النظام السوري يعتقل فنانين ومثقفين شاركوا في الاحتجاجات الشعبية شهداء ثورة تونس وسوريا ومصر دمشق: أثار اعتقال مجموعة كبيرة من الفنانين السوريين والمثقفين الكثير من الجدل في الشارع السوري والاعلام العربي والعالمي.
فهذه المرة الأولى التي يقوم فيها المثقفون والفنانون السوريون بتظاهرة علنية ضد النظام السوري وفي دمشق نفسها وهو ما يدحض الاعلام السوري الحكومي .
الذي ظل علي مدي اسابيع يردد ان المظاهرات الشعبية هي مؤامرة من الغرب وامريكا وان من يقومون بها مجموعة من المتطرفين الاسلاميين .
ووفق تقرير ل " القدس العربي " فإن مجموعة كانت قد أسست صفحة على الفيسبوك سمتها 'مثقفون لأجل سوريا' اعلنوا فيها قرارهم الخروج في تظاهرة سلمية اول امس .
وذلك 'للمطالبة بالوقف الفوري والنهائي للحل الأمني بحق المتظاهرين السلميين ومعاقبة المجرمين بحق الشعب محاكمات عادلة، وإيقاف التحريض الإعلامي على الشعب وعلى المثقفين والإعلاميين السوريين.
والسماح للإعلام العربي والعالمي بتغطية الأحداث بحرية، والإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين، ورغبة منا برص صفوف الشعب والمعارضة للمشاركة في بناء سورية الدولة المدنية الديمقراطية.'
وبالفعل قام الفنانون والمثقفون بالتجمع امام جامع الحسن بمنطقة الميدان الدمشقية فوجدوا الأمن في انتظارهم حيث قام باعتقال 29 فتاة و10 شباب .
من بينهم الممثلة مي سكاف، ورئيس تحرير مجلة 'شبابلك' إياد شربجي، والممثلان المسرحيان محمد وأحمد ملص (انظر مقابلة معهما قبل الاعتقال في ص 11 من هذا العدد).
وقد أصدر المثقفون السوريون بيانا طالبوا فيه السلطات السورية بالإفراج الفوري عن معتقلي التظاهرة عن جميع معتقلي الرأي السوريين.
كما اعلنوا استمرارهم بالتظاهر 'حتى تتحقق مطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة وتحقيق الدولة المدنية الديمقراطية المنشودة'.
وكانت الكاتبة والسيناريست ريما فليحان، احدى منظمات التظاهرة، قد قالت قبل اعتقالها 'ان الهدف الاساسي من مشاركتي هي تأكيد انتمائنا نحن المثقفين الى جماهير الشعب، ومشاركتنا في الحراك الشعبي المطالب بالحرية والعدالة والمساواة'.
واوضح تقرير "القدس العربي" أن شهود ذكروا ان تجمع المثقفين بدأ مبكرا وكان بينهم الكاتب المعروف فايز سارة، وعدد من الصحافيين والكتاب مثل يعرب العيسى وراشد عيسى ومحمد الأمين وعثمان جحا وإيمان الجابر.
ومع بدء سير المجموعة تزايد عدد المشاركين الى ما يقارب ثلاثمئة شخص وبدأوا بترديد النشيد السوري الوطني ثم انطلقت الهتافات 'الله سوريا حرية وبس' و'واحد واحد واحد الشعب السوري واحد'.
وبدأ عدد من الشبان الصغار المسلحين بالعصي بمهاجمة الفنانين فتصدى له الجمهور المتزايد الذي احاط بالفنانين، ثم وصلت تعزيزات أمنية هاجمت المتظاهرين الذين تعالت أصواتهم 'سلمية سلمية'، قبل أن يلوذ معظمهم بالفرار أثناء حملة اعتقال لأكثر من اربعين شخصا ممن وصلوا في البداية.
وكانت الممثلة مي سكاف، احدى المعتقلات، قد انتقدت انتشار صور الرئيس السوري في الاماكن العامة معتبرة اياها وسيلة للترهيب لا تعبيرا عن الحب والولاء.
وتساءلت سكاف عن 'اي استقرار يجري الحديث عنه وهناك دماء سورية تنزف واعتقالات لشباب يحاولون أن ينقلوا وجهة نظرهم ويمارسون حقاً من حقوق الإنسان الحر.. عُزّل إلا من رأي معارض'.
اما الفنان فارس الحلو الذي شارك في التظاهرة فقال ان الشباب اعادوا تنظيم التظاهرة وبدأ واحد منهم يهتف 'الشعب السوري واحد' وغيرها من الهتافات الداعية للوحدة الوطنية والمعادية للوطنية، واضاف الحلو: 'لقد أحسست انني اسمع صوتي لأول مرة'.