لو لم يكن.. سمير جعجع! محمد خروب يجب على اللبنانيين ان يختاروا بين لبنان الرؤوس والارجل خطاب السيد نصرالله عن الاشلاء ولبنان وبكركي وجبران خليل جبران ونحن اخترنا الاخير.. لكم ان تحزروا اسم قائل هذه العبارة المثيرة والعظيمة، التي تنم عن ثقافة عالية وانحياز للسمو الثقافي والروحي والحضاري، وربما يحتار كثيرون في حسم الامر والاستقرار على اسم واحد.. لكن ليس لكم ان تصابوا بالصدمة او تشعروا بالغثيان وان تثقل عليكم الخيبة والمرارة، اذا ما علمتم ان القائل هو سمير جعجع، لورد الحرب الاهلية اللبنانية بامتياز، وأحد الذين بنوا مجدهم الملطخ بالدماء، على الجماجم وقطع الرؤوس وبقر بطون الحوامل والاغتصاب وذبح الاطفال، وخصوصاً الاناث من الوريد الى الوريد، وابادة عائلات (لبنانية وخصوصا فلسطينية)، عن بكرة ابيها، وتفجير دور العبادة، وفي مقدمتها كنيسة سيدة النجاة واغتيال رئيس وزراء لبنان، وهو على رأس وظيفته من خلال تفخيخ طائرته المروحية التي كان يقودها طيارون لبنانيون.. نعم، هو سمير جعجع الطالب الفاشل في كلية طب الاسنان، والذي ترك مقاعد الدراسة الجامعية بعد سنتين من التحاقه بالجامعة، كي يتتلمذ على يد بشير الجميل قائد الجناح العسكري لحزب الكتائب المسمى القوات اللبنانية، وليبرز في سنوات الحرب الاهلية وقبل اجتياح بيروت ومذبحة صبرا وشاتيلا، كأحد اكبر القتلة والسفاحين الذي لا يتردد في اطلاق الرصاص على رفاقه، اذا ما اعترضوا على شيء او حاولوا مناقشة أي موضوع.. ولم تكن مذابح مخيم تل الزعتر والكرنتينا سوى امثلة متواضعة على درجة الدموية التي وصلها الحكيم (كما كان المرتعبون من بطشه يصفونه رغم انه لم يتوفر يوما على حكمة في الوقت ذاته لم يكن يستحق اللقب علميا لانه لم يتخرج ذات يوم في كلية طب بشري او طب اسنان كالتي فشل في استكمال متطلباتها مبكرا). حسناً،. لسمير جعجع، الذي خرج من سجنه بعد صفقة مريبة شاركت فيها اطراف عديدة وخصوصا اميركية وفرنسية ولبنانية ارادت استثمار ورقة جعجع لمحاولة ايجاد توازن في الشارع المسيحي، وخصوصا في الطائفة المارونية التي برز فيها نجم العماد ميشال عون كأحد الرافضين للنظام الامني السوري اللبناني الذي استمر منذ ما بعد الطائف 1989 حتى 26 نيسان 2005، والداعي بلا كلل الى انسحاب القوات السورية من لبنان، ولكن ايضا وهذا هو المهم الذي يقرأ (عون) المشهد من زاوية وطنية وبعد نظر وحكمة لا تحاول الغاء ديكتاتورية الجغرافيا وفي الوقت نفسه الرافض بشدة ومبدئية لاستبدال وصاية بأخرى والقفز من حضن دمشق (الذي تدفأ فيه كل اركان ما يوصفون الآن بالموالاة) الى حضن عاصمة دولية أو اقليمية أخرى.. نقول: خرج جعجع من سجن وزارة الدفاع في اليرزة، بعد ان ادين باغتيال رشيد كرامي رئيس الوزراء الاسبق، وتفجير كنيسة سيدة النجاة، وفورا تم تأهيله واعتماده في مقدمة صفوف الاستقلاليون الجدد الذي فازوا في انتخابات ايار/حزيران 2005 في اطار تحالف رباعي تم فيه اقصاء الجنرال عون بل وامعانا في الاسترضاء المريب والمبالغ فيه تم التضحية بزعيم حركة الشعب نجاح واكيم، لصالح صولانج الجميل ارملة بشير الجميل التي احتفت (وزوجها وحزب الكتائب وذراعه العسكرية) بارئيل شارون عندما احتل بيروتالشرقية، وانهمكت هي شخصيا، في تحضير الاكلات الشهيرة من تبولة وكبة نيّة، ومازات لبنانية لمجرم الحرب، الذي جلس على شرفة بيتها يراقب بالمنظار (مفتوح العدسات كجنرال محترف وليس مغلق العدسات كما هي حال عمير بيرتس في حرب تموز 2006)، ما يفعله جيشه في قصف بيروتالغربية، وما تقوم به القوات بتوجيه من بشير الجميل وسمير جعجع وايلي حبيقة وابو ارز، من فظائع ضد احياء بيروتالغربية التي كانت ما زالت حتى ذلك اليوم صامدة في وجه حصار خانق وقطع للمياه والكهرباء وفي شكل لا يقل إجراماً مما هي عليه حال قطاع غزة. طبعاً. لسمير جعجع، ان يبدي رأياً في ما يحدث في بلاده وله الحق كل الحق في ان يختار الاتجاه السياسي الذي يناسبه كذلك من ينسجم معهم من الحلفاء ورفاق الدرب الطائفي او المذهبي او السياسي، كذلك في انتقاد خصومه ومعارضيه وخصوصا حزب الله وخطابات أمينه العام والجنرال عون وباقي فريق 8 آذار. اما ان يخرج على الناس متحدثا عن الثقافة والحرية والانحياز للحياة وهو الوالغ في دم الابرياء وابناء شعبه، واحد ابرز الطائفيين والمذهبين والداعي الى تقسيم لبنان او فدرلته، بل هو القائد الابرز في الجناح الانعزالي داخل حزب الكتائب الذي انشق عليه واستولى على ذراعه العسكرية (القوات اللبنانية) والتي هزمت (في المواجهة مع الجنرال عون) وتم حلها (بعد اتفاق الطائف) وغدت حزبا سياسيا تحت الاسم ذاته يحن الى حمل السلاح ويواصل التدرب على استخدامه هذه الأيام (وفق ما تؤكده كل المصادر). لان لبنان بلد الحرية والثقافة والرسالة العظيمة، فان سمير جعجع غير قادر على تسويق بضاعته الكاسدة والفاسدة، وله أن يقف عند احدى عبارات جبران خليل جبران (الذي يحاول جعجع التمسح به الآن) المثقلة بالمعاني والدلالات العظيمة.. المستقبل لا ينتمي الى الخوف.. انه ينتمي الى الحرية.. قال جبران. وهو قول يناقض ثقافة الخوف والتبعية التي يريد جعجع فرضها على اللبنانيين. عن صحيفة الرأي الاردنية 23/1/2008