الحق أقول لكم/ لا حق لحي إن ضاعت/ في الأرض حقوق الأموات/ لا حق لميت إن يهتك عرض الكلمات/ وإذا كان عذاب الموتى أصبح سلعة/ أو أحجبة أو أيقونة/ فعلى العصر اللعنة/ والطوفان قريب!. هذه كلمات الشاعر الراحل نجيب سرور التي تحل بعد أيام ذكرى رحيله في 24 أكتوبر 1978 وُلد أول يونيو عام 1932 في قرية إخطاب بالدقهلية، برزت ميوله المسرحية في مطلع شبابه, فترك دراسة الحقوق و هو في سنتها النهائية والتحق بمعهد التمثيل، وحصل علي الدبلوم عام 1956 .
في أواخر عام 1958 سافر في بعثة إلي الاتحاد السوفيتي حيث درس الإخراج المسرحي، ثم انتقل إلي المجر وظلّ حتى عام 1964، وعاد إلى مصر ليزدهر إنتاجه، ويصبح أحد أهم فرسان المسرح المصري المتميزين.
في فترة السبعينات عاني نجيب سرور ظروفاً مأسوية حيث اضطهد، وفُصل من أكاديمية الفنون، واُدخل عدة مرات إلي مستشفى الأمراض العقلية.
من أعماله الشعرية "لزوم ما يلزم" مجموعة شعرية كتبها في بودابِست عام 1964، "رباعيات و قصائد هجائية" كتبها نجيب سرور بين 1969 و 1974 ، نشرت بالإنترنت عام 1998، "بروتوكولات حكماء ريش" وهي أشعار و مشاهد مسرحية، كتبها و صدر عن مكتبة مدبولي بالقاهرة عام 1978، التي يقول في بدايتها:
*ديباجة: نحن الحكماء المجتمعين بمقهى ريش .. من شعراء وقصاصين ورسامين .. ومن النقاد سحالى الجبانات .. حملة مفتاح الجنة .. وهواة البحث عن الشهرة .. وبأي ثمن .. والخبراء بكل صنوف الأزمات .. نحن الحكماء المجتمعين بمقهى ريش .. قررنا ماهو آت: البرتوكول الأول: لا تقرأ شيئاً .. كن حمال حطب .. وأحمل طن كتب
البروتوكول الثانى: لا تفهم شيئَا مما تقرأ .. ليس يهم اليوم الفهم .. فالمفهوم اللامفهوم .. أو بالعكس . لن يسألك أحد .. ما معنى قولك !.... فالمفروض . ألا معنى للأشياء وللكلمات ..
*البروتوكول الثالث: لا تصمت أبدا .. إن الصمت جهاله .. واحذر أن تتكلم فى الموضوع.. لا موضوع هنالك .. إن الفلك اليوم عطاره .. كن فيهم خضر العطار .! لكن خذ سمت الأستاذ .. وحذار أن تنسى البايب .. والكلمات الخرز اللاتينية ! قل فى الواقع .. واصمت لحظة ! قل لاشك .. واصمت لحظة .! ثم مقدمة محفوظة .. من فذلكة المنهج .. حسب الموجة والتيار .. فالبحر سباق .. والموجات الوف .. الموجه تجرى ورا الموجه .. عايزة تطولها ! عجل واركب أية موجه .. فالأيام دول ..