نظمت مديرية الثقافة بمدينة الرقة علي أربعة أيام مهرجان العجيلي للرواية العربية تحت شعار "جماليات الرواية العربية"، بمشاركة ما يقرب من خمس وثلاثين روائياً وناقداً. وأوردت صحيفة "القدس العربي" أن الناقد السوري الدكتور إبراهيم محمود قدم ورقة بعنوان "زئبق شهريار: جماليات الجسد المحظور في الرواية العربية" يؤكد فيها أن حكايات شهرزاد لم تكن أكثر من انعكاس لرغبات شهريار، بل هي زئبق أو مقياس ما يريد أن يسمعه شهريار الملك. الناقد نذير جعفر انتقل من محور جماليات السرد التراثي إلى جماليات السرد في رواية الريادة السورية، متناولاً ثلاث نماذج هي "غابة الحق 1865" لفرنسيس المراش، والثانية "متهم 1937" لشكيب الجابري، والثالثة "المصابيح الزرق 1954" لحنا مينه، فمرَّ على ثلاث مدارس أو نزعات أو مراحل في الرواية السورية هي: النزعة التنويرية ثم الرومانسية فالواقعية. وتابع الدكتور الناقد عبد المالك أشهبون من المغرب في دراسته "جماليات الواقعية الجديدة في الرواية" وخاض في تعريفات لجمالية الكتابة السردية التأسيسية، ثم الواقعية وامتداداتها في الرواية الجديدة وصولاً إلى الواقعية الجديدة وانعكاساتها المعرفية، وعلاقاتها المجتمعية، والاستنتاج الأهم في الدراسات أن المكان الروائي في الواقعية الجديدة يصبح محركاً للأحداث أو لإنتاج الحكاية وليس مجرد فضاء يحتوي الشخصيات والأحداث. وتناول الدكتور نجم عبد الله كاظم من العراق "جماليات الشخصية في الرواية العراقية بعد مرحلة الريادة" مستفيداً من مقولات موت المؤلف أو تحييده، كتمهيد لقراءة الشخصيات الروائية ضمن شبكة علاقاتها مع بعضها ومع العالم، وعلاقتها بالمؤلف أو الروائي ووجهات نظره في الحياة والواقع والأشياء. يمكن أن نضيف كل الدراسات والشهادات التي قدمت في الأديب الراحل عبد السلام العجيلي باعتبارها بحثاً في جماليات السرد لمرحلة الريادة واعتقد أن العجيلي احد ممثلي هذه الريادة البارزين إن لم يكن أبرزهم في زمنه. فمن دراسة فوزية مرعي عن "مستويات المعرفة عند العجيلي" إلى رحلة عبد الستار ناصر العراقي في حياة عبد السلام العجيلي، وصولاً إلى شهادة الكاتب السوري نيروز مالك في أدب الدكتور العجيلي تحت عنوان "الكتابة الصعبة" وعلاقة أدب العجيلي ببيئته الفراتية، حتى عندما يكون أبطاله يخوضون أحداثاً في مدن غربية، فالكاتب ابن بيئته دائما. كذلك في المقارنة التي أجراها عبد السلام الحياني بين العجيلي وعبد الحميد الكاتب إشارة إلى جماليات هذه الكتابات، التي استفاضت مع صبحي الدسوقي ومحمد عبد الحميد الحمد، لكنها تحولت عند البعض إلى متكأ للحديث عن الذات أو لالتقاط شهادة متأخرة من فم العجيلي الراحل كما جاء في شهادة محمد رشيد الرويلي في تجربته القصصية الشخصية. وهناك دراستان اهتمتا بالمنجز الروائي للكاتب السوري نبيل سليمان، أولاهما الدراسة الأكاديمية لعبير علام من لبنان في رصد جماليات رواية "مجاز العشق" للروائي نبيل سليمان في مكوناتها البنيوية الثلاثة، الشخصيات، بناء المكان، بناء الزمان، كما درست الأساليب التعبيرية عند الكاتب في علاقته بالمضمون. كذلك درست تقنيات الكتابة المختلفة في رواية نبيل سليمان، والتي فاضت في استقصائها البحثي عن دلالة البعد الجمالي للرواية. كذلك كانت ورقة الناقد المغربي عبد اللطيف محفوظ عن "الدلالة الأيديولوجية في الرواية" مثال رواية "دلعون" للكاتب نبيل سليمان، على أهمية الرواية والبحث النقدي، إلا أن الناقد ذهب في تقصي الدلالة الأيديولوجية خارج إطار العلاقات الجمالية للنص.