوباما رئيس نفعي يسعى لإنقاذ بلاده من كبوتها ، أم هو رجل حقوق الإنسان وإحلال لغة الحوار محل القوة ؟ ، وما انطباعهم بشأن الخطاب التاريخي الذي ألقاه ، هل يصب بصالح الشعوب الإسلامية حقا ؟ وما الذي يتوقعونه ردا عمليا إسلاميا في المقابل ؟
كتاب يتحدثون ل محيط
خطاب تحايلي
د. عمار علي حسن مدير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط يرى أن أوباما رئيس براجماتي "نفعي" ، وخطابه لم يكن ليجيء بهذه الصورة لولا فشل بوش وتورط أمريكا في العراق ، وفشل إسرائيل في الإنتصار على حزب الله بلبنان والمقاومة في غزة ، وتعسر المشروع الامريكي بأفغانستان .
ويضاف لما سبق الأزمة المالية العالمية التي أصبحت أمريكا ضلع بها ، كل الملفات السابقة استنزفت أمريكا عسكريا وماليا ، ومن هنا كانت أهمية مجيء خطاب تصالحي يفرغ أوباما للداخل الأمريكي ولصياغة مصالحها ، إذن من الخطأ اعتبار أن " أوباما رسول الحرية أو صاحب رسالة إنسانية" .
أما خطابه فكان تحايليا ، يحاول اقناع الطرف الآخر – وهو العالم الإسلامي – بأنني أتبنى رؤاك وأتفهم هواجسك ، ولكنه انتهى بتدقيق النظر لنفس السياسة الأمريكية ولم يغيرها .
وردا على سؤال بشأن الشعوب المسلمة وهل تجاوبها مع الخطاب جاء لأسباب عاطفية وليست منطقية ، رأى د. عمار أن هذا صحيح إلى حد كبير ؛ فمن رئيس يرسل جيوشه لغزو المنطقة فوجيء المسلمون برجل يتحدث معهم عن فضل الإسلام على الغرب ، كما أنهم معجبون بثقافته ولون بشرته التي تشبههم ، هي نفس الدوافع التي تجعلنا نشجع فريق "الكاميرون" لكرة القدم حينما يتبارى في دوري كأس العالم مع " إنجلترا " مثلا ، فكرة الأسمر ضد الأبيض .
أما عن الصراع العربي الإسرائيلي ، فيرى د. عمار أن المشكلة ليست في حديث أوباما عن حق إسرائيل في الوجود ، ولكنه تناقض تماما مع دعوته لحوار الحضارات وتكاتف أبناء أبوالأنبياء ابراهيم - عليه السلام - حينما تحدث عن "دولة لليهود" ، وهي فكرة عنصرية بحتة ، حتى أنه تغافل عن أن دولة لليهود وحدهم تعني طرد مليون عربي يعيشون بإسرائيل.
خيار الدولة الواحدة
أما مبادرة حل الدولتين فهي ليست جديدة وتم تبنيها دوليا منذ دخول عرفات للأمم المتحدة عام 1988 . ويرى د. عمار أنه حل غير عملي ، وإذا طبق سنفاجأ أن الفلسطينيين لا تتوافر لهم أركان الدولة ، وكلنا يعلم أن إسرائيل حولت الضفة الغربية لكانتونات صغيرة ، وبنت جدارا عازلا وهو ما تعمد اوباما عدم التطرق له بخطابه ، كما ان الفلسطينيين يعيشون في رقعة ضيقة في الضفة وغزة ، وفي كل الاحوال لن تمنحهم إسرائيل السيادة على أرضهم ولا حق تكوين جيش . ندرك أن اوباما إنما يتحدث إذن عن حكم ذاتي للفلسطينيين وليس دولة متكاملة ، وفكرة الدولة الفلسطينية ترفضها إسرائيل تماما لأنها خطر عليها .
ويبدو أن الحل الوحيد هو الدعوة لدولة واحدة ، في البداية ستكون الغلبة فيها في الحكومة والبرلمان لإسرائيل ولكن مع التطور الزمني سينقلب الحال ، ستصير دولة تضم العرب واليهود في أرض فلسطين التاريخية ، وهو حل بالمناسبة ترفضه إسرائيل لعلمها أنه يعني سيادة العرب على اليهود يوما بعد يوم . وبعدها سيذوب اليهود تماما في نسيج دولة عربية حقيقية ، حتى أن الكفاح لن يكون لتكوين دولة فلسطينية وإنما لأن يحصل السكان العرب في الدولة على حقوقهم السياسية كاملة في الحكومة والبرلمان والجيش وغيرها .
