وزير التعليم يبحث مع نظيره بالمملكة المتحدة آليات التعاون في مدارس (IPS)    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    «الخشت»: أحمد فتحي سرور ترك رصيدا علميا يبقى مرجعا ومرجعية للقانونيين    جامعة بنها تفوز بتمويل 13 مشروعا لتخرج الطلاب    تراجع أسعار الفراخ البيضاء في بورصة الدواجن الرئيسية    محافظ أسوان: توريد 225 ألفا و427 طن قمح محلي بنسبة 61.5% من المستهدف    اليوم.. وزير التنمية المحلية يفتتح عددا من المشروعات الخدمية بالغربية    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    استقرار أسعار اللحوم اليوم الثلاثاء.. البلدي ب 380 جنيهًا    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    أسعار الحديد اليوم الثلاثاء 21-5-2024 في أسواق محافظة قنا    عاجل| لابيد: ميليشيا يرعاها نظام نتنياهو هي من تهاجم شاحنات المساعدات لغزة    روسيا تفشل في إصدار قرار أممي لوقف سباق التسلح في الفضاء    المصري يستعد لمواجهة فيوتشر بودية مع النصر القاهري    رئيس لجنة كرة القدم للساق الواحدة عن بطولة كأس أمم أفريقيا: المسئولية على عاتقنا    النصر السعودي يضغط لحسم صفقة صديق رونالدو    إصابة 10 أطفال إثر انقلاب سيارة بترعة في أبو حمص بالبحيرة    سقوط سيارة ميكروباص محملة ب26 عاملا في ترعة بمنشأة القناطر بالجيزة    بسبب لهو الأطفال.. أمن الجيزة يسيطر على مشاجرة خلفت 5 مصابين في الطالبية    طلب تحريات حول انتحار فتاة سودانية صماء بعين شمس    تفاصيل الحالة المرورية في شوارع وميادين القاهرة الكبرى اليوم (فيديو)    وزيرة الثقافة تشهد احتفالية الأوبرا بالموسيقار الراحل عمار الشريعي    تاريخ المسرح والسينما ضمن ورش أهل مصر لأطفال المحافظات الحدودية بالإسكندرية    «القومي للمرأة» يوضح حق المرأة في «الكد والسعاية»: تعويض عادل وتقدير شرعي    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لمنطقة أبو غليلة    خبيرة تغذية توجه نصائح للتعامل مع الطقس الحار الذي تشهده البلاد (فيديو)    مبعوث أممي يدعو إلى استئناف المحادثات بين إسرائيل وحماس    الحالة الثالثة.. التخوف يسيطر على الزمالك من إصابة لاعبه بالصليبي    حسم اللقب أم اللجوء للمواجهة الثالثة.. موعد قمة الأهلي والزمالك في نهائي دوري اليد    بشير التابعي: معين الشعباني لم يكن يتوقع الهجوم الكاسح للزمالك على نهضة بركان    القاضي في محاكمة ترامب المتعلقة بالممثلة الإباحية يخلي القاعة من الصحافة وهيئة المحلفين    داعية إسلامي: الحقد والحسد أمراض حذرنا منها الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-5-2024    لجان البرلمان تواصل مناقشة مشروع الموازنة.. التموين والطيران والهجرة وهيئة سلامة الغذاء الأبرز    وزير الصحة يوجه بسرعة الانتهاء من تطبيق الميكنة بكافة المنشآت الطبية التابعة للوزارة    جهات لا ينطبق عليها قانون المنشآت الصحية الجديد، تعرف عليها    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    أمل دنقل.. شهيد الغرفة رقم 8    الجنايات تنظر محاكمة 12 متهما برشوة وزارة الري    رغم انتهاء ولايته رسميًا.. الأمم المتحدة: زيلينسكي سيظل الرئيس الشرعي لأوكرانيا    قبل طرحه في السينمات.. أبطال وقصة «بنقدر ظروفك» بطولة أحمد الفيشاوي    مؤلف «السرب»: الإيرادات فاجأتني وتخوفت من توقيت طرح الفيلم (فيديو)    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    مندوب مصر بالأمم المتحدة لأعضاء مجلس الأمن: أوقفوا الحرب في غزة    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    مارك فوتا يكشف أسباب تراجع أداء اللاعبين المصريين في الوقت الحالي    احذروا الإجهاد الحراري.. الصحة يقدم إرشادات مهمة للتعامل مع الموجة الحارة    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    «في حاجة مش صح».. يوسف الحسيني يعلق على تنبؤات ليلى عبداللطيف (فيديو)    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بدون فرن.. طريقة تحضير كيكة الطاسة    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما وراء الاتحاد المتوسطي / خالد السرجاني
نشر في محيط يوم 24 - 06 - 2008


ما وراء الاتحاد المتوسطي
خالد السرجاني
يعقد الاتحاد المتوسطي أول قمة له في باريس يومي 13 و14 يوليو المقبل، وسط أنباء حول ما سيلعبه هذا الكيان الجديد من دور في عملية التقارب بين سوريا وإسرائيل بعد الإعلان عن أن مائدة الحضور سوف تجمع بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت.

والاتحاد المتوسطي مشروع يتبناه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ويهدف إلى أن يكون محرك التعاون بين الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط.وقد انطلقت فكرة الاتحاد المتوسطي في مؤتمر روما الثلاثي بين زعماء إيطاليا وفرنسا وأسبانيا في ديسمبر 2007.

وخرج عن المؤتمر نداء روما الداعي زعماء الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط إلى مؤتمر سوف يعقد في باريس كما سبق وأشرنا. وسيحدد مؤتمر باريس حدود ورؤية الاتحاد المتوسطي.

