دمشق: بدعوة من الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام ,2008 تم إحياء حفل الذكرى الحادية عشرة لرحيل الكاتب المسرحي سعد الله ونوس, في قريته "حصين البحر" فقد كانت رحلة سعد الله ونوس الشاب الذي جاب زرقة العالم نورساً لاتحد أحلامه عقبات وحدود, أعطانا في كامل عافيته, وفي مختلف مراحل مرضه أعطانا إبداعاً خلده في وجدان عالم المعرفة, حضارة محورها الإنسان. انطلقت الاحتفالية وفقاً لجريدة "العرب اليوم" من دمشق واستقرت في "حصين البحر" البلدة الراقدة بقلق مع ابنها الذي عاد إليها ليكرس مقامات المعرفة مع زملائه الآخرين ممدوح عدوان في قريته " دير ماما " والشاعر الجميل محمد عمران في قريته " الملاجة " مثلث شكل سمات المثقف في بلد يتعرض لشتى أصناف الظلم والإضطهاد, قال سعد الله ونوس في يوم المسرح العالمي" 1996": ان المسرح في الواقع هو أكثر من فن انه ظاهرة حضارية مركبة سيزداد العالم وحشة وقبحا وفقراً لو أضاعها وافتقر إليها مهما بدا الحصار شديداً والواقع محبطاً فإني متيقن أن تتضافر الإرادات الطيبة وعلى مستوى العالم سيحمي الثقافة ويعيد للمسرح ألفته ومكانته... إننا محكومون بالأمل وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ. بعد ذلك قدم عرض مسرحي بعنوان "العميان" تأليف: موريس مترلنك, إخراج: الدكتور سامر عمران, وهذا العرض مشروع المعهد العالي للفنون المسرحية "السنة الثانية". يتحدث العرض المسرحي عن مجموعة من العميان ينتظرون الكاهن الذي ذهب ليحضر لهم الماء, لكنه لم يعد, بسبب موته من دون أن يشعروا بذلك, ويبقون ضائعين في البرية من دون دليل. والعرض الآخر حسبما ذكرت "العرب اليوم" كان بعنوان "جثة على الرصيف" تأليف: سعد الله ونوس, إخراج: أسامة حلال. وقدمت العرض فرقة كون المسرحية المختصة بعروض الشوارع. يتحدث العرض عن المجتمع المفكك, حيث يموت أحد أفراده من القهر والجوع, في ليلة قارسة من البرد يراه صديقه الذي لا حول له ولا قوة, يمر أحد الأثرياء فيشتري الجثة ليطعمها لكلبه.