فرصة ذهبية
وعلى النقيض يرى الناقد الأدبي والروائي فتحي امبابي أن ما يميز أوباما عن أي رئيس أمريكي آخر هو أنه شخص يتسق مع ذاته ، وهو يتحدث عما يؤمن به بحق .
ويرى امبابي أننا لا يجب أن نتوقف عند مدى صدق الخطاب ، يكفي أننا أمام لحظة تاريخية ربما نضمن بها حقوقنا المهدرة ، هذه الحقوق كنا نحن العرب نجد من يدافع عنها في الماضي وفي الحاضر لا يحدث هذا .
ورأى أن حديث أوباما عن إسرائيل مفروض عليه بلغة السياسة ، ولا يجب أن ننسى أن المشروع الإسرائيلي نهم ويعلن أنه إقامة دولة من النيل للفرات وخطاب أوباما يؤكد سعي امريكا لكبح جماح إسرائيل ؛ فهناك فرصة لحل الدولتين وتدويل القدس ووقف بناء المستوطنات ، كما أنه تحدث عن وقف سباق التسلح النووي على جميع الدول .
ودعا لأن نكون عقلانيين ، فجميعنا كان لا يحب أن يرى دولة لإسرائيل ولكن هذا هو الواقع ومن هنا فحل الدولتين هو خيار منطقي للسلام . ويجب على العرب أن يتعاونوا مع البادرة الأمريكية بدون أن ينسوا أن إسرائيل دولة خطرة .
أمريكا بحاجة لنا
المفكر الفلسطيني والكاتب عدنان الصباح أكد أن أوباما يتعامل بمنطق جفرسون " القوة الحقيقية بالتقليل من استخدام القوة" ، وهو حدد تاريخ انسحابه من العراق بنهاية ولايته ، وركز على ضرورة الحرب في أفغانستان ، وبذا فهو لم ينسحب وإنما ترك الباب مفتوحا في العراق حتى يحين التاريخ المحدد .
ويعتقد أن اوباما بحاجة للعالم الإسلامي لإسناده في أزمة بلاده المالية ، والتحالف معه ضد إيران وسوريا المناهضان لمشروع بلاده ، كما أن العالم الإسلامي يشكل السوق الاستهلاكي النشط للسلع الأمريكية والتي تسعى أمريكا مجددا لدفع عجلة إنتاجها .
انتقد الصباح لغة أوباما التي اتسمت بالدقة فيما يخص الإسرائيليين واليهود ومعاناتهم ودولتهم ، واتسمت بالضبابية حول معاناة الفلسطينيين ستين عاما ، ورأى أنها لغة لم ترق بعد للفعل السياسي وخاصة فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية . كما أنه استخدم لغة الأديان ليمرر قوله بأن لليهود الحق في وطن لهم وحدهم وهو ما تسعى إليه إسرائيل وهنا يكون قد قدم مشروع بوش الصهيوني بلغة جميلة .
وذكر الصباح بما أعلنه باراك أوباما أمام اللوبي الصهيوني في منظمة "إيباك" قائلا : "القدس موحدة عاصمة أبدية لإسرائيل" ، ورأى أن أوباما سيكون أكبر معاون لقضايا الإمبريالية والصهيونية في التاريخ المعاصر .
يهود وأمريكيون
بروتستانت ويهود
من جانبه اعتبر أستاذ التاريخ وعميد الآداب السابق د. عاصم الدسوقي أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قدم للمسلمين مشروب قديم في قارورة جديدة ، ورأى أنه تميز بمكاشفته وصراحته حينما أكد على عمق الروابط مع إسرائيل وباعتبارها لن تنكسر .
وقدم د. عاصم تأصيلا تاريخيا للروابط الأمريكية الإسرائيلية قائلا بأن عقيدة معظم الامريكيين هي المسيحية البروتستانتية وليس الكاثوليكية . كان المذهب البروتستاتني هو السائد في الشمال الاوروبي ، وقد دخل فيه العديد من اليهود الذين كانوا يشعرون بأنهم مضطهدون ، واختاروه بدلا من الكاثوليكي لأنه يحوي بعض نصوص من العهد القديم " توراة اليهود" ، ومن المشاهير في هذا الصدد عائلة المفكر الاجتماعي الألماني الشهير كارل ماركس فقد تحول أبوه من اليهودية للمسيحية البروتستانتية .