وسيضم الاتحاد المتوسطي، 19 دولة هي: الدول الست عشرة المطلة على الأبيض المتوسط وهي: إسبانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص ومالطا وتركيا ولبنان وسوريا وإسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب.وتضاف إليها ثلاث دول هي: الأردن والبرتغال وموريتانيا.

وهي دول سبق أن دخلت في مسارات تعاونية متوسطية خصوصا أنها عضو في مبادرة الشراكة الأورومتوسطية التي أعلن عنها في برشلونة عام 1995 برعاية الاتحاد الأوروبي.

كما يسمح نداء روما لجميع دول الاتحاد الأوروبي غير المطلة على المتوسط الدخول إلى هذا الاتحاد إن رغبت في ذلك. وسيكون جهاز الجامعة العربية وجهاز الاتحاد الأوروبي ممثلين بلجنته وبرئاسته مكونا مهما في الاتحاد المتوسطي.

تركز فكرة الرئيس ساركوزي عن الاتحاد المتوسطي على توفير منطق تعاون بين الأطراف الداخلة فيه وليس منطق اندماج. فالاتحاد سيكون مكملا وليس بديلا لما جرى من تعاون بين مختلف الدول المطلة على المتوسط مثل مبادرة الشراكة الأورومتوسطية وتجمع 5+5.

وتركز فكرة الرئيس الفرنسي على مبدأين هما: الندية في التعاون بين مختلف الأطراف حيث تقدم مشاريع التعاون الملموسة بشكل مشترك بين دول جنوب المتوسط ودول شماله. والهندسة المتغيرة وتعني أن تنفيذ أي مشروع ملموس مشروط بتطوع أي دولة ترغب في تنفيذه.

وسيركز الاتحاد في مجال التعاون بين أعضائه على: قضايا الأمن والهجرة والبيئة والطاقة المتجددة والحماية المدنية والتعليم والتكوين والثقافة وتمويل المشاريع، فضلا عن تنمية الدول الواقعة جنوب المتوسط. وستكون رئاسة الاتحاد ثنائية.

حيث تتكون من إحدى دول الاتحاد الأوروبي المطلة على المتوسط ومن دولة من غير الاتحاد الأوروبي. وستشكل سكرتارية دائمة سيحدد المؤتمر التأسيسي تكوينها كما ستجتمع قمة الاتحاد سنويا.

والحاصل أن ما يستهدفه الاتحاد المتوسطي لا يختلف كثيرا عن أطر أخرى للتعاون بين شطري المتوسط، وهو ما يدفعنا لطرح تساؤل حول أسباب تأسيس أطر جديدة في الوقت الذي مازالت فيه الأطر السابقة موجودة.

وهناك تصوران إلى هذا الأمر الأول أن الأطر السابقة لم تعد ذات فائدة بسبب وجود عوائق متعددة تحول دون قيامها بعملها، ففيما يتعلق بتجمع 5+5 يحول دون تحقيق نتائجه الخلاف بين الدول المغاربية حول الصحراء الغربية، أما الشراكة الاورومتوسطية فهي تقوم على اتفاقيات ثنائية ومعظم دول جنوب المتوسط لم تتكيف مع شروط هذه الشراكة.

أما التصور الثاني فهو يربط بين هذا الاتحاد الجديد والأسباب الفرنسية الخالصة التي تتعلق برغبة الرئيس الفرنسي في أن يكون له دور دولي عبر هذه البوابة الإقليمية الجديدة.

وفى كل الأحوال فإن مثل هذه الأطر والتجمعات تأتى برغبة أوروبية وتهدف إلى حل مشكلات شهدتها دول أوروبية لأنها انتقلت إليها من دول جنوب المتوسط مثل الهجرة غير الشرعية والتطرف الديني، وغيرها وظنت الدول الأوروبية أن حل مشكلات اقتصادية واجتماعية في دول جنوب المتوسط من شأنها أن تجنب الدول الأوروبية هذه المشكلات والأزمات.

ولكن لم يحدث أي تقدم في كافة الأطر بسبب اختلاف جدول أعمال كل فريق عن الآخر. ففي الوقت الذي تهتم فيه أوروبا بقضايا الهجرة غير الشرعية تهتم الدول العربية جنوب المتوسط بضرورة تسوية الصراع العربي الإسرائيلي كمدخل لحل كافة قضايا المنطقة الأخرى وهو الأمر الذي جمد عمليا كافة الأطر لأن أوروبا لا تملك أيا من أوراق الضغط فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي.

ويبدو من سياق الاجتماع المقبل في باريس أن أوروبا قررت أن تتجاوز هذه العقبة بالقيام بدور في عملية جمع الأطراف على مائدة التفاوض أو تهيئ الظروف اللازمة لذلك، وهذا الأمر يكشف عنه الإعلان عن وجود كل من الرئيس السوري ورئيس الوزراء الإسرائيلي على مائدة واحدة وإن كان لم يعلن عن أي خطوات أخرى خلال الاجتماع يمكن أن تساهم في التقارب بين البلدين أو تسرع من عملية التفاوض غير المباشر التي تتم برعاية تركيا في الوقت الراهن.

وهناك رأى أوروبي آخر يرى أن الاقتصاد يمكن أن يجعل الدول العربية تتجاوز عن ثوابت تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي من هنا تعول الدول الأوروبية على المشروعات المقررة تحت راية الاتحاد المتوسطي من اجل تحقيق تقدم في باقي الملفات الأخرى.
عن صحيفة البيان الاماراتية
24/6/2008


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.