المرشحون والإرهاب عاطف عبد الجواد لست سنوات أخبر الرئيس بوش الشعب الأميركي أنه يواجه حربا طويلة ضد حركة إسلامية إرهابية عالمية سوف تشكل تحديا لجيل كامل على نحو ما فعلت الحرب الباردة من قبل. ولم يبق اليوم سوى عام واحد وتنتهي رئاسة بوش ويبرز السؤال الهام وهو: هل هذه الرؤية الشاسعة التي تبناها الرئيس بوش سوف تبقى على قيد الحياة بعد يناير 2009 عندما يدخل إلى البيت الأبيض رئيس جديد؟ معظم مرشحي الرئاسة الجمهوريين يتفقون بصورة عامة مع الرئيس بوش بشأن أبعاد ومحورية التهديد الذي يشكله التطرف الإسلامي. ومعظم المرشحين الديموقراطيين لا يتفقون معه. ومن هذا الاختلاف الأيديولوجي بين الجمهوريين والديموقراطيين تنساب مواقف عملية متباينة إزاء العراق وأفغانستان وإيران، فضلا عن الثقل الذي يجب ان يعطيه الرئيس الجديد لمجموعة من التحديات الأخرى في السياسة الخارجية. ليس صحيحا ان الديموقراطيين يعتبرون ان التعامل مع تهديد القاعدة يمكن ان يكون اكثر نجاحا لو تبنت الحكومة الأميركية وسائل الشرطة والقانون عوضا عن استخدام القوة العسكرية المجردة. هيلاري كلنتون و باراك اوباما يتحدثان بوضوح لا لبس فيه عن مكافحة شبكات الإرهاب كحرب على مستوى العالم. والمرشح الديموقراطي الثالث جون ادواردز الذي ادان استخدام تعبير ( الحرب على الإرهاب) ووصفه بأنه شعار دعائي فارغ، يقول إن من الضروري استخدام القوة العسكرية الكاملة لمحاربة جماعات ارهابية مثل القاعدة. غير ان المرشحين الديموقراطيين لا يربطون بين الإسلام والإرهاب، بل انهم لا يصفون الجماعات الإرهابية حتى يكونها جماعات اسلامية متطرفة. انهم يتحدثون عن تهديد الجماعات الإرهابية وليس الجماعات الإسلامية المتطرفة. بل إن هيلاري كلنتون في واقع الأمر تحذف كلمة الإسلام تماما من حديثها عن الإرهاب. بالمقارنة نجد ان المرشح الجمهوري رودي جولياني ( وهو الرئيس السابق لمدينة نيويورك وقت وقوع هجمات 11 سبتمبر 2001) نجده يتحدث عن ( الفاشية الإسلامية المتطرفة) ، بينما نجد مرشحا جمهوريا آخر هو مايكل هكابي ( وهو حاكم سابق لولاية اركنسو وقس سابق ايضا) يتحدث صراحة عن الحرب ضد الإرهاب ويقول انها ( حرب دينية). صحيفة واشنطن بوست انتقدت المرشحين الجمهوريين لاستخدامهم هذه المصطلحات التي قالت إنها خاطئة ومضللة وضارة. إنها تبالغ في الجاذبية الايديولوجية لجماعات مثل القاعدة في العالم الإسلامي، وتستعدي جماعات لا تشكل تهديدا للولايات المتحدة مثل جماعات الاصوليين غير العنفية، بل وتستعدي ايضا جماهير المسلمين المسالمين المعتدلين. مثل هذه المصطلحات التي يستخدمها المرشحون الجمهوريون تعطي المسلمين في انحاء العالم انطباعا بأن الولاياتالمتحدة تنخرط في الحرب الدينية نفسها التي يقول اسامة بن لادن انه يرغب في اشعالها. فما هو موقف مرشحي الرئاسة الأميركيين من العراق وأفغانستان وعلاقتهما بالحرب على الإرهاب ؟ !. سنواصل المناقشة. عن صحيفة الوطن العمانية 25/12/2007