حينما خرج الأوروبيون من قارتهم لاحتلال القارة الأمريكية الجديدة ، كانوا من المذهب البروتستانتي وقد وطأت أقدامهم الشاطيء الامريكي الشرقي في 1510 م ، ثم تأسست أمريكا كدولة في عام 1776م . وكانت المستعمرات الاوروبية بأمريكا قد نالت استقلالها عن التاج البريطاني في 1610م وفي هذا العام تأسست جامعة هارفارد الشهيرة ، وكانت لغة التدريس بها هي العبرية ، أما أول كتاب طبعته فكان "مزامير داوود" ، ثم "اللغة الأم" ويقصد بها العبرية . ثم بنشوء الدولة الأمريكية فرضت الإنجليزية كلغة رسمية للبلاد .
من هنا ندرك أن صلات المسيحية البروتستانتية باليهودية عميقة بالفعل ومتجذرة ، ودائما ما يختار الرئيس الأمريكي من هذا المذهب وباستثناء وحيد هو الرئيس جون كنيدي والذي كان معارضا لسياسات إسرائيل ، كان كنيدي كاثوليكيا وتم اغتياله بعدها .
واستنكر د. عاصم عدم إشارة أوباما لجريمة الهجوم على غزة وما أسفرت عنه في معرض حديثه عن العنف الذي تقوم به المقاومة الفلسطينية ! وعلى العكس أكد أن من ينكر محرقة اليهود جاهل ومخطيء !
وقال أنه من دواعي الأسف أن تطبق الحكومات العربية الأجندة الأمريكية بالمنطقة ، ويصبح عداء إيران طبيعيا ، رغم أن إيران أقرب لنا من أمريكا وإسرائيل في الرؤى والدين وغيرها .
وأرجع الدسوقي هذا الانصياع الحكومي العربي للقرارات الأمريكية لاستمراء المعونات المقدمة من هذه الدولة العظمى ، فعلى سبيل المثال إنتاج مصر من القمح لا يكفي غير 30% من استهلاكها ، وتستورد باقي الكمية من الخارج وأمريكا بالأخص .
ماذا تعني دولة فلسطين ؟
أما بخصوص حل الدولتين ، فيتفق د. عاصم مع الرأي القائل بأنها خدعة جديدة ؛ فقد ذكر الرئيس الأمريكي السابق بوش أنه مع " دولة فلسطينية متصلة الأرض" ، ومعروف أن الفلسطينيين يعيشون جزء في قطاع غزة وجزء في الضفة الغربية ، فكيف تتصل الأرض بينهما ، وقد أراد بوش تخيير الفلسطينيين بين الضفة او قطاع غزة . وإسرائيل لن تترك قطاع غزة لأن به حقل غاز ويطل على البحر ، ومن هنا نعود لما ذكره بيجن عام 1977 وفرضه على الرئيس السادات 1979 أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية وإنما منطقة ذات حكم ذاتي بدولة إسرائيل ، وهكذا وقعت اتفاقية كامب ديفيد .
وخطورة أن يتواجد الفلسطينيون بدولة في الضفة أنه مع تلاحم الضفة مع الأردن يمكن أن تطالب إسرائيل بضم الأردن لهم وهي الدولة التي احتضنت ملايين الفلسطينيين على أرضها ، وبذا تتكون دولة خالصة لإسرائيل على أرض فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس .
واختتم د. عاصم حديثه قائلا : الرئيس الأمريكي مجرد ممثل لقرارات المؤسسات الأمريكية وخاصة المخابرات والأمن القومي والمجلس الاقتصادي ، فإن اختلف الرؤساء فهو تغير في الأسلوب وليس في الأهداف .
أما د. محمود خليل الكاتب وأستاذ الصحافة بجامعة القاهرة فيرى أن كل ما فعله أوباما أنه طبطب جرح العلاقات الإسلامية الأمريكية ولم يسع لعلاجها ، ورأى أن اختيار العالم العربي لمخاطبة المسلمين راجع لأنه الحلقة الأضعف فيه ، فأين نحن من تركيا أو إيران أو إندونيسيا أو ماليزيا ؟ ففي هذه الدول تعيش شعوب وتعمل حكومات بلا احتفاء بالكلام ، ولأن أوباما قرر ألا يعطي المسلمين سوى "الكلام" فقد كان اختياره صائبا ، وتابع : اختار أوباما مصر من قلب العالم العربي ليضرب على وتر "الزعامة الوهمية للمنطقة " .
محرقة غزة
تنصل للوعود
النائب البرلماني والكاتب الصحفي مصطفى بكري عبر عن عدم تصديقه لوعود أوباما المعسولة ، وهي لغة يستهل بها أي رئيس أمريكي خطابه للعالم مزيد من الوعود وقليل من الفعل . بل إن أوباما حينما سافر من مصر لألمانيا تراجع عن وعوده بوقف المستوطنات وألقى باللائمة على العرب الذين ركزوا على تجميد المستوطنات الإسرائيلية ، مضيفا أن الكرة في ملعب العرب حاليا .
اهمل أوباما محرقة غزة وركز على الهولوكوست ، كما لم يعتذر لجرائم امريكا التي قتلت مليون وربع عراقي ، بل على العكس رأى أن إسقاط نظام صدام حسين كان طبيعيا .
وقال : " في حين ذبحنا بوش بعنجهيته ، سيذبحنا أوباما عبر كلمات رقيقة وآيات من الذكر الحكيم " ، ودعا لأن نضغط على الإدارة الأمريكية لتفعيل الأقوال لأفعال ، ومعاونة المجتمع الدولي في إعادة الحقوق المشروعة للفلسطينيين ، وعدم التدخل بشأن الدول الإسلامية الداخلي ، والضغط على إسرائيل لوقف العدوان الممنهج .
موعد المبادرة الإسلامية
د. كمال حبيب الخبير بشؤون الجماعات الإسلامية والكاتب الصحفي ، اعتبر أن خطاب أوباما هام للغاية في سياق العلاقة بين المسلمين والغرب . وأنه قام على فكرة الاحترام المتبادل والمصالح بل والقيم المشتركة وهي سابقة تاريخية ، كما اعتمد على المصير المشترك للإنسان المعاصر .
ومن منطق دراسة طبائع الرؤساء وهي فرع لدراسة العلاقات الدولية ، رأى د. كمال أن أوباما ليس متحيزا ولا عنصريا ضد العالم الإسلامي ولكنه منفتح ومتفهم لقضايا الشرق الأوسط وهو جزء من حلها ، بعكس سابقه بوش الذي كان وإدارته من المحافظين الذين يعملون بمنهج ايدولوجي ديني .
وأوضح د. كمال أن خطاب أوباما من الخطأ النظر له على أنه سيحل علاقات المسلمين بأمريكا ، ولكن على النخب المثقفة لدينا وصانعي القرار ومنظمات المجتمع الأهلي أن تعمل في سياق جديد بناء على المبادرات الواردة بالخطاب . ودعا لألا نشغل أنفسنا كمسلمين بنقد الخطاب الزائد ، وفي الوقت ذاته لا يشترط أن نتفق مع كل ما جاء فيه ، وإلا كان نوعا من الكسل الفكري للنخبة.
والخطاب برأي د. كمال جزء من حملة كبرى لتغيير الصورة السلبية لأمريكا لدى العالم ، ويؤكد أن السياسات الأمريكية التي استهانت بالأمة الإسلامية قد ثبت فشلها .
وقال د. كمال أن تركيز أوباما على ضحايا الهولوكوست وحدهم جزء من الثقافة الغربية ، وليس الرغبة في التحيز لإسرائيل ، فاليهود أقرب لهم وأعلى صوتا منا وخاصة إعلاميا . والدليل على أنه لم يكن متحيزا لإسرائيل أن اليمين ببلاده يشن حملة قوية ضده بقيادة ديك تشيني ..
وعن أبرز المطالبات التي يمكن أن يجتمع العالم الإسلامي عليها وتوجه للإدارة الأمريكية الجديدة ، فيحددها د. كمال في المجازر الدائرة اليوم في «وادي سوات» في باكستان لأن هذه المجازر ستضاعف كراهية الناس لأمريكا ولن تحل مشكلة طالبان هناك ، كما نطالب بإيقاف المعركة العبثية في افغانستان والتي هي تعبير عن استمرار للسياسات القديمة المحافظة، ونطالب بتحرك امريكي حقيقي نحو إرغام الكيان الصهيوني لتنفيذ التزاماته فيما يتصل بوقف الاستيطان وحق الفلسطيينين بأن تكون لهم دولتهم الحقيقية علي كامل أراضي ما قبل 67 بما في ذلك القدس الشرقية كاملة، وأن يلتزم بحق العودة ، نحن لا نريد من أمريكا تدخلاً في شئوننا، وقضايا الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، نحن قادرون علي النضال من أجل تحقيقها بالانتزاع من نظمنا دون انتظار ضغوط امريكية لمساعدتنا في تحقيقها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.